فى الوقت الذى بدت فيه التصريحات الترامبية مرتبكة، مابين ضرورة أن توقف دولة قطر تمويل الإرهاب وبشكل سريع، لأن قطر كانت تاريخيا ممولة للإرهاب، وإن تمويل قطر للإرهاب كان يحدث بدرجة كبيرة، وإن كل من كان في قمة الرياض، اتفقوا على وقف دعم الإرهاب، لكن تصريحات ترامب هذه التى يتهم فيه قطر بتمويل الإرهاب والكباب،جاءت بعد ساعات فقط من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول ضرورة تخفيف الحصار عن قطر، كما أن كان ترامب نفسه، كان قد صرح بأنه : فى اتصال مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد على تقديمه المساعدة لحل النزاع الخليجى الخليجى !!
كما تناقضت تصريحات ترامب، مع تصريحات (البنتاجون) والتى صدرت قبل ساعات من تصريحات ترامب، والتى جاء فيها: إن حصاراً على قطر تفرضه السعودية، ودول خليجية يعرقل القدرة على التخطيط لعمليات على المدى البعيد في الحرب ضد تنظيم الدولة،
رغم عدم تعطل العمليات العسكرية الأمريكية الحالية في قاعدة العديد الجوية في قطر!!
وكالعادة تلقف الإعلام الانقلابى، وأذرعه الإعلامية،، التصريحات الترامبية، واعتبرها بداية لإنها حكم الأمير "تميم"، على حد زعمهم، فقد قال الأمنجى الانقلابى، مخبر أمن الدولة مصطفى بكرى: إن النظام القطري كاذب ولم يعد أمامه سوى التنازل عن الحكم بعد سماعه للتصريحات الترامبية، التى اعتبرها بداية لإسقاط نظام "تميم " وإن المجتمع الدولي سيشهد تغيرات خلال الفترة المقبلة، بشأن النظام القطري، وأنه لا حل للأزمة إلا بتغير سلمي للنظام في قطر للتوقف عن عجرفته، التي يمارسها تجاه الدول العربية، ولحماية الشعب القطرى، وأن ما يتم الاتفاق عليه بين الدوحة وطهران وأنقرة، بداية لأزمة دولية !! هذا الكائن، الذى رحب بالتصريحات الترامبية المتناقضة، هو بالمناسبة أحد الكائنات الناصرجية القومجية، التى نادت حينا من الدهر بألقاء أمريكا فى البحر، ونسى أن يقول لنا أخبار التعاون الاستراتيجى بين عيال زايد وطهران!!
فى المقابل كان الحسم الأردوغانى واضحا، والذى أعاد الجرزان إلى جحورها، عندما قال بكل صراحة ووضوح : إذا كان وزير الخارجية الأمريكى يطالب بتخفيف الحصار عن قطر، فأنا أطالب رفعه تماماً، وأن هناك أطرافا منزعجة من دعمنا لأشقائنا في قطر وسنستمر في هذا الدعم ولن نتركهم لوحدهم، نحن نعلم جيدا من كان سعيدا من بين دول الخليج،عندما تعرضت تركيا لمحاولة الانقلاب العام الماضي، وإن البعض منزعج من وقوفنا إلى جانب إخوتنا في قطر، إلا أننا مستمرون في تقديم جميع أنواع الدعم إليها !!
وجاءت هذه التصريحات الأردوغانية، بعد مصادقته على قرار البرلمان بتطبيق اتفاقية نشر قوات تركية على الأراضي القطرية، وفق بروتوكول سابق بين البلدين، وقانون التعاون بين تركيا وقطر بشأن تعليم وتدريب القوات بين البلدين!!
كما خاطب السلطات السعودية قائلا لهم : أنتم أكبر من في الخليج والأقوى، عليكم أن تكونوا تاج الأخوة، وأن تجمعوهم على صعيد واحد، هذا ما ننتظره من خادم الحرمين الشرفين وهذا ما يليق به، وأن الجمعيات التى تأسست في قطر بغرض تقديم مختلف الخدمات، يتم الإعلان عنها على أنها منظمات إرهابية، هذا أمر لا يمكن قبوله، أنا أعرف هذه الكيانات، لم أشهد أبدا قيام قطر بدعم الإرهاب !!
وعلى مايبدو أن دخول اللاعب التركى إلى الملعب الخليجى، والذى ظل لعقود غير مسموح لأحد باللعب فيه،أو حتى مجرد الاقتراب منه، ولو من خلال دكة البدلاء، غيّر كثرا من قواعد اللعبة، كما أنه أفشل مخططات محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لإعادة تشكيل المنطقة، وقطع كافة الطرق أمامهم، من خلال تغير الوضع القائم فى قطر عن طريق إسقاط نظام الأمير تميم، وتنصيب أحد المرتزقة الموالين لهم، وربما اعتبار قطر إحدى الولايات السعودية، كما فعل صدام فى الكويت، عندما اعتبر الكويت إحدى محافظات العراق وغيرها إسمها إلى الكاظمية!!
والسؤال المهم هل سيصمد النظام القطرى أمام هذه التحديات فى ظل المساندة التركية ؟؟ أم أنه سيتراجع شيئا فشيئا؟
أضف تعليقك