• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

 

شبهت صحيفة "هآرتس" العبرية، وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي الإثنين الماضي أثناء جلسة محاكمته بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر الماضي، وسط اتهامات لولي العهد محمد بن سلمان بالوقوف وراء اغتياله. 

وتحت عنوان: "السيسي ليس لديه الوقت للقلق من اغتيال مرسي"، قالت الصحيفة، إن "القاهرة متورطة في عملية تغيير السلطة بالسودان وتعمل على تعزيز قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وهناك تساؤلات حول دورها في الوساطة بين السعودية وإيران، في وقت تتحول فيه واقعة قتل الرئيس (..) محمد مرسي، إلى ما يشبه قضية خاشقجي".

وتابعت: "تقارير صحفية قارنت بين موت مرسي وبين محاولة الموساد اغتيال خالد مشعل من خلال تسميمه، أو كما يفعل الروس بمنافسيهم، والآن ينظر لما حدث للرئيس (مرسي) على أنه جريمة قتل، الكثيرون حول العالم ومنظمات الحقوق المدني يتهمون السيسي باغتياله".

وتساءلت الصحيفة: "هناك سؤال هام لابد وأن يطرح؛ إذا اغتالت السلطات المصرية مرسي فلماذا الآن، لماذا انتظرت سنوات طويلة قبل تنفيذ الأمر؟، لقد احتجز الرجل في يوليو 2013، أي منذ ست سنوات وهي فترة طويلة جدًا لجعل شخص يصاب بنوبة قلبية أو يموت من التسمم الغذائي بالسجن".

وأضافت: "قضية مقتل مرسي أصبحت الآن تهديدًا للنظام المصري مع تحولها لكي تكون أشبه بجريمة تصفية الصحفي السعودي خاشقجي، وهذه المرة القاتل ليس ابن سلمان وإنما عبد الفتاح السيسي، وعلاوة على الاتهامات الخاصة باغتيال الرئيس (مرسي) فإن سهام الانتقادات صوبت ضد القاهرة بسبب تعليمات النظام الحاكم هناك بتنظيم جنازة سرية وهادئة دون مشاركة شعبية".

وأردفت: "نظام السيسي فرض حظر على وسائل الإعلام ومنعها من تغطية الجنازة أو كتابة أي حرف عن مرسي أو فترة حكمه، في وقت ينظر فيه العالم الآن لنفي القاهرة التورط في اغتيال مرسي على أنه أكاذيب، بينما يقف وزير خارجيتها سامح شكري الآن  ليدير معركة هذه الأيام، هدفها تطهير اسم السيسي في الحلبة الدولية، وتبرئه ساحته من اغتيال مرسي".

وقالت "هآرتس" إن "المخاوف المصرية لها ما يبررها؛ فلو تبين أن مرسي تعرض للقتل، من شأن أن يكون لذلك عواقب بعيدة المدى على علاقات القاهرة مع دول الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وما حدث للسعودية من قبل مؤسسات أمريكية كالكونجرس في قضية خاشقجي مؤشر على ما قد يجرى للمصريين".

وأشارت إلى أن "مؤسسات التمويل الدولية التي تساعد القاهرة بسخاء وتشيد بالإصلاح الاقتصادي الذي يقوم به السيسي، ستفكر مجددًا في صلاتها مع الجارة الجنوبية، باختصار: السيسي لابد وأن يكون قائدًا غبيًا كي يأمر باغتيال مرسي، وهو أبعد عن أن يكون غبيًا".

وذكرت أن "هناك الكثير من الملفات على مكتب السيسي؛ ففي الجنوب هناك معركة تمثل تهديدات بالسودان، ويبدو أن القاهرة متورطة في عملية نقل وتبادل السلطة هناك، إلى جانب السعودية والإمارات، اللاتي تحاولن تثبيت حكم المجلس العسكري بقياده الجنرال عبد الفتاح البرهان، وعشية الإطاحة بالرئيس البشير، حذر السيسي من خلع الأخير بدون استعداد تمهد لنقل الحكم".

وواصلت: "إلا أنه بعد إسقاط الرئيس السوداني، وعد السيسي النظام العسكري هناك بمساعدته عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، وعلاوة على ذلك تعهدت الرياض وأبو ظبي بمساعدة الخرطوم بمليارات الدولارات، وقام البرهان بزيارة مصر مؤخرًا للتناقش مع السيسي في طرق التعامل مع العصيان المدني الذي تسبب في وفاة أكثر من 100 سوداني خلال أيام معدودة".

أضف تعليقك