في كارثة تهدد أمن مصر المائي، بدأت إثيوبيا فعليًا ملء خزان سد النهضة مع بداية شهر يوليو الجاري، لكونه بداية موسم الفيضان، في ظل استمرار الخلافات الفنية بين القاهرة وأديس أبابا، وسط تجاهل رسمي إثيوبي للمطالب الرسمية باستكمال الدراسات الفنية للتأثيرات السلبية للسد على دولتي المصب مصر والسودان.
وأكد أحمد عبدالخالق الشناوي، خبير السدود الدولي في تصريحات صحفية، في وقت سابق، أن سد النهضة الإثيوبي يهدد بقاء مصر بالكامل، ويعرضها للحذف تمامًا من على الخريطة في حال انهياره، إضافة إلى المخاطر الأخرى المتعلقة بتخفيض كفاءة مصر من توليد الكهرباء من السد العالي.
مضيفًا "المشكلة الأكبر أن هناك كارثة حتمية ستحدث جراء بناء السد متعلقة بالنقص الفادح في مياه الري لسنوات عدة متتالية وهو ما قد يتسبب في فقدان جزء كبير من الرقعة الزراعية".
وتابع :بجانب أن الشركة المسؤولة عن إدارة سد النهضة إسرائيلية الجنسية، وستكون مهمتها الإشراف على الجزء الخاص بتوليد الكهرباء من السد، مؤكدًا أن الهدف من وراء ذلك هو بيع المياه لمصر في مرحلة لاحقة، إضافة إلى حصول إسرائيل على مياه النيل.
وشدد على أن بناء سد النهضة سيضيع على مصر 2,6 جيجاوات من الكهرباء عن طريق السد العالي في أسوان ستفقدها مصر بالكامل نتيجة توقف السد.
من جهته، أكد أستاذ هندسة السدود في جامعة يونيتين الماليزية، محمد حافظ، في تصريحاته الصحفية ، مؤخرًا، أنه عند إضافة 4 مليارات متر مكعب ماء تم حجزها أخيراً في سد أعالي عطبرة وسد ستيت السودانيين واللذين تم افتتاحهما الشهر الماضي لتوليد طاقة كهربائية وتوفير ماء للري قرابة 1 مليون فدان أراضي استصلاح واستثمار سعودي على ضفاف نهر عطبرة، فإن مجموع ما تم استقطاعه حتى هذه اللحظة يعادل 15 مليار متر مكعب من حصة مصر.
ولفت إلى أن استقطاع 15 مليار متر مكعب من حصة مصر اليوم وقبل افتتاح سد النهضة بكامل إمكاناته يضاف إليه 12 مليار متر مكعب حجم المياه المتبخرة سنوياً من مسطح بحيرة ناصر غير قابلة للتعويض بعد بدء ملء بحيرة سد النهضة بما يعني خسارة مبدئية لمصر تعادل 27 مليار متر مكعب خلال العام المائي أغسطس 2016-أغسطس 2017.
واستطرد : "فقدان قرابة 27 مليار متر مكعب خلال عام واحد يعني اقتصادياً حاجة البلاد لزيادة استيراد مواد غذائية لإطعام الشعب المصري بعد توقف زراعة قصب السكر وزراعة الأرز ومنتجات زراعية أخرى بحاجة كبيرة لماء الري"، كذلك فإن "فقدان 27 مليار متر مكعب خلال عام واحد بسبب سد النهضة سيزيد حجم الفجوة الغذائية التي تعاني منها مصر بشكل واسع جداً، وربما تضطر الحكومة المصرية لتوجيه ميزانية البلاد لدعم الغذاء للشعب المصري بدلاً من الاستثمار في إنتاج الطاقة.
وإزاء الضعف المصري في ظل حكم السيسي استطال الجانب الإثيوبي وفرض سياسة الأمر الواقع على مصر، وبدأ فعليًا في ملء الخزان وفقًا لرؤيته المنفردة التي تتضمن ملء الخزان خلال 3 سنوات، في حين تسعى مصر لزيادة الفترة لتتراوح بين 7 و11 عامًا". وتقدر السعة الاستيعابية لخزان السد بنحو 74 مليار متر مكعب من المياه، ما يهدد بجفاف مئات الآلاف من الأفدنة، إضافة إلى عجز شديد في تلبية الاحتياجات المصرية من المياه خلال فترة ملء الخزان.
أضف تعليقك