أصبح رئيس النظام الانقلابي في مصر عبد الفتاح السيسي يستغل الدعم الكبير الذي يحظى به سواء من الولايات المتحدة والدول الغربية أو الدول العربية في ممارسة مزيد من القمع والاضطهاد ضد عموم الشعب المصري وضد المعتقلين السياسيين بشكل خاص، الذين تشير بعض التقارير الدولية إلى أن أعدادهم تصل إلى 100 ألف معتقل موزعين على معظم السجون المصرية.
وقد كانت الجلسة الأخيرة التي عقدتها محكمة جنايات القاهرة يوم السبت الماضي 20 مايو في القضية المعروفة باسم «فض اعتصام رابعة»، والمتهم فيها المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع و738 متهما آخرين بينهم الكثير من قيادات الجماعة وقيادات أخرى معارضة للنظام قد شهدت كثيرا من النقاش والتفاصيل عما يجري داخل السجون لاسيما «سجن العقرب» سيئ السمعة.
وقد كشف المعتقلون أن حملة تعذيب منظمة قد جرت ضدهم في الثاني من مايو وصلت إلى حد وصفها بـ «مذبحة العقرب» وكشف بعض المعتقلين أمام المحكمة عن بعض ما جرى لهم، فقال الدكتور أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين إنه تعرض مع آخرين لتعذيب شديد يوم 2 مايو الماضي بدأ من السابعة صباحا واستمر حتى الحادية عشرة ليلا حيث «حضر مجموعة من اللواءات بصحبة قوات خاصة وكلاب بوليسية ودخلوا عليهم السجن وضربوهم بالصواعق وأطلقوا عليهم الكلاب حتى يحصلوا منهم على كلمة مهادنة للنظام أو تأييد»، وطالب عارف بتفريغ كاميرات السجن لتطلع المحكمة على كثير مما جرى في ذلك اليوم، وفي نفس الإطار تحدث عصام سلطان المحامي عبر محاميه من خلال رسالة كتبها لرئيس المحكمة قائلا إنه قبض عليه في 29 يوليو 2013 بينما وقعت أحداث مجزرة رابعة في 14 أغسطس، أي أنه متهم في قضية جرت وقائعها بعد القبض عليه بأكثر من أسبوعين، ووصف ما جرى في زنزانته يوم 2 مايو 2017 في سجن العقرب قائلا «إن قوة عسكرية مسلحة اقتحمت زنزانته بسجن العقرب وهي كاملة التسليح من سلاح حي وكلاب بوليسية ومواد حارقة وجردت الزنزانة من الملابس والأغطية وكل شيء حتى الطعام والشراب وتركوني بلا طعام ولا شراب من يومها وحتى الآن بزنزانتي الانفرادية والمغلقة عليّ 24 ساعة يوميا»، وأضاف عصام سلطان «طلب مني السيد اللواء الكبير أنني إذا رغبت في النجاة بنفسي فلا بد أن أصدر بيانا أو تصريح تأييد للسيسي».
وأغرب ما في هذه القضية أن الضحايا فيها هم الذين يحاكمون بتهمة القتل بينما القتلة الذين شاهدهم الناس عبر أشرطة الفيديو الكثيرة هم أحرار طلقاء أو أنهم يشاركون في المحاكمة، وعملية المساومة علي تأييد السيسي مقابل الأفراج استخدمت في عهد عبد الناصر مع الأخوان أيضا حيث ضعف البعض وأيدوا لكنهم لم يفرج عنهم أيضا والهدف هو الأذلال والمهانة والتعذيب النفسي للمعتقلين وقد أصدرت التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان تقريرا يوم السبت الماضي وثقت فيه 830 حالة تعذيب وقعت في سجون السيسي في العام 2016 بينها 16 حالة لسيدات.
ما ينبغي أن يعرفه جنود السيسي هو أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم ولابد من يوم للحساب.
أضف تعليقك