قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تبرئة المخلوع محمد حسني مبارك من تهم الاشتراك في قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011، أصاب القليل من المصريين بالدهشة، وأكد أن أهداف الثورة باتت بعيدة المنال. واعتبرته طعنة لثورة 25 يناير والملايين الذين خرجوا يحلمون بالحرية.
وأضافت الصحيفة- في تقرير لها بعنوان «أهداف الربيع العربي باتت مستحيلة»، على موقعها الإلكتروني- أن الحكم القضائي الصادر، أمس الأول الخميس، من محكمة النقض التابعة للانقلاب يعني إمكانية خروج مبارك من الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي التي قضى فيها معظم أوقاته منذ القبض عليه في العام 2011.
وأكد التقرير أن الحكم، بالنسبة للمواطنين الذي خرجوا للشوارع والميادين قبل 6 سنوات احتجاجا على حكم مبارك الذي استمر لقرابة 3 عقود، هو أحدث ضربة موجعة لآمالهم وطموحاتهم، التي تبددت بالفعل في ظل حكومتين تعاقبتا على البلد العربي منذ سقوط مبارك.
ونقل التقرير عن وائل إسكندر، الناشط والمدون، قوله "الحكم يبرئ ساحة مبارك من تهم الفساد والحكم الديكتاتوري. وهو علامة على أن النظام الحالي يبارك كافة الممارسات السابقة، ولا يوجد ما يدعو للإدانة أو التنديد".
من جهته، قال طارق العوضي، المحامي الحقوقي البارز: إن ما يحزنه حتى أكثر من الحكم الصادر، أمس الأول الخميس، هو "الطعنات المستمرة التي تُسدد في ظهر الثورة منذ اضطر مبارك للتنحي، وأيضا الشباب الذين لا يزالون خلف القضبان، أو أولئك الذين أجبروا على مغادرة البلاد."
وأردف العوضي "كل هذه الأشياء تؤلمني بدرجة أكبر، وأدهشتنا جميعا في السنوات القليلة الماضية، بأكثر من حكم تبرئة مبارك". وتابع "أسر الضحايا لن يثقوا في العدالة بعد الآن".
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، قد حكمت على مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالسجن المؤبد، وبرأت مساعدي العادلي الستة في الثاني من يونيو 2012، وهو الحكم الذي ألغته محكمة "النقض" في 13 يناير 2013، وقررت إعادة المحاكمة من جديد.
كما برّأت المحكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وأربعة من مساعديه من نفس التهمة أمس الخميس.
وقُتل نحو 850 شخصا في الحملة التي شنتها قوات الأمن لمواجهة المظاهرات التي اندلعت في الـ25 من يناير 2011، وانتهت بتنحي مبارك عن الحكم في الـ11 من فبراير من العام نفسه.
أضف تعليقك