تعاني محافظة الشرقية من حالة غير مسبوقة من الفوضى وانعدام الأمن، فلا يشعر أهالي المحافظة بوجود قوات الأمن إلا باقتحامها للمنازل لاعتقال الأحرار من رافضي حكم العسكر.
وأصبحت ظاهرة اختفاء السيدات والفتيات بمعظم مراكز المحافظة، مثيرة للرعب والقلق، حيث توالت مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي لا يجد الأهالي أي صدى لاستغاثاتهم عند مسؤولي الانقلاب للبحث عن ذويهم.
ظاهرة بمعظم المراكز
ولعل أبرز حوادث اختفاء الفتيات والسيدات بمعظم المراكز، تغيب سيدة تدعى "فاطمة السيد الهادي"، من منزلها الكائن بقرية سنتريس بأبوكبير، منذ صباح الخميس الماضي.
وقال أهالي السيدة أنها ذهبت إلى أبوكبير لشراء بعض الملابس لأولادها ولم تعود حتي الآن.
وفي يوم 6 أبريل الجاري، اختفت مي السيد "22 عام" المقيمة بمركز فاقوس، وأفادت والدة "مي" أنها أجرت اتصالًا هاتفيًا بها كعادتها، لتوعدها بمقابلتها عند المدرسة، وكانت تلك آخر كلماتها، قبل اختفائها في ظروف غامضة.
وقال شقيقها الدكتور أنس السيد : "أمي حاولت تتصل بيها تاني، لكنها فوجئت بغلق الهاتف، لتبدأ رحلة البحث عنها، لكن دون جدوى حتى الآن".
ودشن مستخدمو "فيسبوك" حملة موسعة؛ مطالبين أجهزة الأمن بالكشف عن غموض اختفائها، خشية اختطافها على يد عصابة مسلحة.
وفي ظروف غامضة أيضًا، تغيبت الطالبة هايدي عبد العليم هاشم البالغة من العمر 16 سنة، طالبة بالصف الثاني الثانوي عن منزلها الكائن بحي المساعدة مزينين بمدينة القرين، منذ عصر الخميس الماضي، دون العثور عليها حتى الآن.
كما تغيبت فاطمة الزهراء عبد الحميد، عن منزلها الكائن بقرية الشيخ ذكري، التابعة للوحدة المحلية بالصوة بمركز أبوحماد، منذ بداية أبريل الجاري، ولم تفلح محاولات أهلها فى العثور عليها حتى الآن.
وقال أحد أقارب فاطمة، إنها تدرس بالفرقة الأولى بكلية الأداب، فى جامعة الزقازيق، وخرجت من منزلها متوجهة إلى الجامعة، إلا أنها لم تعد حتى الآن.
غياب الأمن
ويظل غياب الأمن عن المحافظة هو سيد الموقف في ظل حكم العسكر، حيث طفح الكيل بأهل الشرقية من الشكوى من البلطجية والعصابات المسلحة، التى تقتل وتخطف وتتاجر فى المخدرات ليل نهار على مرأى ومسمع من الجميع.
ويعرف الأهالى أفراد العصابات والبلطجية بالإسم والعائلة، حتى تحولت مدن وقرى المحافظة إلى ساحات للانفلات الأمنى يحكمها ويسيطر عليها العصابات المسلحة، وكأنه ليس هناك دولة أو أجهزة أمنية على الإطلاق، بل ويردد الأهالى أن بعض الأمناء إما يغضون الطرف عن تجار المخدرات والبلطجية، أو أنهم شركاء لهم فى جرائمهم.
وأصبحت المحافظة مرتع للبلطجية وقطاع الطرق واللصوص، حتى تتوالى جرائم الخطف والسرقة، ليتأكد أهالي المحافظة أنهم يعيشون في غابة حقيقة في ظل انشغال أمن الانقلاب بالقمع وإلقاء المعارضين في سجون العسكر.
أضف تعليقك