شهد الأسبوع الماضي فقط 5 حوادث جسام إذا تمعنا في قراءتها نستنتج أن نظام السيسي يترنح. أولها حادثة الانقلاب على نجيب ساويرس وخلعه من حزب المصريين الأحرار. كما حكمت المحكمة الاقتصادية على شركته "اموبنيل" - اورنج للاتصالات بغرامه مقدارها 49 في قضية التخابر مع إسرائيل.
نجيب ساويريس هو أكبر داعم للسيسي مالياً وإعلامياً وسياسياً وطائفياً. كما أن له نفوذ واسع وسط رجال الأعمال وله كلمة مسموعة بين أقباط الداخل والمهجر والمؤسسات والمنظمات المتحالفة معهم. كما أنه متحدث جيد وسياسي ماكر يجيد اللغة الإنجليزية. لذلك فإن التضحية به والاختلاف معه والانقلاب عليه لا يقل أهمية عن الاختلاف مع البرادعي والتضحية به.
الحدث الجلل الآخر هو اصطدام السيسي مع أذرعه الإعلامي "اموبنيل" - اورنج للاتصالاتة وقيامه بقضم أحدها وهو إبراهيم عيسى حيث أوقف برنامجه. غدر السيسي بإبراهيم عيسى سبب فزاعة لأعلام الانقلاب لدرجة أن لميس الحديدي أعلنت إن استقالتها جاهزة وزوجها عمرو أديب صرح بأن مصر فيها ناس قادرة ترجع الرئيس مرسي وأشار الى أن فرصة رجوعه إلى الحكم كبيرة.
أضف الى ذلك أن حادثة انتحار، أو نحر، المستشار وليد شلبي يعتبر صدمة كبيرة لكل الفسدة والقضاة الذين خاطروا وأجرموا لإنجاح الانقلاب ووأد الثورة ودفن المعارضة في السجون. معظم القضاة الذين تظاهروا أمام مجلس الدولة لم يتظاهروا حزناً على وائل شلبى أو حرصاً على مكانة الشامخ بل خوفاً من أن يأتي عليهم الدور. وهكذا فقد جاء اليوم الذى يقتل فيه القاضي في سجون السيسى ويرغم أهله على التوقع بأنه إنتحر مقابل الحصول على الجثة. وقال الدكتور محمد محسوب أن السيسى إصطدم مع مجلس الدولة بسبب رفض الأخير قرار بيع جزيرتى تيران وصنافير للسعودية.
الحدث الرابع هو إقصاء المتحدث باسم المجلس العسكرى العميد محمد سمير وتعيين العقيد تامر محمد الرفاعي خلفا له.
الأزمة الخامسة أن السيسى يعتزم التضحية برئيس وزرائه إسماعيل شريف وتحميله أسباب الفشل والإخفاقات التي أصبحت خطيرة لدرجة تهدد النظام. وترتب على استخدام شريف إسماعيل ككبش فداء أن رفض كل من عرضت عليه رئاسة الوزراء المنصب لأنه يعلم أنه سيكون شماعة يعلق عليها السيسي أخطاؤه. وأشارت بعض المواقع الإخبارية أن 10 شخصيات رفضت تولى رئاسة الحكومة.
الأزمة السادسة هي التحقيق مع الفنانة فاطمة كشري وفريق برنامج "صباحك مصري" بقناة إم بى سى مصر 2 بسبب أزمة كلسون السيسى. وملخص هذه الأزمة أن الأذرع الإعلامية للسيسي سببت له إحراجاً شديداً عندما استضافت ممثلة الكومبارس فاطمة كشرى في إحدى الفضائيات ونصحته أن يلبس كلسون على الهواء.
كل هذه الكوارث والصدامات توحى بأن نظام السيسي في مأزق كبير وبدأ يأكل أطرافه قبل السقوط ولا ندرى لماذا!! ربما هناك خلاف وصراع أجنحة بين الإنقلابيين. وربما يستشعر السيسى أنهم أصبحوا حملاً ثقيلاً على نظامه وأن فسادهم وكذبهم وجرائمهم هم بمثابة السوس الذى ينخر في كرسي الحكم.
والسؤال هو هل المعارضة عندها استراتيجية للم الشمل والتعجيل بإسقاطه؟ هل عندهم خطة لبناء مصر بعد سقوطه؟ وتحديداً، يجب وضع خطة لمنع انهيار مصر واندلاع حرب أهلية بعد سقوط السيسي.
أضف تعليقك