مع الإعلان عن بدء الترتيبات لعقد أول لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شهدت واشنطن تسريباً حول شاهد جديد موثق في ملف العلاقة الغامضة بين ترامب والكرملين، والتي قيل إنها أخذت مداها المريب أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الشاهد الجديد الذي تُجرى متابعته في لجان الكونغرس كما في مكتب التحقيق الفيدرالي هو مبلغ نصف مليون دولار تم جمعه كتبرعات لحملة ترامب في مرحلة ترتيبات التنصيب، دفعته شركة نفط أمريكية مملوكة لشركة النفط الفنزويلية المملوكة جزئياً لشركة نفط روسية، ما يرجح أن يكون مبلغ النصف مليون دولار تم دفعه أصلاً من المخابرات أو الرئاسة الروسية.
وسرب هذه المعلومات، يوم الخميس، موقع “ديلي بيست” الإخباري الأمريكي، الذي نقل عن وثائق لجنة الانتخابات الفيدرالية التي جرى الإفراج عنها قبل أيام، أن ما تبرعت به شركة “سيتغو” النفطية الأمريكية المتفرعة عن شركة النفط الوطنية الفنزويلية، والبالغ نصف مليون دولار ، فيه أمر يدعو للريبة، كونه أعلى من تبرعات شركات أخرى كبرى مثل “شل” و”وولمارت”، وأن هذه هي المرة الأولى في تاريخ شركة “سيتغو” التي تتبرع بها لحملات الانتخابات الرئاسية.
ولاحظ تقرير “ديلي بيست” أن تبرع شركة “سيتغو”، التابعة لشركة النفط الفنزويلية، جاء بعد أيام قليلة من اتفاق جرى فيه رهن 49.5% من موجودات الشركة الفنزويلية لشركة النفط الروسية “روزنيت” التي يديرها الكرملين، بشكل مؤكد، والتي كانت ضمن الشركات الروسية الخاضعة للحظر الأمريكي.
ويشير التقرير إلى أن 6 من أعضاء الكونغرس رفعوا مذكرة للرئيس ترامب تتساءل في هذا الخصوص: “ماذا لو أن الشركة الفنزويلية المالكة لشركة سيتغو أفلست غداً ؟ عندها سنجد أن العديد من المصافي وخطوط أنابيب النفط ومحطات توزيع المحروقات آلت ملكيتها للروس الذين سيتحكمون بواحد من أعصاب الطاقة في الولايات المتحدة، وسيمولون من جيوب الأمريكان دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد، كما تقول المذكرة المرفوعة للبيت الأبيض.
ويخلص التقرير إلى أنه لم يتأكد بالدليل القطعي أن مبلغ النصف مليون دولارالذي تبرعت به الشركة المملوكة لفنزويلا لحملة ترامب هو من حساب الكرملين المباشر، لكن السياقات والملابسات تذهب بهذا الاتجاه بانتظار أن تستكمل الجهات الأمنية بحثها وتحقيقاتها ليس فقط في الموضوع المالي بل أيضاً في شبهات أن تكون شركة “سيتغو” النفطية الأمريكية مملوكلة كلها من الباطن لشركة “روزنيت” الروسية.
أضف تعليقك