• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

وقعت الكثير من الأحداث في شهر رمضان، والتي تنوعت ما بين فتوحات ومعارك ومولد ووفاة، ونقلات واسعة في التاريخ، نرصد لكم احداث وقعت في مثل هذا اليوم "التاسع عشر من رمضان"

منذ تولى مؤسس دولة المماليك الثانية، السلطان برقوق حكم مصر، و مولد الألوسي، ووفاة والي مصر في عهد عمر بن عبد العزيز، وكذلك ابن أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي، والشيخ "الحنبلي".

تولي السلطان برقوق حكم مصر:

تولي السلطان برقوق حكم مصر في 19 رمضان عام 784 هـ، وهو السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس بن عبدالله الشركسي، وُلد في القفقاس 740 هـ، وقدم للقاهرة وعمره 20 عامًا ليلتحق بالجيش المصري.

وأتقن فنون الحرب والفروسية، وترقَّى في المناصب العسكرية ورُتب الإمارة؛ حيث أصبح أمير طبلخانه، ثم أمير آخور ثم أتابكا عام 779 هـ.

ويُعدُّ مؤسس دولة المماليك الثانية التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الجراكسة، كان والد برقوق مسيحيًّا اشتراه تجار الرقيق من بلاد الشراكسة ليَبيعوه في أسواق مصر؛ حيث إن مصر أصبحت تستورد هذا النوع من العبيد لشراهة كل أمير من المماليك لتقوية حزبه بشراء أكبر عدد من الصبية لتدريبهم على القتال والانتماء إليه.

واشترى الأمير يلبغا والد برقوق سنة 1364م، وأجبره على ترك الديانة المسيحية واعتناق الإسلام، ولأنه عبدٌ فليس له حرية الاعتقاد، وكان له ابن اسمه برقوق أدهش يلبغا بجماله وذكائه ونشاطه، فأرسله لإحدى دور التعليم الإسلامي في مصر فبرع في الفقه وسائر العلوم الإسلامية، فرقَّاه إلى درجة أمير.

ولما تُوفي ابن الملك الأشرف بايع المماليك أخا الأشرف زين الدين خاجي ذا الستِّ سنوات الذي جلس على العرش لمدة تتراوح بين السنَة والنصف والسنتين، ولكن برقوق كان متطلعًا إلى الحكم فلم يقبل أن يتولى شؤون البلاد طفل صغير ويظل هو تحت إمرته يتلقى منه الأوامر.

وبالفعل في 19 رمضان قام برقوق بخلع الملك زين الدين ونفاه، وتولى من بعده الحكم وأصبَح هو الحاكم الفعلي للبلاد بعد أن وافق الخليفة العباسي المتوكل بالله على تنصيبه ملكًا على مصر.

وعمل السلطان برقوق على إرساء قواعد دولته، ولكن هذا الامر لم يكن بالهيِّن؛ فقد ظلَّ في صراع مستمر مع المماليك والأتراك، فعمل على إحلال الشراكسة محل الأتراك مما أثار المماليك للتخلص منه عندما قامت ثورة الطنبغا السلطاني ولكن لم تفلح؛ حيث تمَّ القبض عليه، ولكنه استطاع الهرب إلى بلاده.

أما الثانية فكانت باتفاق مع الخليفة المتوكل، فأحضر برقوق المشايخ والأئمة والعلماء، وخلَعوا جميعًا الخليفة المتوكل في سنة 778 هـ، وأمر برقوق بسجنه في القلعة وأعلن بلاد الخلافة الإسلامية بخلعه، ولكن ما لبث السلطان برقوق أن ندم على خلع الخليفة المتوكل فأعاده إلى الحكم مرةً ثانيةً، ولكن الخليفة لم ينسَ ما فعله السلطان برقوق به فأمر بنفيه إلى قلعة الكرك.

وعندما حدث صراع بين الأتراك وعلى رأسهم يلبغا ومنطاش استغلَّ برقوق هذه الفرصة فجمع أنصاره ليَستولي على حكم الشام ثم مصر، وفرح به عامَّةُ أهلِها وخاصتهم، وخرجوا لاستقبالِه وفرشوا له الحريرَ في الطُّرقِ، وجدَّدوا له البيعةَ في القلعةِ سنة: 792 هـ / 1389م بعد أقل من سنةٍ من عزلِه، وتمكَّن من التخلُّصِ من معظمِ أعدائه ومناوئيه، وقضى على ثورةِ العربان في مصر والشَّام.

ونجحَ برقوق قُبَيْل وفاتِه سنة: 801هـ / 1399م في أخذِ البيعة لابنِه فرج، وكان في العاشرةِ من عمره، وشكَّل له مجلسَ وصايةٍ من قادة المماليك، وكَثُرت الفتنُ في عهدِ السُّلطان فرج، وخرج عليه الأمراءُ في مصر وفي الشَّام، وحاول التَّصدي لها لكنَّه هُزِمَ قرب دمشق وقُتِل سنة 815هـ / 1412م.

مولد العلامة الألوسي:

ولد علاَّمة العراق الأديب المحدِّث محمود شكري الألوسي، في التاسع عشر من رمضان عام 1272هـ، والألوسي نسبة لبلدة ألوس، وهي بلدة تقع على نهر الفرات في الأنبار، وهو أحد علماء أهل السنة في العراق ومِن المُتمسِّكين بمنهج السلف الصالح ومِن أحد الشخصيات البارِزة في العالم العربي والإسلامي.

وكان حبه لطلب العلم بدأ منذ صِغَره، وأخذ إجازات العلم من الكثير من علماء بغداد، كما أنه من أحفاد شهاب الدين أبي الثناء الآلوسي الكبير، من ذرية الإمام موسى المُبرقع ابن الإمام محمد الجواد الهاشمي القرشي.

عاش الألوسي حياته بين التدريس والتأليف، وساهم في إنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها (الزوراء)، كذلك ساهم في كتابة المقالات والبحوث لمجلات مثل (المقتبس) و(المشرق) و(المنار) و(مجلة المجمع العلمي العربي).

وعُرف عن علماء عائلته حب الأدب والتفقه مع ميلٍ إلى التصوف، لكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته أقرب للدعاة الإصلاحيين في عصره، مثل: رشيد رضا ومحمد عبده، ومن تلاميذه: "أمجد الزهاوي، علي بن حسين الكوتي، محمد القزلجي، محمد بهجت الأثري، رشيد حسن الكردي، عبد اللطيف ثنيان، محمد نافع المصرف".

ومن مؤلفاته: ( ما دلَّ عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة، فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية للإمام محمد بن عبدالوهاب، طبع باسم "مسائل الجاهلية"، بلوغ الأرب في أحوال العرب: حصل فيه على جائزة من ملك السويد، وهي نفس الجائزة المعروفة اليوم بجائزة نوبل، كما ذكر ذلك تلميذه محمد بهجت الأثري في كتابهِ: (محمود شكري الآلوسي).

ومنها أيضًا: رسالة في الماء، الضرائر الشعرية، المسك الأذفر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر، غاية الأماني في الرد على النبهاني، صب العذاب على من سبَّ الأصحاب، شرح قصيدة النسب، ترجمة السيد أحمد الرفاعي، تأريخ بغداد، تأريخ مساجد بغداد وآثارها، عقوبات العرب في الجاهلية، تاريخ نجد، مختصر التحفة الاثنا عشرية).

وفاة والي مصر في عهد عمر بن عبد العزيز:

توفي أيوب بن شرحبيا، أمير مصر وواليها في عهد عمر بن عبد العزيز في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان عام 101هـ، واهتم بإصلاح أمور مصر كافة، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأغلق جميع الحانات وأهتم بتحسين أحوال الناس المعيشيّة، وسار في الناس سيرة حسنة، تدل على خشيته لله وصدقه في العمل.

وفاة ابن أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي

587 هجرية المصادف ليوم الجمعة في العاشر من شهر تشرين الأول للعام الميلادي 1191، رحل الملك المظّفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، كان عزيزًا على عمّه السلطان صلاح الدين الأيوبي، استتابه بمصر وغيرها من البلاد، ثم أقطعه حماه ومدنًا كثيرة.

وكان مع عمه حين فُتحت عكا، توفي اليوم وحملت جنازته حتى دفن بحماه، وله هناك مدرسة كبيرة، وكذلك له بدمشق مدرسة مشهورة، وقد أقام بالمُلك بعده ولده، المنصور ناصر الدين مُحَمّد}، فأقره السلطان صلاح الدين الأيوبي على ذلك بعد جهد جهيد ووعد ووعيد.

وفاة الشيخ "الحنبلي" و" شلتوت"

رحل الشيخ مُحَمّد الفقيه اليونيني، الحنبلي، البعلبكي،الحافظ المفيد البارع، العابد الناسك، في 19 رمضان لعام 658 هـ، والموافق للثامن والعشرين من شهر أب للعام الميلادي 1260.

وبرع في علم الحديث، توضأ مرة عند الملك الأشرف بالقلعة حال سماع الأذان، فلما فرغ من الوضوء نفض السلطان تخفيفته وبسطها على الأرض ليطاء عليها، وحلف السلطان أن يطأ برجليه عليها، ففعل ذك، كان الملوك كلهم يحترمونه، ويعظّمونه، ويجيئون إلى مدينة بعلبك، ذكرت له أحوال ومكاشفات وكرامات كثيرة، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك.

كما توفي الشيخ محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر، في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان لعام1382 هـ، وعالم إسلامي مصري وشيخ الجامع الأزهر 1893 - 1963م، نال إجازة العالمية سنة 1918م.

وعين مدرسًا بالمعاهد ثمّ بالقسم العالي ثمّ مدرسًا بأقسام التخصص، ثمّ وكيلًا لكلية الشريعة، ثمّ عضوًا في جماعة كبار العلماء، ثمّ شيخًا للأزهر سنة 1958م، وكان عضوًا بمجمع اللغة العربية سنة 1946م، وكان أول حامل للقب الإمام الأكبر. وولد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة سنة 1893م.

أضف تعليقك