• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

في الثاني والعشرين من مارس الجاري تمر الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين, الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني، بعد أن أدى صلاة الفجر في المسجد جماعة, لتكون وقفته أمام الله هي آخر عهده بالدنيا, وتبقى الذكرى زادا لكل المجاهدين والمقاومين والصامدين، حتى يتحقق النصر بإذن الله. 

ولد أحمد إسماعيل ياسين عام 1936 في قرية الجورة ـ قضاء المجدل ـ جنوبي قطاع غزة, وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية, وسبب التسمية أن والدته رأت رؤيا في منامها أن الله رازقها بولد خير, وطلب منها "الهاتف" في المنام أن تسميه "أحمد" ولم تتردد في تسميته بهذا الاسم، على الرغم من أن الوالد أراد أن يسميه اسماً آخر, لخلاف شخصي مع رجل اسمه أحمد. 
عندما وُلد الشيخ أحمد ياسين كانت صحته ممتازة ونموه طبيعياً, وكان نشيطاً وذكياً ومرحاً وخفيف الحركة, مات والده وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، فتغير نمط حياة الأسرة تغيراً كبيراً, التي كانت حالتها الاقتصادية ممتازة, وكانت من أغنى أهل الجورة تقريبا, فاضطرهم هذا الموت المبكر للوالد أن يتعاون الإخوة فيما بينهم لتحصيل رزقهم. 
ثم التحق أحمد بمدرسة الجورة الإبتدائية, وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس, وهنا حدثت نكبة فلسطين عام 48 فانقسمت عائلته شطرين, ذهب هو مع الجزء الذي توجه إلى منطقة آمنة في غزة وفي عام 49 ـ 1950 ترك مقاعد الدراسة للإنفاق على إخوته السبعة عن طريق العمل في أحد المطاعم, ثم عاد إلى الدراسة مرة أخرى. 
أنهى الشيخ ياسين تعليمه الإبتدائي عام 52 والإعدادي عام 55, وكانت حركة الإخوان المسلمين من أنشط الحركات في قطاع غزة, وكانت تضم قطاعاً كبيراً من الطلاب لدرجة أن معظم الطلاب العرفاء في الفصول ـ الذين ينتخبهم زملاؤهم ـ كانوا من المنتمين للإخوان المسلمين.. وعاش الشيخ سني حياته الأولى في هذا الخضم الفكري والسياسي, وكان يتردد على مسجد "أبو خضرة", لحضور المحاضرات التي كانت تأتي إلى غزة, وكان الشيخ الأباصيري والشيخ محمد الغزالي لهما حضور ملحوظ في هذه المرحلة الزمنية.
ولفتت نشاطات الحركة الإسلامية نظر الشيخ فقرر عام 1955 إعطاء البيعة (وكان عمره 19 عاما) بعد أن مر بالمرحلة الإعدادية المطلوبة للتأكد من صلاحه وتقواه وصدق نواياه في خدمة الإسلام والمسلمين, ودخل في أسرة واحدة مع الشاعر المعروف د. عبد الرحمن بارود، الذي حصل على الدكتوراه في اللغة العربية من مصر. 
وكان انتماء الشهيد للحركة مبنياً على إيمان عميق بهذا الدين, وحماس منقطع النظير، ورغبة في تفعيل أبناء مجتمعه وتقريبهم نحو الإسلام, خاصة وهو يرى أن الكثيرين منهم قد ابتعدوا عن الطريق التي أرادها الله لعباده. 
حادث أصابه بالشلل 
وفي السادسة عشرة من عمره ـ وقبل أن ينضم للإخوان ـ عام 1953, تعرض الشهيد أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت, فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه, وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.. وفي يوم الحادث أخذ الشيخ أحمد ياسين كتابه ليقرأ كالعادة فوجد أصدقاءه في انتظاره فاتجهوا إلى شاطئ البحر وبدأت التمارين الرياضية وأخذ الجميع يتنافسون, وكان التمرين الذي يتنافسون في تنفيذه هو الوقوف على الرأس مع رفع الرجلين لأعلى مستقيمة, وكانت القدرة تقاس بمن يستطيع أن يصمد زمنياً أكثر من غيره.

أضف تعليقك