أهدافا بالجملة أحرزها نظام عبدالفتاح السيسي، بإدراج اسم نجم الكرة الأشهر في مصر والعالم العربي اللاعب محمد أبو تريكة على قوائم الإرهاب، فبعد صدور قرار محكمة جنايات القاهرة بإدراج 1538 شخصا على قوائم الإرهاب، من بينهم أبو تريكة، تحولت كل الأخبار المنشورة والمذاعة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن هذه الكارثة إلى الحديث فقط عن أبو تريكة، حتى إن مايسمى بالأذرع الإعلامية للانقلاب تحدثت عن الموضوع مستنكرة ضم أبو تريكة للقائمة، وكأن كل من تضمنتهم القائمة إرهابيون.
الرئيس مرسي
وهكذا حقق السيسي أول أهدافه، فأهمل الحديث عن تضمن القائمة اسم الرئيس المنتخب الأستاذ الدكتورمحمد مرسي، وجميع أفراد أسرته، وهو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الذي اختارته أغلبية الشعب المصري، في انتخابات حرة نزيهة شهد بنزاهتها المعارضون قبل المؤيدين، والمخطوف من قبل العسكر ويحتجزونه في سجونهم منذ انقلابهم عليه في يوليو حزيران 2013.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة اسم الأستاذ الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري، الذي اعتقلته سلطات الانقلاب فجر يوم الانقلاب العسكري ولا يزال قابعا في سجون الانقلاب ممنوعا من الزيارة وأدنى حقوق الإنسان هو وعشرات الآلاف من المسجونين في محاكمات ظالمة وشهدت بذلك منظمات حقوق الإنسان في العالم.
القرضاوي
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة اسم قامة علمية عالمية، هو فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي تجاوز التسعين من عمره، ومعه ثلة من العلماء والدعاة.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة اسم الأستاذ محمد مهدي عاكف، الذي شارف على التسعين من العمر، والمحبوس مريضا مع منع العلاج والزيارة عنه، مع شمول القائمة لجميع أفراد أسرته.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة أسماء وزراء، شهد المصريون بنجاحهم مثل الدكتور باسم عودة وزير التموين والدكتور أسامة ياسين والدكتور محمد بشر والدكتور عمرو دراج.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة أسماء أسر كاملة برجالها ونسائها مثل أسرة المهندس خيرت الشاطر، وأسرة الدكتور عبدالرحمن سعودي، وغيرهم.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة أسماء موتى وشهداء فارقوا الدنيا منذ سنوات وتعلم المحكمة التي أصدرت القرار أنهم موتى –لكنها ربما لم تقرأ الأسماء- مثل الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا أمين عام نقابة المحامين، والشهيد النائب ناصر الحافي الذي تم تصفيته ضمن عشرة شهداء وهم صائمون، في مدينة 6 أكتوبر، في شهر رمضان قبل الماضي.
تهديد الاستثمار
أهمل الحديث عن جريمة تهديد نظام السيسي لمناخ الاستثمار في مصر، بعد أن ضمت القائمة أسماء مجموعة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الذين لاينتمون إلى الإخوان، بل ويختلفون معهم سياسيا، مثل صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة، أكبر شركة للصناعات الغذائية في مصر، والتي يبلغ قيمة رأسمالها مليار جنيه، وكذلك رجل الأعمال محمد عبدالعزيز الفقي عضو مجلس شعب الثورة عن حزب الوفد وغيرهم.
أهمل الحديث عن تضمن القائمة أسماء ما يقرب من مائة امرأة منهم الأستاذة الدكتورة باكينام الشرقاوي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعزة الجرف عضو مجلس شعب الثورة، وإنجي علاء صادق ابنة الناقد الرياضي الدكتور علاء صادق، وسندس عاصم شلبي، وكاميليا العربي.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة قادة أحزاب وسياسيين مختلفين مع الإخوان سياسيا، مثل المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والمهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة، أسماء قضاة شرفاء مثل المستشار محمود الخضيري المسجون في سجون الانقلاب رغم تدهور حالته الصحية.
أهمل الحديث عن تضمن القائمة أسماء المئات من أعضاء مجلس شعب الثورة ومجلس الشورى.
أهمل الحديث عن جريمة تضمن القائمة، أسماء أساتذة جامعات وعمداء كليات مثل الدكتور توحيد موافي عميد كلية طب بنها، والأستاذ الدكتور مدحت عاصم ، والأستاذ الدكتور عصام حشيش، والأستاذ الدكتور خالد عبدالقادر عودة.
أهمل الحديث عن تضمن القائمة أسماء صحفيين وإعلاميين مثل محسن راضي، وآيات عرابي، وقطب العربي.
أهمل الحديث عن تضمن القائمة أسماء شباب الثورة مثل إسلام لطفي، ومحمد القصاص، وأحمد عبدالجواد.
براءة نظام
أطباء ومهندسون ومحامون ومعلمون ومحاسبون، والمئات من مختلف التخصصات والأعمار تم إدراجهم لم يتم التحقيق معهم أو توجيه اتهامات سابقة لهم، فوجئوا بأسمائهم مدرجة على قوائم الإرهاب، ولم يعلموا بذلك سوى من وسائل الإعلام بعد أيام من صدور القرار.
بل أهمل الحديث عن تضمن القائمة اسم أحد المسيحيين وهو هاني سوريال، لمجرد أنه معارض لنظام السيسي.
إن إدراج اسم شخص واحد على قوائم الإرهاب بموجب قانون أصدره قائد الانقلاب، ومرره برلمان مطعون في شرعيته ،هو في حد ذاته جريمة نظام انقلابي يمارس الإرهاب ضد معارضيه السياسيين مستخدما سلطات الدولة في خصومة سياسية، وتصفية حسابات مع معارضين سياسيين، لم يرتضوا أن تلطخ أيديهم بدماء آلاف الأبرياء الذين قتلهم -ولا يزال يقتلهم- هذا النظام في الشوارع والسجون وأقسام الشرطة، ولسان حاله يقول: من ليس معنا فهو ضدنا.
أهمل الحديث عن تحميل الأشخاص الواردة أسماؤهم في القرار، مسئولية الفشل الأمني والاقتصادي الذي تسبب فيه نظام السيسي، حين جعلهم مسئولين عن ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة والركود واختفاء السلع من الأسواق ونقص التحويلات وتعويم الجنيه وعرقلة جهود التنمية.
هذه جملة من الأهداف التي حققها السيسي من إدراج اسم أبو تريكة على قوائم الإرهاب، فهل كان هذا الإدراج اعتباطا؟
أضف تعليقك