• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

تتوالى الحواث التي تثبت فشل العسكر في سيناء بجدارة، فهم لا يستطيعون فعل شئ سوى إرسال المجندين من أبناء الفقراء ليموتوا في الكمائن الغير مؤمنة، والذين يرمي بهم في تهلكة مواجهة الجماعات المتطرفة دون سلاح أو تدريب.

ولا يتوقف نزيف الدم بسيناء، حيث قُتل مساء أمس الثلاثاء، فرد شرطة وأصيب أربعة آخرين في هجوم مسلح على حاجز أمني مكلف بحماية دير "سانت كاترين" في سيناء.

وتُبيّن هذه الهجمات أنّ استراتيجية قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لمكافحة الإرهاب مستمرة في الفشل، وهو الذي يدّعي أنّه ملتزم بمحاربة الإرهاب؛ ولكن في واقع الأمر يوجّه طاقته إلى أعدائه الآخرين، وهم الناشطين والشباب والصحفيين والأكاديميين الذين يعارضونه ومنظمات حقوق الإنسان والجماعات الإسلامية السلمية.

فشل الطوارئ

أعلن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، كرد على التفجيرات التي وقعت بكنيستي طنطا والإسكندرية، وكانت محافظة شمال سيناء تخضع لقانون الطوارئ منذ أكتوبر عام 2014م؛ ولكن تدهور الوضع الأمني ​​هناك خلال العام الماضي تذكيرٌ لكيفية فشل هذه السياسات.

وحقيقة الأمر أنّ قانون الطوارئ لن يفعل شيئًا يذكر سوى إعطاء غطاء قانوني للممارسات الوحشية التي تُطبق بالفعل في الأعوام القليلة الماضية في انتهاك صارخ للدستور المصري، وهو الدستور الذي قال عنه قائد الانقلاب في وقتٍ سابق أنّه كُتب بـ"نوايا ساذجة".

وعلى نحوٍ متزايد، تُشبه شمال سيناء الموصل، فمنذ أشهر مضت، مُلئت وسائل الإعلام بصور المسيحيين اليائسين الذين أجبرهم مسلحو "داعش" على ترك منازلهم في سيناء، في مشهدٍ يذكرنا باستيلاء التنظيم في العراق على الموصل عام 2014م.

وفي العريش، عاصمة شمال سيناء، أقام "تنظيم داعش" نقاط تفتيش لإجبار الموظفات العموميات على الالتزام بقواعد اللباس الإسلامي الصارمة، وهو مايؤكد أن الوضع أصبح خطيرًا للغاية.

وشهد الوضع تدهورًا شديدًا، وأصبحت التفجيرات والاغتيالات لقوات الأمن في سيناء أمرًا منتظمًا الآن، ووجد معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط أنّ عدد الهجمات في شمال سيناء قفز من 143 عام 2014 إلى 681 عام 2016.

ومثلما كانت الموصل مركزًا لتدبير التفجيرات الانتحارية في بغداد، أصبحت سيناء الآن مركزًا محتملًا لهذه الهجمات في بر مصر.

حظر التجول

أعلنت داخلية الانقلاب، إن هجوم سانت كاترين جرى عبر منطقة جبلية مواجهة لكمين تأمين الدير، وجرى تبادل لإطلاق النيران بين قوة التأمين والإرهابيين، الذين لاذوا بالفرار بعد تنفيذ هجمة على نقطة شرطة تقع قبل الدير بحوالي كيلومتر تقريبًا يطلق عليها "نقطة فرز" دخول الدير. 

وأوضحت أن الهجوم نفذه ثلاثة أشخاص مترجلين؛ حيث أطلقوا النيران من ثلاث جهات مختلفة.

وعقب الهجوم أصدر رئيس وزارء الانقلاب شريف إسماعيل ، قرار بحظر التجوال في شمال سيناء.

وحدد المنطقة التي تقع شرقا من تل رفح مارا بخط الحدود الدولية حتي العوجة غربا من غرب العريش وحتي جبل الحلال وشمالا من غرب العريش مارا بساحل البحر وحتي خط الحدود الدولية في رفح وجنوبا من جبل الحلال وحتي العوجة علي خط الحدود الدولية

رسالة من داعش

من الواضح أن الهجوم الذي وقع  أمس  في المنطقة المحيطة بدير سانت كاترين، يشير إلى أن "تنظيم داعش قد أرسل رسالة  إلى حكومة الانقلاب مفادها أنه بالرغم من حالة الطوارىء، فإنه قادر على ضرب جنوب سيناء، في منطقة ليست بعيدة عن الوجهات السياحية المحببة.

فقد أثبت التنظيم قدرته على استهداف جنوب سيناء، حيث ركز التنظيم هجماته الأخيرة على أماكن العبادة للمسيحيين في البلاد؛ إذ استهدف احدى الكنائس في القاهرة؛ وأخرى في شمال الدلتا، والآن يهاجم التنظيم بالقرب من أحد الأديرة في سيناء؛ وذلك بعد الهجمات المميتة في الأسكندرية وطنطا.

ومن هنا جاءت الرسالة الثانية، فالتنظيم يود أن يرسل رسالة واضحة مفادها أنه مصمم على توسعة مدى هجماته وإضافة قائمة أهداف جديدة داخل البلاد، وهذا هو السبب في تنفيذه لهجوم أمس.    

أضف تعليقك