يبدو أن نواب العسكر لم يعد لديهم من الأزمات والمشاكل الاقتصادية والحقوقية التي تواجهها مصر في ظل حكم العسكر، إلا أن تناقش الأمور التي لا تعود على المواطن الذي تشهد سلعه الاستهلاكية زيادة فى الأسعار بين الحين والأخر.
أعلن برلمان العسكر، إلغاء العمل بالتوقيت الصيفى من حيث المبدأ، وإحالة القانون عقب الموافقة عليه إلى مجلس الدولة، لتعديل قانون رقم 24 لسنة 2015، بعد موافقة النواب على تعديله، لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفى، وهو ما ينذر ببوادر ازمة بين برلمان الدم وحكومة الانقلاب، حيث أبدت الحكومة تحفظاتها على إلغاء التوقيت الصيفى نظرا للأعباء المالية التى ستترتب عليها فى قطاع الكهرباء وحركة الطيران فى حالة إلغاء التوقيت الصيفى.
تنازلت حكومة الانقلاب عن جزيرتي تيران وصنافير المصرية، بالبيع للسعودية، ولم يحرك برلمان العسكر ساكن، كما أن عجز الميزانية زاد ثلاثة أضعاف عن الأعوام السابقة والاقتصاد متدهور، والبرلمان " أذن من طين وأخري من عجين"
تاريخ التوقيت الصيفي
تعود فكرة التوقيت الصيفى إلى بنيامين فرانكلين، العالم الشهير، حيث فكر للمره الأولى في اتباع نظام التوقيت الصيفى فى 1784 خلال إقامته فى العاصمة الفرنسية باريس، كمندوب للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ضمن خطة اقتصادية تقدم بها، ولم تطبق الفكرة فعلياً إلا أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث اضطر عدد من البلدان إلى اتباع وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، وتقدمت ألمانيا صفوف من طبقوا فكرة التوقيت الصيفى تبعها بريطانيا.
مصر
طبقت التوقيت الصيفى لفترات كبيرة، حتى جاءت حكومة عصام شرف فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 فألغته، لكن العمل عاد به فى 2014 مع حكومة المهندس إبراهيم محلب، وفى عام 2015 أوقفت مصر العمل به من جديد، حتى عاد مره أخرى، حيث أعلنت حكومة الانقلاب تطبيقه بعد شهر رمضان الجارى، لكن سرعان ما سبقها البرلمان وألغى عودة التوقيت الصيفى.
ما يقرب من 87 دولة فى العالم تطبق التوقيت الصيفى، من بينها المغرب، التى يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى فيها مطلع مايو وينتهى منتصف أكتوبر، وكذلك سوريا التى يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بها نهاية مارس وينتهى نهاية أكتوبر، ودولة فلسطين والتى يبدأ فيها نهاية مارس ويمتد لنهاية سبتمبر، والأردن، التى يحدد فيها موعد العمل بالتوقيت الصيفى وفقاً لبيان من مجلس الوزراء، ولبنان التى تبدأه نهاية مارس حتى نهاية اكتوبر.
وهناك دول تطبق التوقيت الصيفى فى مدن أو ولايات معينة، من بينها البرازيل ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا وغالبية دول أوروبا الشرقية و وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وإيران وأستراليا ونيوزيلندا.
مزايا التوقيت الصيفى ودائماً لا ينهتى الصراع بين مؤيدى ومعارضى نظام التوقيت الصيفى، فهؤلاء الذين يتبنون دعم استمرار التوقيت الصيفيى يرون أن توفير الطاقة والعوائد الاقتصادية التى ستجنيها البلاد التى تطبق النظام من أهم الدوافع لاتباع التوقيت الصيفى، كما يدعم التوقيت الصيفى وفقا لبعض مؤيدى هذا النظام الصحة العامة من خلال إتاحة الوقت للعائلات لأن التوقيت الصيفى يتيح المزيد من الوقت لعمل نشاطاتٍ خارج المنزل بعد الظهيرة فى ضوء الشمس، ما يُعد امراً مفيداً.
سلبيات التوقيت الصيفى
ويرى الطرف الآخر فى التوقيت الصيفى مجموعة من السلبيات، على رأسها التأثير السلبى فى مزاج عدد كبير من البشر، حيث يجدون صعوبة فى التأقلم معه نتيجة اضطراب ساعات النوم وتأثيرها السلبى على نشاطهم، وفقدان التركيز نتيجة قلة ساعات نومهم، و إماكنية إصابة بعض العاملين فى البلدان التى تطبق هذا النظام لتوقف فى القلب نتيجة لقلة ساعات نومهم بشكل مفاجىء.
كل ما سبق مقدمات تشير إلى تأثر الإنتاج سلباً، فتأخير ساعات الاستيقاظ له تأثيرات فسيولوجية على الجسم، حيث يحتاج الإنسان إلى مدة لا تقل عن شهر ليتكيّف جسده مع هذه التغيّرات، ولذلك فالأفضل أن يستمر التوقيت الشتوى وفقا لمعارضى فكرة التوقيت الصيفى.
أضف تعليقك