• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

 شهد اليوم 20 رمضان  تاريخيا عدة أحداث هامة يتصدرها من العام 8 هجرية فتح مكة، وفي نفس هذا اليوم ولد محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند في العام 72 هجرية، كما ولد القائد سيف الدين قطز في العام 652 هجرية.

ويقول وسيم عفيفي الباحث في التراث، إنه في مثل هذا اليوم وقع أبرز حدث في التاريخ الإسلامي، ففيه عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى البلد الذي أحبه وتلقى الإيذاء من أهله وهو مكة.

تبدأ القصة في شهر ذي القعدة سنة 6 هـجرية الموافق 628 ميلادية عندما أصدر الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً لأتباعه بتجهيز أنفسهم من اجل أداء العمرة بمكة المكرمة عقب مشاهدته لرؤيا في منامه حيث رأى نفسه وأصحابه يطوفون حول الكعبة.

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في 1500 مسلم دون سلاح، إلا سلاح المسافر وهو السيف؛ وعندما علمت قريش بهذا الأمر قررت منعه عن الكعبة بـ 200 فارس بقيادة خالد بن الوليد لقطع الطريق الرئيسي المؤدي لمكة، إلا أن الرسول اتخذ طريقاً أكثر صعوبة للحيلولة دون حدوث اشتباكات أو مناوشات بين أتباعه وجند خالد بن الوليد.

وعند وصول الرسول إلى منطقة الحديبية والتي تبعد 9 أميال عن مكة جاءه بديل بن ورقاء الخُزاعي في نفر من بني خزاعة وطلب منه استفساراً حول أسباب مقدمه إلى مكة؛ فقال له الرسول؛ إننا لم نجئ لقتال أحد، ولكننا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد أنهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، ويخلّوا بيني وبين الناس، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإن هم أبَوا إلا القتال فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذنّ الله أمره.

كان لفتح مكة نتائج كثيرة منها: أن دخلت مكة تحت نفوذ المسلمين، وزالت دولة قريش منها، وأصبح المسلمون قوة عظمى في جزيرة العرب؛ وتحققت أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول قريش في الإسلام، وبرزت الدولة الإسلامية قوة كبرى في الجزيرة العربية.

في ذلك اليوم أيضا ولد محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند باكستان حاليا؛ واسمه بالكامل محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، ولد سنة 72 هجرية بأرض العراق، وكان أبوه القاسم بن محمد ممن جاء لأرض العراق عند الحرب بين ابن الزبير رضي الله عنه وعبد الملك بن مروان، فأقام بها، وهو ابن عم الوالي الشهير والمثير للجدل بشدة الحجاج بن يوسف الثقفي.

كانت بلاد السند هدفا لحركة الفتح الإسلامي المباركة أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واتخذ قرار غزو السند في عهد معاوية بن أبي سفيان حيث أمر معاوية القائد الشهير المهلب بن أبي صفرة بغزو السند، وفصل المسلمون بين بلاد الهند وبلاد السند، فلما تولى الحجاج الثقفي جعل من أولوياته فتح هذا الثغر العظيم وجهز جيشا ضخما على رأسه محمد بن القاسم وكان وقتها في السابعة عشرة من العمر.
تحرك محمد بن القاسم بجيشه القوي إلى مكران فأقام بها عدة أيام يستجمع قوته بعد سير طويل، وذلك لفتح مدينة الدبيل أحصن مدن السند، وفي الطريق إليها فتح مدينة قنزبور وأرمائيل ثم واصل السير حتى نزل على مدينة الدبيل وذلك يوم جمعة وتمكن من فتح بلاد السند.

توفي محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم باكستان إلى رقعة الإسلام.

في ذلك اليوم أيضا ولد سيف الدين قطز القائد الذي وحد مصر والشام وواجه الزحف الغاشم على أرض الإسلام وتصدى وحده لمواجهة الهجمة التتارية كاملة والتمهيد لمنازلتهم بتوحيد الجبهة في مصر أولاً ثم خارجها ثانيًا.

قام الملك عز الدين أيبك بتعيين قطز نائبًا للسلطنة في مصر، وبعد أن قُتل الملك عز الدين أيبك، تولى الحكم السلطان الطفل المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك، وتولى سيف الدين قطز الوصاية على السلطان الصغير الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما فقط.

في ظل هذه الأوضاع كثرت الاضطرابات من قِبل بعض المماليك واستبدادهم، وإيثارهم مصالحهم الخاصة على مصلحة البلاد والعباد، وفي النهاية رأى قطز وخاصة مع قدوم رسل التتار يهددون مصر بالاجتياح، أن وجود طفل على سدة الحكم يضعف من هيبة الحكم، ويزعزع من ثقة الناس بملكهم، ويقوي من عزيمة الأعداء، وهنا اتخذ القرار وهو عزل السلطان الطفل نور الدين علي، واعتلى بنفسه عرش مصر؛ وذلك في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 657 هجرية.

بدأ سيف الدين قطز بحشد جهود العلماء المخلصين من أجل بث روح الجهاد في نفوس الشعب، وأخذ سلطان العلماء العز بن عبد السلام على عاتقه هذه المهمة.

بدأ التجهيز العسكري للمعركة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 658 هجرية، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا على فجرٍ جديد انبثق من سهل عين جالوت؛ إذ التقى الجيشان، وقاتل الجيش الإسلامي بقيادة قطز قتالاً عجيباً وهزم التتار.

عندما انتهى قطز من حرب التتار وهزيمتهم وتحرير الشام عاد إلى مصر ولما بلغ بلدة القصير بقي بها مع بعض خواصه، على حين رحل بقية الجيش إلى الصالحية، وضربت للسلطان خيمته، وهناك دبرت مؤامرة لقتله، وانتهت حياة بطل عين جالوت، في يوم السبت السادس عشر من ذي القعدة من سنة ثمانٍ وخمسين وستمائة وحمل بعد ذلك إلى القاهرة فدفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين.

أضف تعليقك