بقلم: عز الدين الكومي
مع حلول الذكرى السادسة لوكسة 30 يونيو، التي جاءت العسكر على ظهور الدبابات، والانقلاب على الرئيس المنتخب الدكتور "محمد مرسي"، وتعطيل المسار الديمقراطي، بعد أن داسوا على إرادة الشعب، وكرامته التي استردها بثورة يناير 2011.
وهناك من يغالط نفسه، ويصر على أن وكسة 30 يونيو كانت ثورة، وأن من شاركوا فيها من المرتزقة واللصوص كانوا من الثائرين على الفساد.
ولله در الشيخ الشعراوى رحمه الله حينما قال: الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد.. ثم يهدأ ليبني الأمجاد، وبمفهوم المخالفة، هناك الثائر المزيف، الذي يدعي وصلاً بالديمقراطية والليبرالية من أمثال الذين ثاروا في وكسة 30 يونيو.
ترى ماذا كان سيقول الشيخ رحمه الله تعالى، لو رأي ما حدث بعد "وكسة" 30 يونيو وما تلاها من مذابح ومجازر على يد عصابة الانقلاب، ومن دعمهم وفوضهم وشايعهم من الأحزاب الكرتونية الفاشلة، من أدعياء الليبرالية والقومجية والنكسجية وأتباع الكنيسة، والرفاق وكل من شارك بقصد أو من غير قصد بالقضاء على مكتسبات ثورة يناير؟
أو ماذا كان سيقول الشيخ، لو رأى ما حل بالبلاد من دمار وخراب وبيع للأوطان، والتفريط في مقدرات الشعب وإغراق البلاد في الديون وزيادة معدلات الفقر، والأزمات الاقتصادية الطاحنة، وزيادة معدلات البطالة وغلاء الأسعار، ناهيك عن انتهاك الحريات والإخفاء القسرى والقتل خارج إطار القانون، وإرهاب الدولة ضد الشعب، وتفريغ سيناء من أهلها والانتقام منهم تمهيدا لصفقة القرن، والإخفاء القسرى للمصريين في جزيرة الوراق وغيرها، والحرائق المفتعلة في قاهرة المعز لبيعها لرجال أعمال إماراتيين؟!!
أم ماذا كان سيقول الشيخ لو رأى من تدثروا بشعارات الديمقراطية والليبرالية والمدنية، وهم يدعون مدنيتهم وليبراليتهم وإنسانيتهم، بعد ست سنوات بالتمام والكمال من عمر الوكسة، وأنهم ليسوا مثل الإخوان الذين يريدون إسقاط النظام الانقلابي؟!!
ماذا لو رأى الشيخ، أن وكسة 30 يونيو كانت وبالا على البلاد والعباد، فلم يجد الشعب الحرية، ومن يحنو عليه وأن يوم وكسة 30يونية هو يوم تم فيه استغفال الشعب وأدعياء الديمقراطية، حتى أصبح "بانجو" يدرس في المناهج المصرية كمثال للثورة على الفساد.
ومع ذلك هناك من لا يزال مصرًا على موقفه من دعم الانقلاب، وهو يعلم تمام العلم، بأن الانقلاب كان مرحبًا به من الصهاينة، كما ظهر من تصريحات المسئولين الصهاينة.
فقد قال وزير الدفاع الصهيونى "موشي يعلون": "أخبرنا أميركا أن ما جرى في مصر ليس انقلابا وأن عليهم دعم السيسي"، وقال "عاموس جلعاد" مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الصهيونية: "السيسي متعاون معنا، وحقق معجزة بالقضاء على الإخوان، وأن حماس أصبحت معزولة الآن فى قطاع غزة، وللدور المصري الفضل في ذلك؛ لأن السيسي يحاربها فى غزة ويتصدى لداعش في سيناء، إلى جانب أن التزامه بمعاهدة السلام يعد ثروة استراتيجية لإسرائيل".
لأن الإخوان كانوا "هيدمروا " إسرائيل لو "بقيوا" في الحكم، فهو يعترف بأن نكسة 30 يونية، كانت بمساندة الصهاينة ودعمها ومولها صهاينة العرب في دول الخليج.
وقال السفير الصهيونى في القاهرة "يعقوب أميتاي": "السيسي بطل قومي لجميع اليهود".
وقد ذكرت بعض الصحف ووكالات الأنباء، بأن السيسي أبلغ إسرائيل قبل الانقلاب بثلاثة أيام، وأن البرادعي زار إسرائيل دولة الكيان الصهيونى مرتين قبل وبعد الانقلاب، وحصل على وعود صهيونية، بالضغط للحصول على الاعتراف الدولي، وأن الانقلاب العسكري في مصر كان مطلبا ملحا لإسرائيل".
كما صرحت صحيفة يديعوت أحرنوت: "بأن على إسرائيل الصلاة من أجل السيسي".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك: "على العالم الحر مساندة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، وكذلك الشخصيات القيادية الليبرالية مثل محمد البرادعي.. ربما إذا دعمناه نحن فسوف نحرجه ولن يساعده ذلك، ولكن السيسي، والقيادات الليبرالية مثل البرادعي يستحقون دعم العالم الحر".
قال "برنارد ليفي"، الكاتب الفرنسي اليهودي: إن الإسرائيليين والغرب "لا يمانعون في أن تكون هناك بحور من الدم واضطرابات مستمرة في مصر وذلك مقابل ألا يكون هناك دولة إسلامية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وأنهم سيشجعون العسكر على الاستيلاء على السلطة، كما حدث في الجزائر، مهما كانت الفاتورة باهظة”.
وهناك سؤال مهم لثوار الغبرة، هل وجدتم ما وعدكم العسكر حقاً بأنكم تخلصتم من حكم الإخوان المسلمين، وأن السلطة سلمت لكم، أم أنكم اكتشفتم- بعد فوات الأوان- أنكم مجرد مطايا للعسكر استخدمكم فى تحقق أهدافه، وحينما قضى وطره منكم، ألقى بكم حيث تستحقون، حتى صار أمثلكم طريقة من رضى لنفسه ألا يتكلم، مؤثراً السلامة، إلا إذا صدرت له الأوامر بممارسة أحد الأدوار؟!!
لأنه بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب، هرول ثوار الغبرة إلى أحضان العسكر يطلبون نصيبهم من الكعكة، أو يشاركون في اقتسام الغنائم، فألقى العسكر لبعضهم بعض الفتات، وسرعان ما أبعدوهم، ليتفرغوا لإرساء دعائم دولة الفساد، والحكم الشمولى.
وليعلم كل من شارك ولو بشطر كلمة في سفك الدماء وإزهاق الأرواح، أنه شريك في جريمة الانقلاب، وهى جريمة لا تسقط بالتقادم؟
أضف تعليقك