توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع، صباح أمس الأحد، للتصويت في استفتاء شعبي على مشروع التعديلات الدستورية الذي تقدم به حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ويتضمن الانتقال بنظام الحكومة في البلاد من برلماني إلى رئاسي.
وحَسَمَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معركة التعديلات الدستورية؛ حيث صوّت الأتراك بـ"نعم" في الاستفتاء.
وتقاربت النتائج بين المؤيدين والمعارضين للتعديلات، ونجح المؤيدون في حسم الاستفتاء لصالحهم بفارق بسيط؛ حيث صوت 51.3% لصالح "نعم" مقابل 48.6 صوتوا بـ"لا".
وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 86% من إجمالي المقيدين في سجلات الناخبين؛ ما يشير إلى حدة الاستقطاب الشعبي حول هذه التعديلات التي تفتح الطريق أمام بقاء الرئيس أردوغان في الحكم حتى عام 2029.
وخرج أردوغان ليهنأ الشعب التركي على نتيجة الاستفتاء، وعبر عن امتنانه للأتراك لإظهارهم إرادتهم في صناديق الاقتراع.
ولم ينسَ أردوغان في تهنئته التوجه بالشكر لشركائه من الأحزاب التركية، سواء كانت الحركة القومية والاتحاد الكبير بنتائج الاستفتاء.
سياسيون : تجربة نفتقدها في دولة العسكر
توالت تعليقات السياسيين والخبراء، على استفتاء تركيا، فعلق الكاتب الصحفي "سليم عزوز" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " بقوله : " كان عندنا تجربة في مصر كتلك التي تعيشها تركيا".
وتابع بقوله: "لكنهم في مصر طلبوا وصاية العسكر في 30 يونيو الباسلة.. جاء لك العسكر ورزعوك على قفاك في 3 يوليو.. مبسوط يا غبي"؟!.
وقال أسامة رشدي، المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية، في تغريدة على موقع "تويتر" : " #تركيا، أقرت التعديلات الدستورية بعد استفتاء شديد الندية
لم يكن اردوغان يحتاج لسلطات هو يملكها بالفعل، بل كانت بحاجة لإصلاحات تنقذها من الانقسام".
وعلق وليد شرابي المستشار والمتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، بتغريدة، قال فيها : " تميز إستفتاء تركيا بشدة المنافسة وبقاء السلام الاجتماعي بين الجميع، شاهدت من يبكون حزنًا بسبب النتيجة يقفون مع من غمرتهم السعادة في محبة وود".
وأضاف ساخرًا : " طريقة الاستفتاء في تركيا عجيبة جدا ! مافيش ولا رقاصة أمام أي لجنة ! تحيا مصر 3 مرات".
وقال محمد الجوادي الكاتب والمحلل السياسي، في تدوينة على موقع "فيسبوك" : "لماذا أنا مطمئن إلى أن الإصلاحات الدستورية التي أقرها استفتاء تركيا لن تكون أداة في يد العسكر إذا نجحوا في صنع انقلاب أمريكي ؟ لأن الاصلاحات الدستورية الرئاسية من طراز الادوية البشرية المنضبطة
والحكم العسكري لا يتعاطى الدواء المقنن، وإنما يفترس اللحوم الحية المتملقة له، وهو يفترسها بلا قانون ولا دستور ولا برلمان".
وأضاف : " وإذا قدر لتركيا انقلاب جديد وسمح به الشعب لا قدر له فستعود الليرة كما كانت في عهد العسكر : الآلاف منها بدولار، وساعتها لن يبقي في تركيا تركي".
فيما غرد عمرو عبد الهادي وكيل مؤسسي حزب الضمير الديموقراطي، بقوله : " الحكام الدكتاتوريين في وطنا العربي جعلتنا نتابع ديمقراطية أردوغان بشغف وكأنها تجربة كل عربي، على الحكام أن يقلقوا من شغف الشعوب للديمقراطية".
وفي تصريحات صحفية، قال الدكتور مصطفى اللباد، الباحث في شؤون إيران وتركيا وآسيا الصغرى، إن نسبة المشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية التركية التي تخطت 80% كبيرة للغاية ومشرّفة، لافتًا إلى أن هذه النسب نفتقدها في مصر والبلاد العربية التي تشهد عمليات تصويت واستفتاءات.
وأوضح اللباد : "الأهم هنا في هذا الاستفتاء أن أردوغان تمكّن من الانتصار على أوروبا عبر الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي كان يراهن عليها منذ فترة.
ومن ناحية أخرى، حصل أردوغان على امتياز جديد في عصر حكم دون عراقيل داخلية تذكر، بعدما تخلّص من أقرب حلفائه داخل حزب العدالة والتنمية وحجَّمَ نفوذ الأكراد في البرلمان وعيّن رئيس وزراء يحمل رؤى متطابقة مع استراتيجيته، وبدأ معركة لا نهائية مع أوروبا".
أضف تعليقك