كشفت إحصاءات وزارة الصحة بحكومة الانقلاب عن وفاة حوالي “170” ألف مواطن سنويّا جراء إدمان التدخين، وبحسب مراقبين فإن هذه الأرقام صادمة ومفزعة وتستوجب النفير العام من الجميع وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للإقلاع عن تعاطي التبغ الذي يوافق 31 مايو من كل عام.. هذه الأرقام تضع مصر على صدارة الترتيب العالمي في ضحايا التدخين.
وفقًا للأرقام الصادرة عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فقد بلغ حجم استهلاك المصريين للسجائر خلال العام الماضي 2018 نحو 83 مليار سيجارة، تقدر كلفتها بـ73 مليار جنيه (4 مليارات و342 مليون دولار أمريكي). ووصل حجم استهلاك تبغ المعسل الخاص بالشيشة إلى 50 ألف طن سنويًا، بقيمة 3 مليارات جنيه (179 مليون دولار).
وفي دراسة للدكتور عاصم الشريف فإن التدخين يسبب العشرات من الأمراض، أخطرها سرطان الرئة والمريء والحنجرة، وأمراض القلب والمعدة، كما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي إلى أمراض في الكلى، أخطرها الفشل الكلوي، موضحًا أنّ 90 في المائة من مجموع وفيات سرطان الرئة سببها التدخين.
وتكشف الدراسة عن أن عيادات الأطباء، خصوصًا أطباء الباطنة والصدر والكلى، تزداد أعداد المرضى فيها خلال شهر رمضان، بخلاف من هم محجوزون في المستشفيات؛ بسبب العادات السيئة التي من بينها الإفطار على السيجارة وتناول عدد من علب السجائر وتدخين الشيشة بشراهة، اعتقادًا منهم أنّ ذلك يساعدهم في تحمّل نهار رمضان من دون تدخين.
وبرغم ما أثبتته الدراسات الطبية على مر العصور، أن التدخين أحد العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض، مثل سرطان الرئة والنوبات القلبية، إلا أن أعداد المدخنين في تزايد مستمر حول العالم خاصة في الدول النامية، ففي عام 1990 كان عدد المدخنين 870 مليون مدخن، مرتفعًا إلى 933 مليون شخص عام 2015، فيما يبلغ العدد حاليًّا نحو 1.3 مليار مدخن، بحسب منظمة الصحة العالمية.
كما كشف مسح قومي مشترك بين مكتب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان في مصر، أنّ نصف الشباب المصريين تقريباً (48.9 في المائة) يتعرضون للتدخين السلبي في المنازل، فيما يتعرض 36.5 في المائة من الموظفين والعمال للمشكلة نفسها في أماكن العمل، أما من يدخنون بإرادتهم فإنّ نسبتهم مرتفعة وتتزايد أعدادهم سنوياً في مصر، وبلغت نسبة المدخنين 21 في المائة من إجمالي عدد سكان مصر.
وبحسب الدراسات والإحصاءات الرسمية التي تضمّنها المسح، فإنّ 50 في المائة من الذكور المصريين فوق سن 15 عامًا يدخنون السجائر، وقد تصل هذه النسبة إلى 63 في المائة بحلول عام 2020، وهو ما يتجاوز التقديرات في الدول العربية الأخرى. ووصف تقرير المسح شيوع التدخين بين الشباب في مصر، خصوصًا تلاميذ المدارس، بـ”المفزع”، مؤكدًا أنّ 14.3 في المائة من تلاميذ الثانويات الذكور في مصر يدخنون، مقابل 6.9 في المائة من التلميذات.
أضف تعليقك