في مفاجأة جديدة، كشفت قناة الجزيرة الإخبارية، عن تورط المخلوع، حسني مبارك، ورئيس جهاز المخابرات الأسبق، اللواء عمر سليمان، في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وعرضت الجزيرة، أمس الاثنين، تحقيقًا بعنوان "الأدلة الزائفة"، تناول معلومات قدمها الجانب المصري للأمريكيين بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهي المعلومات التي استخدمتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، ذريعة لغزو العراق.
وكانت الولايات المتحدة أقنعت العالم بضرورة غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين بالقوة، بوصفه سبيلاً وحيداً للحيلولة دون وقوع "هجمات إرهابية بأسلحة غير تقليدية"، وقد أضافت جانباً آخر إلى روايتها؛ وهو الجانب الذي تحدث عن علاقة مزعومة بين تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ونظام صدام حسين، وهو ما ثبت زيفه لاحقًا.
وأوضح تقرير الجزيرة أن معلومة ارتباط العراق بالقاعدة، خرجت لأول مرة من داخل أقبية سجون المخابرات المصرية، في ظل رئاسة اللواء عمر سليمان له، وقد أوصلها الأخير بدوره إلى الإدارة الأمريكية التي رحبت بها ووجدت فيها مبرراً لبدء عملية الغزو.
وأضاف التقرير أن كلمة السر في هذه المعلومة كان المعتقل الليبي ابن الشيخ، الذي سلمته المخابرات الباكستانية إلى نظيرتها الأمريكية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001.
وعلى ما يبدو فقد لاقت اعترافات ابن الشيخ صدى إيجابيًا لدى إدارة بوش المتعطشة حينها لأي دليل لتبرير حربها على العراق، ولا سيما أنها تلقت معلومات من المخلوع مبارك عن امتلاك العراق أسلحة بيولوجية.
ولاحقاً سلم الأمريكيون ابن الشيخ لنظام القذافي قبل أن يتم الإعلان عن وفاته في ظروف غامضة، وبغض النظر عن ملابسات وفاته فإن قصته تلقي مزيداً من الضوء على جذور الأدلة المختلقة التي قدمتها واشنطن إلى العالم لتبرير الغزو.
وقال يحيى القبيسي، مستشار مركز العراق للدراسات الاستراتيجية،في مقابلة مع الجزيرة، أمس الاثنين، إن شهادة المعتقل الليبي كانت سردية ضمن عدة سرديات فبركتها جهات عدة لتبرير الغزو، مضيفاً: "الدور المصري من غزو العراق لا يقف عند هذه الحادثة؛ فقد منع مبارك اللجنة السباعية من القيام بوساطة لرأب الصدع بين العراق وبقية دول الخليج".
وتابع: "مبارك حاول استثمار غزو العراق للكويت ليخرج من أزمته الاقتصادية الطاحنة آنذاك، بعدما فشل في الحصول على مساعدات من دول الخليج. مبارك حصل على أكثر من 12 مليار دولار مقابل موقفه وتحريضه ضد العراق، وما جرى في مؤتمر القمة في القاهرة كان تحريضاً واضحاً على العراق، وتدعيماً للحل العسكري في الكويت ثم الغزو".
وتعرض ابن الشيخ لرحلة طويلة من التعذيب والتحقيق داخل عدة سجون أمريكية سرية قبل أن يتم تسليمه للمخابرات المصرية، وقد أكد بعد إعادته للسجون الأمريكية عام 2004 أنه أدلى بهذه الاعترافات تحت التعذيب، بحسب "الجزيرة".
أضف تعليقك