يزداد رعب سلطات الانقلاب مع اقتراب الذكرى السادسة لثورة 25يناير التي خرج فيها الشعب المصري، واستطاع الإطاحة بحسني مبارك ونظامه الفاسد.
وكالعادة كل عام تلجأ سلطات الانقلاب إلى إجراءات غير مسبوقة سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو الإعلامي ،تكشف رعب النظام قبيل ذكرى ثورة يناير.
تجنيد الإعلام
تستخدم سلطات الانقلاب، أدواتها بدون تغيير، مثل الآلة الإعلامية الموالية للسيسي التي تثير الرعب في نفوس المواطنين، وذلك لتخويفهم المستمر مما قد يشهده يوم ذكرى الثورة من أحداث عنف وصدامات بين الشرطة والمتظاهرين.
ويمكن توقع ماسيتم خلال الأيام القادمة، من خلال ماحدث في السنوات الماضية، حيث سيبدأ إعلام الانقلاب في إجراء حوارات وإصدار الفتاوى التي تكشف كلها عن خوف عميق من التطورات التي يمكن أن تحدث في يوم 25 يناير الجاري.
فقد أفتت دار الإفتاء في يناير 2016 بأن التظاهر يوم 25 يناير جريمة ومحرم شرعا، وسارع وزير الأوقاف فأعلن تأييده القوي للفتوى، ووزعت وزارته منشورا رسميا بموضوع لخطبة الجمعة عن "حرمة التظاهر يوم 25 يناير"!.
ورافق ذلك وتلاه سيل من التصريحات الإعلامية متبعًا أحيانا سياسة التهوين والتثبيط وأن المعارضة ضعيفة بعد العمل الجاد للقضاة ورجال الشرطة ضد "الخارجين على القانون"، وأن الموقف الدولي متفهم للجهود المبذولة ضد "الإرهاب"، وأحيانا تتبع سياسة الترهيب والتخويف من أن أي شخص سيطل برأسه في هذا اليوم فلن "يتركه شعب مصر"، بل صرح أحد الموصوفين بالخبير الاستراتيجي والأمني بأن من سينزلون إلى الشوارع للتظاهر في 25 يناير سيُضربون بالأحذية!.
ودخل المسؤولون الأمنيون على الخط الإعلامي، فتحدث لواءات الشرطة كثيرًا عن "إجراءات تأمين الاحتفال بثورة 25 يناير"، كما تحدث رئيس قطاع الأمن المركزي اللواء مدحت المنشاوي الذي أشرف ميدانيا على فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013، والذي صرح بأن الداخلية تقول: لمتظاهري 25 يناير: "لا تلوموا إلا أنفسكم"!.
تشديد القبضة الأمنية
تشدد سطات الانقلاب من قبضتها الأمنية في مصر, خشية اندلاع احتجاجات في ذكرى ثورة يناير، فتزداد وتيرة الاعتقالات والإخفاء القسري للنشطاء والشباب بأسباب أو بدون.
كما تتزايد المظاهر الأمنية في شوارع مصر، وذلك بنشر عدد كبير من القوات في الشوارع والمناطق الحيوية، وإيقاف إجازات أفراد وضباط الشرطة.
وتوالي قيادات داخلية الانقلاب الكشف عن خطط انتشار قوات الإنقاذ السريع ورجال النجدة أعلى الكباري الحيوية والطرق المحورية ونشر الأكمنة على الطرق السريعة بالمحافظات للتصدي - لما يطلقون عليه - محاولات محتملة لتعطيل المواصلات العامة، والإعلان عن رفع درجة الاستعداد إلى حدودها القصوى.
من هنا يمكن التأكيد على أن ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير باتت تُشكل كابوسًا لسلطات الانقلاب لا سيما الأجهزة الأمنية داخله، حيث تزداد وتيرة الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تعتمد على الشك في كل أحد وكل شيء، تحسبًا لتكرار سيناريو 25 يناير 2011 وبالتحديد اليوم الأصعب في تاريخ هذه الأجهزة يوم 28 يناير.
ويدل رعب حكم العسكر على علمهم بمدى فشلهم في إدارة البلاد وأن ما يعاني منه الشعب من غلاء فاحش في الأسعار، يمكن أن يؤدي إلى ثورة عارمة تأتي على الأخضر واليابس.
أضف تعليقك