تمر اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد أحد ممثلي الإخوان المسلمين في قيادة ثورة 25 يناير، د. فريد اسماعيل، والذي يعتبر أول من خطب من فوق أول منصة بالتحرير في 6 فبراير 2011، ففي مثل هذا اليوم قتله العسكر في السجن بالإهمال الطبي، عقابًا له على وقوفه مع الشرعية ضد الانقلاب.
رجل ضد الفساد
كانت حرب الدكتور فريد إسماعيل ضد الفساد و الفاسدين لا تتوقف، وعلى رأسهم نجيب ساويرس وداخلية وجيش الانقلاب، عندما أراد مساواة الرؤوس مع اللواءات، فأثار لديهم الفزع، وكشف أن ساويرس مجرد معبر من خلال شركة "موبينيل" لمرور الجواسيس، وبناء منصات التجسس في سيناء، علاوة على الفساد في بيع المناطق المميزة بجنوب سيناء، حيث كان عضوا بمجلس إدارة منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد، ممثلاً لمصر.
واشتهر"إسماعيل" في البرلمان باتهامه حكومة نظيف بالخيانة والمطالبة بمحاكمتها على خلفية بيع أراض بمنطقة طابا لشركة إسرائيلية، حيث باع مبارك وحكومته 650 ألف متر مربع من أرض طابا لشركة إسرائيلية فى واحد من أخطر الاستجوابات التى تقدم بها فى الفصل التشريعى التاسع 2005/2010.
كما كشف عن العديد من ملفات الفساد فى ملف نهب أراضى الدولة، خاصة فى سيناء وطريق مصر إسكندرية الصحراوي، والعياط بالجيزة، وشرم الشيخ، وكشف أيضًا عن اختراق الأجانب لسيناء، وتملكهم وحدات سكنية فى شرم الشيخ فى قرية "كورال باي"، واعترفت الحكومة خلال مناقشة طلب الإحاطة باختراق الأجانب لسيناء، ومثل الحكومة وقتها 7 وزراء ومن بينهم "مجلس الوزراء- الداخلية- العدل- الأمن العام- الإسكان- السياحة- الخارجية"، وتم إلغاء البيع وإحالة الموضوع للقضاء.
وسُجل له تقدمه بأكثر من 50 استجوابا و5 آلاف طلب إحاطة وبيان خلال وجوده في مجلس الشعب، كما تقدم بالعديد من مشاريع القوانين، كما شغل عضوية الجمعية التأسيسية لوضع دستور 2012، وكان وكيلا للجنة الدفاع والأمن القومي.
استشهاده
في يوم 13 مايو 2015، ارتقى فريد إسماعيل؛ وصعدت روحه إلى ربه بعد أن قدموه للقتل البطيء؛ ونحروه على فراش الإهمال بتركه لمرضه ، فنال الشهادة إن شاء الله بعد أن قضى بسجون الانقلاب أربعة أشهر فوق العامين؛ منذ اعتقاله من مسكنه بالشرقية في 9/1/2013 فعاش مجاهدًا ومات بإذن الله شهيدا.
وودعت مصر وأهالي الشرقية ذلك الملاك الذي قدمه العسكر للموت قتيلًا على فراش النزيف.
فاللهم تقبله في الشهداء والصالحين؛ وانقله من ضيق زنزانة الظالمين إلى جنة عرضها السماوات والأرض يا أرحم الراحمين.
أضف تعليقك