كنا نسمع عن الفلاح الفصيح، والقروي الفصيح.. أما السواق الفصيح؛ فهذا ربما يكون أمرًا جديدًا علينا، حيث خرج السواق الفصيح سائق "التوك توك" يتحدث عن حال مصر والأزمات التي تمر بها، وينتقد المسئولين، بل يضع الحلول المناسبة للخروج من الأزمة، بطريقة مرتبة ودون تلعثم، وعندما سأله المذيع "عمرو الليثي": انت خريج إيه؟ قال: إنه خريج توك توك! كما أن"الليثي"ـ. وعلى طريقة (يكاد المريب يقول: خذوني) قال: إن سائق التوك توك هو الذي استوقف الكاميرا، وهذا واضح جدا، والدليل أنه كان هناك ركاب في التوك توك، إلى جانب بعض الأهالي الذين تجمعوا وتفاعلوا أثناء تصوير التقرير.
ومَن يشاهد الفيديو كاملاً، سيتأكد من أنه ليس هناك أي اتفاق مسبق مع السائق.. زعموا! وحتى تكتمل فصول مسرحية "الليثي" أكد: أنه بعد انتهاء تصوير التقرير مع السائق غادر المكان، دون أن يعلم اسمه، أو أي تفاصيل أخرى عنه!
وقد حاولت أن أصدق "الليثي" فيما ذهب إليه عن سائق التوك توك، لكن من الواضح أن الأمر ليس كما حاول "الليثي" أن يفهمنا؛ وما إفطار "غيط العنب".. الذي أخرجته المخابرات قبل أيام.. منا ببعيد!
وقال "السواق الفصيح": دولة لها مؤسسات عسكرية وأمنية ووزارات، هل يعقل أن يكون وضعها بهذا الشكل؟ قبل ما يحصل الانتخابات لرئيس الجمهورية كان السكر والأرز في كل مكان، ما الذي حدث الآن؟
وقد لفت نظري تعليق الانقلابي نجيب ساويرس المتهرب من دفع مليارات الجنيهات للضرائب، على فيديو "السواق الفصيح" قائلا: كان يشكو مما وصلت إليه الحالة المصرية، وأنه لخص حال مصر والمصريين منذ عام 1952 حتى الآن، وأن السائق لا يلوم الحكومة، لكنه يرصد الواقع الأليم! ولم يقل لنا من السبب فى هذا الواقع الأليم، سوى عصابات رجال أعمال المخلوع، والانقلاب العسكري!
والحقيقة أن هذه اشتغالة استخباراتية للتنفيس من ناحية؛ ومحاولة إثبات أن هناك إعلامًا حرًّا، وليست هناك قيود على الإعلام.. كما أكد ذلك زعيم عصابة الانقلاب خلال زيارته الأخيرة لأمريكا، فقد قال خلال مقابلة له مع تشارلي روز لمحطة بى بى سى: إن الإعلام المصري والصحافة بشكل عام لا تقدم الحقائق بشكل كافٍ أو دقيق، كما أنها لا تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع، وأن الصحافة والإعلام المصري يقول ما يشاء دون قيود، لأنه لا يوجد ديكتاتور كما يشاع، وأن ما تقوم به الحكومة ما هو إلا تحقيق الاستقرار والأمن للمواطن!
كما أن المستشار السياسي لرئيس وزراء الانقلاب، اتصل بالليثي ليتعرف على "السواق الفصيح"، ويبلغه متابعة الحكومة بدقة لما يجري في الشارع المصري، وأن التقارير تؤكد زيادة الأعباء على المواطنين، وأن هناك تشديدًا من رئيس وزراء الانقلاب على أهمية مراقبة الأسواق، والحد من الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، ومواجهة جشع التجار، بجانب اتخاذ إجراءات أخرى تضمن وصول السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين، وأن الحكومة لا تتجاهل أوجاع الناس ومشاكلهم، لكن "الليثي" قال له: إن فريق البرنامج لا يعرف أي معلومات عن السائق ولا حتى اسمه الأول، وأنه غادر بعد ما أنهى كلامه مباشرة!
لكن بصراحة لما سمعت الفيديو قلت: أكيد "السواق الفصيح خريج معهد فنون مسرحية، أو أحد أفراد الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، التي تولت إخراج هذه المسرحية بالاشتراك مع "عمرو الليثي" وقناة الحياة!
لأنني لاحظت "السواق الفصيح" يتكلم بسرعة، وأفكاره مرتبة، وغير مرتبك ، ويدلل على أفكاره بأدلة واقعية مقنعة، وعمرو الليثي لم يقاطعه على غير العادة كما أنه حصر شكواه فى غلاء البنزين، وارتفاع الأسعار،وحالة المواطنين الذين لا يجدون كيلو الرز والسكر، وعن برلمان عبد العال الذي يحتفل ببذخ فى شرم الشيخ، ويستدعى التاريخ للتدليل على فكرته، كزيارة وفد يباني لدراسة نهضة مصر قبل مائة سنة، وديون مصر لدى بريطانيا والاحتياطي النقدي المصري، وكان يتحدث بأريحية عجيبة وبدون قلق ويستحلف "الليثي" بألا يقطع كلمة من كلامه!
وعلى طريقة الإعلام الانقلابى الذى يحمل المسؤلية للحكومة، وجشع التجار أو الشعب نفسه أحيانا، دون أن يمس صنم العجوة! وعلى ما يبدو أنه خرج عن النص فى نهاية المسرحية، عندما حمل المسؤلية للي ضحكو علينا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية!
وأنه زعلان على مصر وحال مصر وما وصلت إليه الأوضاع، كما انتقد الإعلام بقوله: مصر فى التلفزيون فيينا وفى الشارع بنت عم الصومال، والذين يخرجون في التلفزيون يقولون مصر بتنهض، والمشروعات القومية الفنكوشية التي لم تقدم حلولا للمشاكل المزمنة، لكنه لم يذكر أن سبب البلاء الذي نحن فيه هو الانقلاب العسكري، وحكم العسكر!
وحتى لا يغيب عن بالنا أن الإعلام برمته تحت سيطرة أجهزة المخابرات والشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد والأذرع الإعلامية للمعلم "عباس ترامادول"، بالأمس فقط المعلم "عباس" يأمر بقطع التيار الكهربائي عن أحد أذرعه الإعلامية "وائل الإبراشي"، عندما استضاف خلال برنامجه كلا من الانقلابي "سليمان الحكيم"، و"أسعد هيكل" المحامي للحديث عن خلفية الأزمة بين مصر والسعودية بعد أن خذلت مصر السعودية "وصوتت على القرار الفرنسي لصالح روسيا بشأن الأحداث في سوريا.
أضف تعليقك