شهد اليوم السادس من رمضان 5 وقائع تاريخية مهمة، أبرزها فتح المسلمين لبلاد السند سنة 92 هجرية، وحصار عمورية سنة 223 هجرية، وانتصار المسلمين على الصليبيين في الرها سنة 532 هجرية، ووفاة الخديوي إسماعيل سنة 1312 هجرية، ووفاة وزير الدفاع الأسبق محمد عبد الحليم أبو غزالة سنة 1429 هجرية.
ويقول الباحث في التراث وسيم عفيفي، إنه في السادس من رمضان عام 92 هجرية، تم فتح بلاد السند حينما انتصر محمد بن القاسم على جيوش الهند عند نهر السند، وتم فتح بلاد السند، وكانت بداية ذلك الحدث عندما كتب الحجاج بن يوسف والي العراق رسالة إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب فيها الإذن بغزو السند والهند، وأرسل الحجاج عبد الله بن نبهان السلمي لفتح الديبل فقتل، ثم أرسل بديل بن طهفة البجلي بثلاثة آلاف فقتل، فحـزن الحجـاج حتى قال لمؤذنه: يا مؤذن، اذكر اسم بديل كلما أقمت الأذان، لأتذكره وآخذ بثأره.
عين الحجاج محمد بن القاسم الثقفي الذي كان عمره آنذاك 17 عامًا، فتحرك إلى مدينة شـيراز فعسكر بظاهرها، وبعد استكمال الاستعدادات في شيراز انطلق محمد بن القاسم ومعه اثنا عشر ألف مقاتل إلى الشرق حتى وصل مكران، ثم توجـه منها إلى فنزبور، ثم إلى أرمائيـل، ثم هجم المسلمون على مدينة الديبل، فاقتحموا أسوارها فدخلها ابن القاسم.
ثم توجه إلى فتح نيرون وموقعها الآن حيدر أباد وعبر مياه السند في 6 أيام، ثم سار إلى حصن سيوستان المدينة المحصنة المرتفعة، فهرب حاكمها وفتحت المدينة أبوابها.
ويروي عفيفي أنه في السادس من رمضان عام 223 هجرية، تم حصار عمورية حيث خرج المعتصم إلى عمُّوريَّة في جمادى الأولى 223 هـجرية إبريل 838 ميلادية، ولم تكن من عادة الحملات الكبرى الخروج في ذلك الوقت، غير أن الخليفة كان متلهِّفًا ورفض قبول توقيت المنجِّمين الذين تنبَّأوا بفشل الحملة إذا خرجت في هذا التوقيت.
علم المعتصم أن إمبراطور الروم كمن شهرًا لملاقاة الجيش الإسلامي على غرَّة، ودخلت جيوش المعتصم أنقرة وتوجَّهت إلى عمورية فوافتها بعد 10 أيام، وضربت عليها حصارًا شديدًا.
بدأ الحصار في 6 رمضان 223 هـجرية 1 أغسطس 838 ميلادية، في الوقت نفسه بعث إمبراطور الروم برسوله يطلب الصلح، ويعتذر عمَّا فعله جيشه بمدينة ملطية، وتعهّد بأن يبنيها ويردّ ما أخذه منها، ويُفرج عن أسرى المسلمين الذين عنده، لكنَّ الخليفة رفض الصلح، ولم يأذن للرسول بالعودة حتى أنجز فتح عمورية.
في السادس من رمضان أيضا انتصر المسلمون على الصليبيين في الرها سنة 532 هجرية، ويقول عفيفي إن مدينة الرها تعتبر أهم الأماكن الدينية والتاريخية لدى الصليبين، وكان الذي فتحها هو الصحابي عياض بن غنم سنة 17 هـجرية، وهي الآن تحت سيادة الدولة التركية وتُدعى أورفا.
احتل الصليبيون الرها سنة 1097 ميلادية، ونظراً لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية والدينية، فقد أنشأوا فيها إمارة صليبية كانت هي أولى إماراتهم في الشرق.
لم يكد يمرّ عامان على تأسيس الرها حتى أصبح أميرها ومؤسسها بلدوين ملكاً على مملكة بيت المقدس، فتولى أمرها بلدوين دي بورغ حتى سنة 512هـ/1118م، ثم تبعه جوسلين الأول، فجوسلين الثاني حتى سنة 539هـ/1144م، وهو تاريخ تحريرها من قبل عماد الدين زنكي.
ففي نوفمبر 1144 ميلادية 6 رمضان 539 هجرية خرج عمادالدين زنكي بقواته من مدينة الموصل متظاهراً بغزو ديار بكر الواقعة في أعالي دجلة، وأرسل إلى أمير حماه يطلب منه توجيه قواته إلى مدينة الرها على وجه السرعة، وما لبث هو نفسه حتى انحرف بقواته غرباً، فأطبق الجيشان جيش حماه وجيش الموصل على مدينة الرها في وقتٍ واحد، وأحكما الحصار حولها، وباشر النقابون في العمل لفتح ثغرات في سور المدينة تحت غطاء الهجمات التي كانت تشنها القوات الإسلامية على حامية المدينة.
استمر الحصار 4 أسابيع حتى سقطت قلعة المدينة العصية بأيدي قوات عماد الدين التي داهمتها في وقت لم تكن فيه حاميتها مستعدة للصمود لحصار طويل.
وقد كان تحرير مدينة الرها أعظم انتصار حققه المسلمون على الصليبيين منذ أن جاؤوا إلى المشرق الإسلامي.
الخديوي إسماعيل هو واحد من أكثر الشخصيات التاريخية الهامة والبارزة في تاريخ #مصر في القرن التاسع عشر، فقد كان صاحب مشروع مُكمِّل لمشروع جدِّه الكبير محمد علي باشا في بناء دولة مستقلة قوية تقتبس من الغرب علومه ومعارفه لبناء نهضتها وحضارتها، لذا داعبت أحلامه أن تكون مصر قطعة من أوروبا.
شهد عصر الخديوي إسماعيل إنجازات كبيرة، في مجالات عدة، منها: زيادة الرقعة الزراعية، وشقّ الترع الضخمة، وبناء القاهرة الحديثة، والاهتمام بالآثار والتعليم، وتأسيس أول مجلس للشورى النواب في تاريخ مصر بالإضافة إلى محاولاته بناء إمبراطورية مصرية في إفريقيا، على غرار الدول الكبرى، وهو ما رفضته أوروبا الاستعمارية، خوفا على مصالحها، ولذلك سعتْ في تحطيم مشروعه النهضوى، وعزله عن حكم مصر، وفي السادس من رمضان 1312 هجرية توفي الخديوى إسماعيل.
في 6 سبتمبر من العام 2008 الموافق 6 من شهر رمضان من عام 1429 هجرية توفي المشير عبد الحليم أبو غزالة أبرز وزراء الدفاع في مصر.
المشير عبد الحليم أبو غزالة
اسمه محمد عبد الحليم أبو غزالة من مواليد عام 1930 من مواليد قرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949.
تدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي، وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عاماً للقوات المسلحة منذ 1982 حتى 1989 عام إقالته.
أضف تعليقك