تزامنا مع مسرحة الوهم بالنكهة العسكرية التي حاك خيوطها عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري لكل المؤسسات والهيئات الحكومية، استغل مؤخرا مؤتمر الاحتفال بعيد الأم ليحوله إلى احتفالية عسكرية فقط؛ حيث خصص السيسي في عنصرية فجة تحية أمهات القتلى من الجيش والشرطة قائلا: "حاسين بيكم، وعارفين كويس أوي أد إيه انتوا بتتألموا على شهدائكم"، بينما الأمهات خلف أسوار سجونه لا يعلم أحد بحالهم وكأنهم ليسوا مصريين حبستهم مكائد الخسيس وجبروته القائم على أعواد البنادق.

تحية لأمهات المعتقلين

وفي السياق ذاته؛ وجه نشطاء مصريون تحية للأمهات، ولكنهم اختصوا أمهات المعتقلين والسيدات المعتقلات في سجون النظام العسكري، عبر وسوم عدة في مواقع التواصل الاجتماعي، منها "الحرة في عيدها" و"اليوم العالمي للسعادة" و”عيد الأم".

وقالت الحقوقية نيفين ملك ساخرة: “أكثر من 60 ألف معتقل وأسرهم تعيش منتهى السعادة”.

ووجه الصحفي المعتقل سامحي مصطفى رسالة إلى زوجته قائلا: “إلى ياسمين، صباحك جميل كجمال روحك الصابرة، وأملك في غد يطيب ما مضى، ويعوّض ما فاتنا.. إلى أم أبنائي الغالية.. كل عام وأنتِ تاج على رأسي، وبهجة حياتي، وسر قوتي.. كل عام وأنتِ البيت والوطن لي ولمصعب ويوسف.. كل عام وأنتِ بخير”.

وغردت ريحانة محمد: “تحية للثائرات في كل الميادين، وتحية لأرواح شهيدات الغدر، وتحية لكل حرائرنا في زنازين الظالمين”.

ونشرت التنسيقية المصرية رسالة من المعتقلة شيرين بخيت؛ قالت فيها: “في الوقت الذي يحتفل العالم فيه بيوم الأم؛ أمنع أنا شيرين من الحياة بين أولادي، وأصبح كل حقي كأم هو أن أرى أولادي مرة في الأسبوع، لا أشبع من النظر إليهم، ولا سماع صوتهم ولا ضحكاتهم”.

وأضافت: “قبل أيام من يوم الأم؛ قام ناجي شحاتة (رئيس محكمة جنايات القاهرة) بتجديد حبسي 45 يوما، كهدية لأم أربعة أطفال في مراحل مختلفة من العمر؛ أصغرهم 3 سنوات”.

وتابعت: “أنا أحتاج أولادي أكثر من احتياجهم لي.. مطلوب مني أن أظل في السجن محرومة من الحرية ومن أولادي وأهلي.. لا تنسونا من الدعاء في يوم الأم ونحن بين القضبان”.

إحصائية

وتداول النشطاء إحصائية نسبت إلى ائتلاف “نساء ضد الانقلاب” عن الانتهاكات الممارسة ضد المرأة منذ بداية الانقلاب العسكري في تموز 2013 وحتى الآن، أكدت تعرض 2135 سيدة للاعتقال، وأخلي سبيلهن عدا 30 لا يزلن قيد الاعتقال، منهن 14 أمّا.

وبين الائتلاف في إحصائيته أنه تم قتل 131 شخصا برصاص النظام العسكري، وتعرضت 133 سيدة للإخفاء القسري، منهن 11 مختفيات قسريا حتى الآن، بينما تعرضت 23 سيدة وفتاة للمحاكمات العسكرية، ولا يزال بينهن ست معتقلات يحاكمن عسكريا