• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تظهر يوميًا للمصريين النوايا الحقيقة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وأعوانه، والتي كانت وراء انقلابهم العسكري الذي قادوه عام 2013 ضد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، فعلى العكس من التصريحات التي يدلي بها قائد الانقلاب من نوعية أنه "أنقذ مصر"، تتوالى الأحداث التي تثبت للمصرين أنه ما اغتصب السلطة إلا ليجهض كل أهداف ثورة يناير التي خرجوا فيها عام 2011 للميادين، لإسقاط نظام الفساد والمحسوبية.

ويمكن القول بأن محاكمة المخلوع مبارك كانت آخر ما يذكره المصريون عن أهداف ثورة يناير، حيث نادوا بمحاكمات لمن أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر لأكثر من ثلاثين عامًا.

إلا أن قائد الانقلاب أراد أن يضع آخر مسامر في نعش ثورة يناير، ليصحو المصريين أول أمس الخميس على حكم محكمة النقض، ببراءة المنخلوع مبارك، من تهم تتعلق بقتل المتظاهرين فى الميادين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهو حكم نهائى لا يجوز الطعن عليه، مما يجعل المخلوع بريئًا من كل التهم المنسوبة إليه ولا يحق احتجازه حتى الآن.

الفلول يهللون ويطالبون برد الاعتبار

وعقب الحكم ببراءة المخلوع، أعرب فلول نظامه عن فرحتهم وهللوا للحكم الذي وصفوه بالعادل، في حين بالغ بعضهم ليطالب -بما أطلق عليه - "رد اعتبار مبارك".

حيث صرح الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، ونقيب الصحفيين في عهد المخلوع، بأنه آن الأوان أن يأخذ مبارك حقه في رد الاعتبار، مدعيًا أنه كان صاحب دور وطني.

فيما تمادى المحامي الموالي للانقلاب مرتضى منصور، في سبابه الذي يطلقه ضد ثوار يناير، وقال تعليقًا على الحكم ببراءة مبارك: "يجب على الكلاب المسعورة التي أكلت ونهشت في سمعة الرجل وتاريخه أن تتوقف"، وقد اعتاد الثوار على هذه اللهجة من منصور والذي كان أحد المتهمين في قضية قتل المتظاهرين بموقعة الجمل إبان الثورة.

إسقاط الانقلاب بسبب المخلوع

يرى محللون أنه مع إجهاض سلطات الانقلاب لمحاكمة المخلوع، التي كانت آخر رمز وهدف لثورة 25 يناير، ربمايكون الانقلابيون قد قاموا  بدق آخر مسمار في نعش حكمهم لمصر وليس في نعش الثورة، فهم بذلك بدأوا في إيقاظ المصريين لينقذوا ثورتهم التي يحاول العسكر قتلها.

حيث انتقد السفير الدكتور عبد الله الأشعل "المرشح الرئاسي السابق" سياسة الكيل بمكيالين في مصر، بعد أن خرج رموز مبارك من جميع قضايا الفساد، وزُج بـ"ثوار يناير" في غياهب السجون.

وقال "الأشعل":  "ثورة يناير ضد نظام مبارك تعني أن هناك جرائم ومظالم ارتكبها رأس النظام ورموزه وعندما يبرئ القضاء هؤلاء جميعا ويتصالحون مع النظام الحالي علي نهب اموال الشعب صاحب الحق في العفو والعقاب يعني أن الشعب قام بثورة ضد نظام صالح وليس فاسد".

وتابع: "ثم يعاقب نفس القضاء الابرياء عقابا مبالغا فيه خاصة إذا كانوا من ابناء يناير فهذا يعني أن للعدالة اكثر من معيار، ثم يفسد كل شيئ ويعاني الناس والاعلام الفاسد والمسؤولون يخدرون ويضللون حتي في ابسط المعلومات وامام عيونهم تنهار الاخلاق ويتخلل المجتمع ويخون الصادق ويعاقب البرئ والإجماع الرسمي علي انهم في الطريق الصحيح".

وتساءل "السفير الأشعل": "أليست تلك من اعراض اقتراب الساعة في مصر وتزايد الاحتقان والتستر علي أوجاع مصر ومنع العلاج عنها بل والسعي لتكريس الحالة وطرد من ينبه للفساد وكل ضمير يستيقظ ويروج المنتفعون لها مادام ازدهارهم لايتحقق الا بإبادة مصر اليس فيكم رجل رشيد قبل ان تقع فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"؟

وأختتم تدوينته بالآية الكريمة: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا". 

وصرح المحامي طارق نجيدة، بقوله إن الحكم كان مجرد إعلان حكم صدر من زمن طويل ولم يكن بجديد، مضبفًا : " فالي الملتاعين لم اللوعة؟ وإلى المندهشين فيما الدهشة؟ ولازلت اذكر نفسي واذكركم انها جولة، وفي الآت سيكون لكم الصولة، فلا تهنوا ولا تحزنوا، انما النصر من عند الله، ولا حول ولا قوة الا بالله".

أضف تعليقك