" ربنا لك الحمد".. كلمات شكر لله كانت أخر ما نطقت به ألسنة شهداء ضحايا مجزرة "الحرس الجمهوري" التي وقعت فجر يوم 8 يوليو 2013، والتي أسفرت عن سقوط نحو 80 قتيلاً أثناء صلاة الفجر، بعد أن قاموا من الركوع في الركعة الثانية من الصلاة، ليفاجئوا بوابل من طلقات النار من قبل ميليشيات العسكر التى لم تراعي حرمة الدماء ولا العبادات.
البداية
بدأت الواقعة مع تجمهر معارضي الانقلاب العسكري، أمام مبنى دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الذي كان وقتها محتجزًا داخل النادي، وعودته للحكم وظلت تلك التظاهرات سلمية طيلة 4 أيام لم يحدث فيها أي شكل من أشكال العنف .
وفي فجر اليوم الخامس وبالتحديد يوم 8 يوليو فوجئ المتظاهرون بهجوم من قبل قوات الأمن وبمشاركة قوات الحرس الجمهوري، حسبما أظهرت مقاطع مصورة وشهود العيان ، ولم يشفع للضحايا حينها أنهم يؤدون صلاة الفجر فكانت الرصاصات فاصلا بينهم وبين الحياة الدنيا.
وكانت بداية التحرك مع وصول معلومات آنذاك لمعارضي الانقلاب داخل اعتصام رابعة بأن الرئيس مرسي محتجز داخل دار الحرس الجمهوري من قبل قوات الجيش، الأمر الذي دفع المنصة وبالتحديد يوم 3 يوليو فى مطالبة أعداد كبيرة من المعتصمين فى الزحف نحو دار الحرس الجمهوري.
التعامل بحذر
أدى تخوف قوات الانقلاب، حينها من ضغط الجماهير الغفيرة التي تواصل اعتصامها أمام دار الحرس في البداية إلى التعامل مع المتظاهرين بحكمه منذ اللحظات الأولى كما تركهم فى نصب منصة الحرس الجمهوري واستمرار الفعاليات المطالبة بتحرير مرسى وكانت تلك الفعاليات يقودها صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، أبرز قيادات الاعتصام.
التخلص من المتظاهرين
أرادت قوات الانقلاب نقل الرئيس مرسي لمكان آمن من ذلك، فجاء قرر التخلص من جموع المتظاهرين ليبدأ يوم 6 يوليو فى مخاطبتهم، بنقل الاعتصام لحيوية المنطقة وخطورتها، وكانت وسائل الضغط توسيط قيادات أمنية للحديث مع البلتاجى وحجازى بصرف المتظاهرين، كما تم إلقاء منشورات على المتظاهرين لإخبارهم أن "الجيش والشعب أيد واحدة" وأن عليهم الاستماع للأوامر .
المجزرة
رفض معارضي الانقلاب التراجع عن موقفهم، وإزاء هذا الإصرار، تحرك قوات الجيش لاستخدام آخر الورقات وهى فض الاعتصام باستخدام قوات الأمن المركزي، واختيرت ساعة الفض مع حلول فجر يوم الثامن من يوليو لتستمر عدة ساعات وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحى ليسقط بسببها قرابة 76 شهيد وحوالى 435 مصابًا .
شارة رابعة
وبعد هذه الأحداث ظهرت "شارة رابعة" كرمز لاستمرار اعتصامهم، حينما قام مدني برفعها عقب رصاصة حية في ساقه اليمنى فى أحداث الحرس الجمهورى، وفى هذا اليوم اضطر للجلوس على كرسى متحرك بسبب إصابته فى ساقه، وعند تصويره كأحد المصابين فى المجزرة أشار بعلامة رابعة العدوية.
وثائق لم ينظر إليها
كان أبرز من سقطوا فى تلك الأحداث الدكتور ياسر طه عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة وعدى حاتم طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة وعلاء أمين طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بأسيوط وخالد سعيد طالب بكلية هندسه جامعة الأزهر بالقاهرة كما سقط المصور أحمد عاصم، لم يكونوا هؤلاء هم الضحايا فقط بل كانت هناك عشرات أخرى سقطت فى تلك الأحداث،.
حقوقيون أكدوا أن ملف مجزرة الحرس الجمهورى موثق من الألف إلى الياء عبر صور وفيديوهات ووثائق ومستندات ولكن لم يتم فتح أى تحقيق فى الحادث حتى الآن، مؤكدين أنهم سينتظرون سقوط الانقلاب لفتح الملفات بحسب قولهم.
شهادات حقوقية
وكشفت تقارير حقوقية أن كل المجازر التى ارتكبت منذ 30 يونيو كالحرس الجمهوري، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، وأحداث رمسيس وأحداث ذكرى ثورة 25 يناير، كلها تم توثيقها بالصور الفيديوهات والوثائق والمستندات وتنتظر ثورة جديدة لبدأ التحقيق فيها.
قتل وحشي
فيما أكد خالد سعيد رئيس الجبهة السلفية والقيادى بتحالف دعم الشرعية، أن أحداث فض الاعتصام أمام دار الحرس الجمهورى تمت بشكل وحش، مشيرًا إلى أن المستشفى استقبل مئات الحالات المصابة بطلقات من أسلحة آلية وخرطوش ورصاص قناصة ومقذوفات لم نتبين نوع السلاح الذى استخدم به.
وقال إن أغلب الحالات مصابة بطلقات نافذة فى الصدر والظهر والرأس والحوض، مؤكدًا أن التعامل الأمنى مع المتظاهرين جاء فضحية أمام العالم بأثره.
وتابع أن الاعتداء بدء من قبل قوات الانقلاب بشهادة السكان وبعض الجنود أيضًا، ولم يكن مع المتظاهرين أى أسلحة تذكر ، لأنها كانت المرة الأولى التى يعتدى فيها الأمن على المتظاهرين بهذه الوحشية.
أضف تعليقك