بعد 24 ساعة من تفجيري كنيستي مارجرس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية ومقتل 45 شخص، اشتعلت على الفور الأحداث في سيناء بعد توجيه صاروخ إلى الأراضي المحتلة ، في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قابلته قوات الاحتلال بقصف طائرة بدون طيار يؤدي إلى مقتل مواطن سيناوي.
وصارت العمليات العسكرية الصهيونية المحدودة في سيناء خبرا معتاداً في الإعلام، وإن كانت وسائل إعلام مصرية ما زالت تدرب العقل المصري على قبول هذه الأخبار قبولاً اعتيادياً، بعرضها بصيغة تجمع النفي والإثبات والتأكيد والشك معا.
ردود فعل
شكل تبني تنظيم الدولة الإسلامية هذا الحادث، ذريعة كافية للحكومة في تل أبيب لإطلاق تحذيرات للسياح الإسرائيليين في سيناء لمغادرتها، وإغلاق معبر طابا على الحدود المصرية، بعد ما تحدثت عن ورود معلومات باحتمال وقوع "عملية إرهابية".
لم يكن هذا الإعلان الأول من نوعه، فقد سبق للتنظيم أن أعلن عدة مرات عن مثل هذه العمليات، لكن أيا منها لم يحقق أثرا حقيقيا على الأرض أو يتسبب في إحداث خسائر تذكر في الجانب الإسرائيلي.
في المقابل، لم تكن الإجراءات الصهيونية الأخيرة في هذا الصدد جديدة، سوى الإعلان عن إغلاق معبر طابا الذي قد يكون مؤشرا على جدية التحذير هذه المرة، وهو ما يرتبط حقيقة بكون تنظيم الدولة يشكل تهديدا للصهاينة.
وتتجاوز هجمات الجيش الصهيوني للرد على هجمات صاروخية -صحيحة أو مزعومة- تُشَن عليه من سيناء، إلى أهداف تبدو أبعد مدى من هذا؛ حيث كان الحرص الصهيوني على بقاء سيناء -بعد إعادتها إلى مصر- منزوعة السلاح في معظمها وبلا تنمية وبكثافة سكانية ضئيلة جدا، جزءا من الإستراتيجية الصهيونية لعلاج هذه المشكلة، كما كانت جزءا من علاج مشكلة ضعف العمق الإستراتيجي.
جرائم الانقلاب بسيناء
وشهدت "أرض الفيروز أحداث كثيرة منذ وقوع الانقلاب المصري في يوليو 2013؛ بدءاً من تهجير سكان رفح المصرية لتبقى المساحة الحدودية مع قطاع غزة خالية من السكان، بعدما كانت أكثر المواضع سكانا على طول الشريط الحدودي الشمالي الشرقي لمصر، ومرورا بتحويل سيناء إلى أرض حرب لا تميز جماعات العنف والخارجين على القانون من المواطن المسالم، وانتهاء بعرض السيسي إقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء.
هذه الأجواء المتوترة ستحوّل سيناء إلى أرض طاردة للسكان، بعد أن كانت جاذبة لهم بصورة نسبية خلال السنوات العشر الأخيرة؛ لتصبح أرضا جرداء أو شبه جرداء تجتاحها إسرائيل -حين تريد- خلال ساعات، وتستقر فيها آمنة مطمئنة حين تشاء.
إثارة الفتن
ومؤخرا وصلت الإدانات الواسعة لحوادث قتل الأقباط بسيناء، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الأمر الذي أدى لإثارة حالة من الفزع بين الأقباط فى شمال سيناء، خاصة بعد تلقي العديد منهم رسائل عبر الهاتف تهددهم بالقتل إذا لم يغادروا هذه المنطقة الملتهبة.
وعلقت منظمة سيناء لحقوق الإنسان على هذا الأمر قائلة إن “المصريين الأقباط في سيناء أصبحوا هدفا لجماعات مسلحة، إذ وقعت عليهم عدة اعتداءات، يُعتقد أنها قائمة على أساس طائفي وديني، أفضت إلى الموت، أو النزوح حفاظا على الحياة، مما يضع المسؤولية على سلطات الانقلاب في القيام بدورها وإجراء تحقيق عاجل لوقف تصاعد هذه العمليات وتوفير حماية تجعلهم في مأمن مما يدور”.
وأشارت المنظمة – في بيان لها- إلى أنه يتعين على سلطات الانقلاب التحقيق في مقتل 7 أقباط على الأقل، من المقيمين في سيناء، والذين قتلوا في أوقات متتالية ف بعد استهدافهم بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين، وذلك في شبه غياب لدور قوات الداخلية في الحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم.
وتابعت: "رُصد نزوح ما يقارب من 80 أسرة قبطية من مناطق مختلفة في سيناء، فرّوا من منازلهم باتجاه كنائس في مدن أخرى، بعد أن تعرض أقباط في مدينة العريش للقتل في حوادث متفرقة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من شهر فبراير الجاري".
أضف تعليقك