تحولت حياة المصريين مسلمين وأقباطا إلى مآتم لا تنقطع منذ سيطرة الانقلابيين بقيادة عبد الفتاح السيسي على الحكم في مصر في انقلاب عسكري في 3 يوليو 2013، بعدها لم يعرف المصريون طعم الفرح ولم تنقطع مواكب المآتم من بيوتهم، فقد قامت قوات السيسي بارتكاب عدة مجازر ضد معارضي الانقلاب كانت مجزرة ميدان رابعة العدوية من أكبرها حيث تشير التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مصري مع وجود آلاف المفقودين الذين لا يعرف أهلهم عنهم شيئا هل هم بين الأحياء أم في السجون السرية التي أصبحت تملأ مصر والتي تخضع لحكم العسكر، ومن نجى من المجازر لم ينج من السجن أو الاعتقال حيث تقدر المنظمات الدولية عدد المعتقلين بما يزيد على مائة ألف هذا بخلاف عشرات الآلاف الذين صدرت ضدهم أحكام عشوائية بالسجن من عام إلا ثلاثة أعوام والذين خرج بعضهم بينما الباقون لازالوا رهن الاعتقال.
حينما قام عبد الفتاح السيسي بانقلابه لم يكن هناك تنظيم يدعى داعش أو تنظيم داعش وإنما نشأ التنظيم بعد الجرائم البشعة التي ارتكبت في كل من سوريا والعراق ودول أخرى ثم امتد إلى باقي الدول كمنهج فكري متشدد لا يكتفي بتكفير الآخر بل بقتله والغريب أنه يشيع القتل في المسلمين قبل غيرهم، وبطرق ووسائل بشعة وغير إنسانية، لكن الشواهد والأدلة تشير ايضا إلى تساهل الأنظمة مع التنظيم وكأنها حريصة على بقائه وامتداده بل وربما اختراقه وتوجيه قياداته، وهذا ما أثبتته دراسات كثيرة، فعلى سبيل المثال حينما يقوم التنظيم بجريمته البشعة ضد العائلات القبطية في مصر والتي من بين أفرادها كثير من الأطفال، نجد أن عبد الفتاح السيسي بدلا من ملاحقة التنظيم يقوم بضرب درنة في ليبيا وثوار درنة هم من حاربوا التنظيم وأخرجوه من درنة وحتى سبها على بعد 800 كيلو متر، وخلال هروب التنظيم سهلت قوات حفتر لهم الهروب، رغم ادعائهم أنهم يقاتلون تنظيم داعش لكن يبدو أن تنظيم الدولة أصبح «السبوبة» التي تستخدمها تلك الأنظمة الفاشية للتغطية على الجرائم التي ترتكبها أو على العجز عن حماية الشعب كما هو حال السيسي في مصر، فالسيسي الذي يدعي الحرب على الإرهاب كل الأدلة تشير إلى أنه يمارس الإرهاب ويتواطأ مع الإرهابيين ضد شعب مصر بأبنائه سواء المسلمون أم الأقباط، وما يؤكد أن نظام السيسي متواطئ أو على أقل تقدير عاجز وفاشل أنه قام بالضرب خارج البلاد بدلا من تعقب الجناة داخل البلاد، والأمر الثاني أنه قام بضرب منشآت لأناس عاديين ومزارع وبيوت وسيارات في درنة مدعيا أنها قواعد عسكرية. لقد انحاز الأقباط للسيسي ودعموه بكل قواهم لكنه يسجل عجزا شاملا عن حمايتهم لأنهم في النهاية لن يحميهم إلا النسيج الاجتماعي المصري الذي عاشوا في ظلاله وأمانه طوال أربعة عشر قرنا أما الانقلابيون فعلاوة على أنهم فشلة فهم مجرمون.
أضف تعليقك