أكد محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير الجمهورية الأسبق وأحد الأذرع الإعلامية للرئيس المخلوع حسني مبارك، أن تصريحات سحر نصر وزير التعاون الدولي في حكومة الانقلاب، والتي اعترفت فيها بأن زيادة أسعار الفواتير هي عبارة عن مساعدات اجتماعية يقدمها المواطنون للحكومة كذبت حديث قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن أن الزيادة في الأسعار يقابلها تحسين خدمة الكهرباء.
وقال إبراهيم، في مقاله المنشور اليوم الإثنين بصحيفة "المصري اليوم" : "المصيبة أن الوزيرة نسفت كل ما يقوله السيسي عن أن زيادات الأسعار فى الكهرباء مرتبطة بالاستهلاك.. ودمرت كل الجداول التى أعلنها وزير الكهرباء عن تفاوت أسعار الشرائح للفئات الكادحة والقادرة، ولعلكم تذكرون أن من ضمن ما قاله أن من لا يمتلك ثلاجة لن يدفع زيادة!".
وتابع: "أحيانًا تصدمك تصريحات وزراء أو مسئولين فتستيقظ من أحلامك الوردية عن مستقبل أفضل لمصر لتدخل فى كوابيس الواقع الأليم.. الصابرون منا والصامدون فينا يمنون أنفسهم دائما أنه يوما ما ستتحسن الأحوال وأن ضريبة الإصلاح الاقتصادي ستؤدى بنا فى النهاية إلى الرخاء.. لكن فجأة تسقط عليك قذيفة حكومية أو دانة مدفع من مسئول فتهبط بك من حالق وتكشف لك أن ما تسمعه عن القرارات الاقتصادية أو التبريرات الحكومية ما هو إلا محسنات بديعية ومبالغات لفظية لكارثة يعلم الجميع وقعها، وعلينا أن نستعد لها".
وبين إبراهيم أن هناك زيادة جديدة للكهرباء فى نهاية يوليو القادم، لافتا إلي أن ما نفهمه من الوزيرة أن الأرقام التي نصرخ من قسوتها كل شهر عندما نقرؤها في الفاتورة ليست مرتبطة باستهلاكنا الحقيقي، ولكنها زكاة إجبارية أو بتعبير أدق إتاوة تفرضها الدولة على دخل المواطن الذي هو في حقيقة الأمر يحتاج الزكاة.. بل إن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف تقول إن الزكاة نسبتها خمس العشر على الأموال التي يمر عليها العام دون أن نسحب منها".
واستطرد: "الحكومة الظريفة تصبغ تصريحاتها بصبغة دينية وتحضنا على التكافل والتراحم ودفع الزكاة.. مع أن نفس الحكومة هى التى ميزت طبقات من الشعب فوق طبقات وهمشت أصحاب المعاشات وفرضت كل أنواع الضرائب على الشعب وآخر إنجازاتها تعويم الجنيه الذى جعل الجميع منسحقين تحت عجلات قطار الغلاء السريع كل صباح.
واستكمل إبراهيم: "اسمحوا لي أن أسأل مفتي السلطان د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذي يذكرني بالراحل العظيم حسن البارودي في فيلم الزوجة الثانية وهو يقول لشكري سرحان أو أبوالعلا "طلق.. فاطمة" الدفاتر دفاترنا.. والورق ورقنا.. هل يجوز يا مولانا فرض الزكاة بالتساوي على الغني والفقير؟. على من يملكون تكييفات وثلاجات وغسالتي أطباق وملابس ومكانس وعلى الذين ليس لديهم سوى لمبتين وثلاجة باب واحد.. إننا نريد أن نفهم فقط هل كل زيادات الأسعار "زكاة" أم أن "الفتوى" على الكهرباء فقط.. هل هناك زكاة إجبارية أم أنها لا بد أن تكون "تطوعية".
وختم مقاله قائلا إن تصريح الوزيرة عن الزكاة التي ندفعها للدولة تجعلنا نفكر في المشروعات القومية الكبرى التي تطوعنا لتمويلها دون أن تكون هناك دراسة جدوى لها، فهل ما أنفقناه عليها من مدخراتنا دخل في مفهوم الزكاة أيضًا.
أضف تعليقك