لم تردعهم حرمة شهر القرآن.. ولم يوقظ ضمائرهم الخوف من غضب الله عليهم ، فواصلوا إطلاق أحكامهم الظالمة المتجبرة على الأبرياء بناء على أدلة ملفقة ومتهافتة ، "فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ" (البقرة -79).
بالأمس القريب حكم نهائي بإعدام ستة من الأبرياء ، وقبل ذلك أحكام بإعدام آخرين ، وأمس السبت حكم بإعدام واحد وثلاثين - وجميعهم من خيرة شباب مصر - بتهمة قتل النائب العام هشام بركات ، وسط صمت العالم بمنظماته الحقوقية والقانونية وتغاضي الحكومات التي تصدعنا ليل نهار بحقوق الإنسان وتواري أدعياء الوطنية والحرية.
لقد قامت الداخلية بعد الحادث مباشرةً بقتل العديد من الأبرياء وأعلنت أنهم قتلة النائب العام ، ثم خرج من يتحدثون باسم الداخلية في الإعلام المصري معلنين صراحة أنهم عجزوا عن العثور على القاتل الحقيقي.
ثم فوجئنا في قفص الاتهام بسبعة وستين من الشباب ، ظل القضاء يحاكمهم لمدة عامين ولم يأبه القاضي لشكاوى العديد منهم بتعرضهم لتعذيب شديد على امتداد عشرين ساعة متواصلة لانتزاع اعترافهم بالجريمة ، ورغم ذلك أصدر حكمه الظالم الذي سمعه العالم أمس ! فأي تلاعب هذا بأرواح الأبرياء وأي استخفاف بعقول الشعب المصري والرأي العام ؟!
إن إهدار الدماء البريئة بهذا الشكل الهمجي لا يقل خيانة ولا حرمة عن التفريط في الجزر والأرض والسيادة.
لقد باع قضاة الأرض أنفسهم رخيصة لشيطان الانقلاب فأهدروا العدل وداسوا على العدالة فويل لهم من عقاب الله المنتقم الجبار في يوم قريب "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (آل عمران - 30 ).
والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"
الأحد 23 رمضان 1438هـ ، الموافق 18 يونيو 2017م
أضف تعليقك