• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم محمد عبد القدوس

أتابع عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان في بلادي وما أكثرها، من مُنطلق موقعي في المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومن أغرب القضايا التي لفتت نظري في الفترة الأخيرة قضية اسمها "تنظيم الأمل"!.

وأراهن أن هذا العنوان لفت نظرك وأنت تتساءل: "وحتى الأمل ممنوع علينا؟"، وكنت أظن أنه اسمٌ إعلامي على تلك القضية، فإذا به حقيقة. التنظيم المضبوط اسمه "خلية الأمل"، هكذا أسمته المباحث.. يعني المطلوب التشاؤم في ظل حكم العسكر الجاثم على أنفاسنا، وأن نفقد أي أمل في التغيير.

وتلك القضية تسمى "بالثلاجة"، يعني تظل مجمدة، فلا يُقدم المتهمون فيها إلى القضاء، بل يتم تجديد حبسهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وما أكثر "قضايا الثلاجة" الموجودة في سجون الاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا، مثل قضية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وكذلك صديقي يحيى حسين، وهو من رموز التيار المدني في بلادي، وقضية محمد عادل الشاب الثائر دومًا من أبرز شباب 6 أبريل. 

وقضية "الأمل" سمك لبن تمر هندي، فهي تضم شتى التيارات من الإخوان المسلمين وحتى الشيوعيين، وهذا يؤكد لك أنها قضية فشنك. 

وصدّق أو لا تصدّق، من بين المتهمين أيضا المسئول عن صفحة "آسفين يا ريس"، وهو من أبرز أنصار المخلوع حسني مبارك، وتهمته أنه كان يعقد مقارنة في صفحته بين الأوضاع في عهد مبارك والحكم الحالي، ويخلص بنتيجة أن أوضاعنا في ظل الرئيس المخلوع أفضل كثيرا من حكم السيسي الحالي، وهذا صحيح مع الأسف، وتضم القضية كذلك شخصية بارزة اسمها "رامي شعث"، نجل وزير الخارجية الفلسطيني السابق "نبيل شعث"، وهو من أبرز القيادات في منظمة التحرير الفلسطينية.

والملفت للنظر أن تلك القضية تضم عددًا من الصحفيين البارزين في الوسط الصحفي، وعلى رأسهم صديقي العزيز هشام فؤاد، وحسام مؤنس، وعضو مجلس الشعب السابق زياد العليمي، وقد تواصلت مع أسرهم وما زلتُ، ووجدتهم نماذج رائعة للمرأة المصرية، ويا سلام على والدة زياد العليمي.. جدعة وشجاعة لا تعرف الضعف أو التخاذل، وكذلك والدة حسام مؤنس امرأة زي الفل!، أما زوجة هشام فؤاد فحدّث ولا حرج عن قوتها في مواجهة محنة زوجها!، تقيم الدنيا ولا تُقعدها وهي تطالب بالإفراج عنه، وهي دوما في نقابة الصحفيين، خاصة في توقيت تجديد حبس زوجها.

وفي هذه الأيام يحتفل صديقي العزيز هشام فؤاد بعيد ميلاده رقم 51، وزوجته قررت الاحتفال بهذه المناسبة في النقابة، ودعت أصدقاءه ومحبيه، وطبعا ستتحول الاحتفالية إلى مظاهرة وطنية تطالب بالإفراج عن سجناء الرأي.. وأقول لك إنني عندما أتواصل مع أسر السجناء على اختلاف انتماءاتهم أفرح وأقول الحمد لله مصر بخير. 

أضف تعليقك