يعيش أهالي محافظة الشرقية في معاناة مستمرة، تزداد وتيرتها يومًا تلو الآخر منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وتتمثل معاناة أبناء الشرقية في حرمانهم من أبسط مقومات الحياة الأساسية التي يجب أن تكفلها الدولة للمواطن، فهم يعيشون في أزمات مستمرة مع المياه والكهرباء والصرف الصحي بالإضافة إلى زيادة التلوث الذي أضر بالإنسان والحيوان والنبات أيضًا، حتى صارت الحياة في ظل الانقلاب جحيمًا لا ينتهي.
انقطاع المياه
تتواصل أزمات انقطاع المياه في معظم مراكز المحافظة، فلا يكاد يمر أسبوع دون انقطاع للمياه في بعض المراكز والتي قد مدة انقاطعها لأيام متتالية.
حيث سادت حالة من الغضب بين أهالي عدد من قرى فاقوس بسبب الانقطاع المستمر لمياه الشرب خلال الأسبوع الماضي، و أبدى أهالي قرية النمروط التابعة للمركز، استيائهم من انقطاع المياه لمدة 4 أيام.
وقال أحد الأهالي : "بقالنا يومين من غير نقطة مياه"، فيما شن إمام جمعان، من أهالى الحجاجية القديمة، هجومًا على المسؤولين بسبب انقطاع المياه عن القرية، قائلًا: "مافيش أي إحساس بالناس بنشرب ارتوازي بقالنا يومين".
واستنكر أحمد عيسى جويفل، من أهالي الحجاجية، انقطاع المياه لساعات طويلة ما أدى إلى وقف الحال، وعدم قدرتهم على قضاء حاجاتهم، أو طهي الطعام، أو تناول المشروبات، موجهًا حديثه للمسؤولين: "حسوا بينا يحس بيكم ربنا، واحترموا كلامكم"، وأشار أهالي القريتين إلى أنهم أوشكوا على الانفجار.
فيما شهد مركز الإبراهيمية، الأحد الماضي ، انقطاع المياه، لمدة 6 ساعات، وهو ما اثار غضب الأهالي الذين تتوقف حياتهم بسبب توقف المياه.
الكهرباء وسيلة للقتل
أصبح كل شئ يقوم بعمل عكس المطلوب منه في ظل الانقلاب العسكري الذي تعيشه مصر، فبعد أن كانت الكهرباء وسيلة لترفيه الإنسان، أصبحت بسبب الإهمال الذي تعيشه الشرقية وسيلة لقتل الإنسان والحيوان.
حيث تسببت الكهرباء في وفاة الطفل "رياض حسن ربيع"، 5 سنوات، من كفر أبراش بمشتول السوق، إذ تم صعقه من قبل سلك كهرباء ضغط عالى، خلال لهوه هو شقيقه الأكبر بالقرب من القمامة.
وأكد رئيس مدينة مشتول السوق أن الكابل المقطوع الذي تسبب فى وفاة الطفل ليس جديدًا وأنه منذ فترة، وأن كابلات الضغط العالى يجب أن تكون على عمق فى الأرض حتى يصعب الوصول إليها فى أى أعمال حفر، وأيضًا إهمال وتقصير موظفى الكهرباء والبيئة والوحدة المحلية فى عملهم.
كما صعقت الكهرباء عددًا من الحيوانات بطريق كفرحماد ميزانية حانوت التابعة لمركز كفر صقر، بعد تهالك أسلاك أعمدة الضغط العالى.
وأوضح الأهالي أن أسلاك الكهرباء متهالكة تمامًا في غياب تام من مسئولي الوحدة المحلية والمركز والمحافظة، وتساءلوا: هل ينتظر المسئولون حدوث كارثة صعق لأحد المارة من الأهالي أو أطفال المدارس، حتى يتخذوا الإجراءات اللازمة.
المعاناة من التلوث
استكمالًا لمسلسل الإهمال بالمحافظة، تتفاقم أزمة التلوث بأنواعه من القمامة والصرف الصحي ومخلفات المصانع التي لا تجد من يراقبها حفاظًا على أرواح الأهالي.
حيث يعاني أهالي مدينة أبوحماد، من مشكلة تراكم القمامة دون تدخل من المسئولين مما جعلهم يعيشون في صفيحة من القمامة، علي حد قولهم.
وأكد أهالي شارع عمرو بن العاص أحد أكبر شوارع المدينة، أنه لا يوجد حتى صندوق للزبالة بالشارع، مشيرين إلي أن مسئولي الحي أخبروهم أنهم مسئولين عن حماية صناديق الزبالة من السرقة حال ورودها للحي، وأوضحوا أن هذه المشكلة موجودة منذ فترة كبيرة وتوالت الشكاوي ولم يجدوا لها حلا لدي رئيس مجلس المدينة ولم يهتم لمثل هذه الأمور.
كما سادت حالة من الغضب، بين أهالي مدينة بلبيس، السبت الماضي، بعد طفح المجاري بجوار رحبة المنسي /القيسارية.
وأكد أهالي المنطقة أنهم يعانون من الطفح المستمر للمجاري، ويخشون علي صحتهم وصحة أطفالهم، فضلا عن تعطل مصالحهم بسببها، دون أدنى تحرك من جانب المسئولين.
ويعانى أيضًا أهالى قرية ميت حمل بمركز بلبيس من طفح مياه الصرف الصحى أمام منازلهم، ما أدى إلى عرقلة عملية السير، وانتشار الروائح الكريهة وانتشار القمامة والأمراض.
بالإضافة إلى معاناة أهالى قرية الشرابنة التابعة لمركز الحسينية، من تلوث مياه الرى بسبب إلقاء إحدى المصانع لمخلفاتها فى "ترعة الصعيدى" الواصلة إلى أراضيهم الزراعية.
حيث أوضح المزارعون ظهور رغاوى بيضاء على سطح المياه بالقناة المائية، نتيجة إلقاء مخلفات إحدى المصانع، الأمر الذى يؤثر بالسلب على إنتاجية الفدان.
أضف تعليقك