• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الإخوان ليست عائلة كبيرة من عائلات الصعيد حين يقتل أحد أفرادها فإنها لا تتقبل له عزاءً ولا تنصب سرادقًا ولا يغمض لها جفن حتى تأخذ بثأره وترى الأخذ بثأره حقًّا حصريًّا لها وليس لقبيلة أخرى أن تشاركها فيه.

تشتري السلاح لهذا الغرض، وتجند شباب القبيلة وتحرّضهم لهذا الغرض، وتعيش أيامها ولياليها تخطط وتدبر، والثأر هو مشروعها وهدفها حتى تأتى به فترتفع الرؤوس وتنشد قصائد الفخر.

ولا مانع ولا مشكلة عند القبيلة أن يتم الثأر بقتل أي واحد مكافئ من أفراد قبيلة القاتل حتى وإن لم يكن هو القاتل أو حتى كان مشاركًا في عملية القتل، ولربما أيضًا ترى لزامًا عليها أن يكون الثأر بعدد أكبر إذا كانت لا ترى في قبيلة القاتل ندًّا لابنها المقتول.

وترى أنه عار عليها انتظار قضاء وقانون حتى لو كان يحكم بالشريعة.

وهنا ترى عائلة المقتول الجديد أن ابنها الذي قتل لم يكن القاتل، أو أنه تم قتل فردين بدلاً من فرد واحد فتدور الدائرة من جديد وتبدأ عملية ثأر جديدة في دورات لا تنتهي.

البعض يريد من الإخوان أن يكونوا هذا النموذج بحذافيره وبكل ما فيه من بعد عن الشرع وقسمة للمجتمع وانحراف عن أهداف الجماعة وأصل منشئها.

بل إن هناك من يرى أنه ليس فقط لزامًا على الإخوان أن يأخذوا بثأر أبناء قبيلتهم أو جماعتهم فقط وإنما ثأر كل شهداء الثورة، منهم أو من غيرهم وإلا أصبحوا بائعين للثورة والثوار واتهموا بذلك كما اتهموا أنهم باعوا الثوار في محمد محمود؛ لمجرد أن الإخوان لم يكونوا خرفانًا ولا قطيعًا يسير أينما أشار إليه رفاق الثورة، ولم لا وهم المخ والإخوان يجب أن يظلوا العضلات بلا مخ ولا رأس.

فمن ظن أن الإخوان قبيلة كتلك القبائل فهو واهم، ومن ظن أن الإخوان ستنفذ مشروعًا غير مشروعها وأهدافًا غير أهدافها أو يكونون مجرد عضلات لعقول أخرى غير عقولها فهو لا يعرف الإخوان.

إننا في الإخوان جماعة لنا أهداف أخرى غير مجرد أهداف قبيلة وأولويات أخرى ومشروع مختلف غير تلك المشروعات الصغيرة.

إن من أهدافنا دعوة الناس إلى الهداية والأخذ بيد المجتمع إلى الخير، لا الانتقام منه، وتحقيق العدل وليس تكرار الظلم، فلسنا كما قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم:

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ... ويشرب غيرنا كدرًا وطينا

لمجرد أن عددنا كبير.

ومن أهدافنا تجميع المسلمين وقتل الثأرات بينهم لصالح مشروعنا الكبير.. إحياء الأمة والثأر من عدوها الحقيقي وإرجاع مقدساتها وحقوقها.

ولن يتم ذلك إلا بجهد طويل وعلم وعمل وجهاد ومدافعة للباطل وليس مجرد شراء عدة بنادق وتجنيد بعض الشباب والمبيت عدة أيام في المزارع حتى نأخذ القاتل على حين غرة.

فالقاتل في حالتنا دول وليست أفرادًا ومشاريعنا مشاريع أمم وليست عائلات وثأرنا عبر أجيال وليس جيلاً واحدًا وثأر الجميع وليس ثأر طائفة من الناس.

ثأر نعم ولكن لنا فيه محددات يحدها شرع وضوابط يضبطها فقه وجنة نريدها ونار نخافها، فلن نكسب شيئًا إذا أخذنا ثأرنا في الدنيا وأوردنا أنفسنا وإخواننا النار يوم القيامة.

وسنثأر نعم ولكن بأدوات الثأر الشرعية وضوابطه الفقهية وتوقيته وحينه.

ليست هذه دعوة للخنوع وإنما دعوة للعمل نحو الأهداف وتحقيق المشروع الذى سيشمل الثأر على الطريق فيما يشمل في حالة النجاح.

الثأر من أكابر المجرمين والثأر من دول وأعداء والثأر من رؤوس الأفاعى ومن يحركون الحبال والعصي. وليس مجرد قطع الذيول .

إنه ليس ثأرك وحدك ولكنه ثأر كل الأمة فاحرص على أن تكون معك أغلب الأمة، وليس ثأر جيلك وحده فلا تتعجل قبل أن تستعد جيدا.

أضف تعليقك