بفضل قوة اقتصادها الذي تعتمد عليه دول أجنبية عديدة، تمكنت قطر من حصد ثمار أرقامها الاقتصادية، التي وفرت لها قواعد ارتكاز ثبتت موقفها أمام "عنترية دول الحصار" المزيفة، إذ حصدت الدوحة دعم شركائها الاقتصاديين في عدة مناطق بالعالم أبرزها أوروبا، كونها أكبر ملعب استثماري لأطراف الأزمة وليس قطر وحدها.
قوة دولية
من جانبه قلل الخبير الاقتصادي بمؤسسة" كابيتال إيكونومكس"، جيسون توفي، من احتمالات تأثر الاقتصاد القطري بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، التي اتخذتها كل من السعودية والإمارات ضد قطر، وفرض الحصار البري والبحري والجوي على البلاد.
وقال "توفي" إن الاقتصاد القطري ليس شديد الارتباط بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث أن علاقاته التجارية تتركز معظمها مع آسيا وأوروبا، وكذلك استثماراته، وليس مع دول مجلس التعاون.
وأكد الخبير جيسون، المتخصص في اقتصاديات الشرق الأوسط، أن التبادل التجاري بين قطر ودول مجلس التعاون صغير جداً، وكذلك واردات قطر من السعودية والإمارات.
وأشار إلى أن التأثير المباشر ربما يتركز في واردات الأغذية من السعودية، وتبحث قطر في تغطية ذلك من دول أخرى مثل تركيا.
ولفت إلى أن بعض التوقعات بتأثر الريال القطري أو المصارف القطرية من إجراءات المقاطعة السعودية الإماراتية، مبالغ فيها، حيث أن المصارف القطرية تمتلك مستوى عالياً من السيولة، كما أن الحكومة القطرية تملك أرصدة واحتياطات كبيرة، تمكن البنك المركزي من التدخل لسد أية فجوة مالية. وكانت الحكومتان السعودية والإماراتية قد هددتا بسحب الإيداعات من المصارف القطرية.
واعتبر جيسون أنه من المستبعد أن يتأثر الريال القطري أو أي مصرف قطري بقرار كهذا، نظراً إلى القوة المالية لقطر من جهة، وحصولها على عوائد معتبرة بالإسترليني والدولار من استثماراتها في الخارج.
تأثير فعال
من جانبها توقعت مجلة "أمريكان ثينكر" في تقرير لها، أن تبدأ قطر في التأثير على القرارات الاقتصادية والسياسية في البلدان التي تملك بها استثمارات كبيرة، فعلى الصعيد الرياضي، اشترت قطر جميع أسهم نادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي لكرة القدم في سنة 2012.
بالإضافة إلى نادي "باريس سان جيرمان" لكرة اليد. ويترأس النادي رجلَ الأعمال القطري "ناصر الخليفي" الذي يترأس شبكة "بي إن سبورت" الرياضية أيضاً، وكان يشغل منصب مدير التسويق في قناة "الجزيرة" الرياضية.
وفي مجال الاستثمارات العقارية، تفوَّقت قطر على منافستها الإمارات في أوروبا، إذ يملك "جهاز قطر للاستثمار" عدة فنادق ومشاريع عقارية في أوروبا، منها فندق "مارتيناز" في "كان" وفندق "اللوفر" في "باريس"، بالإضافة إلى شركات عقارية عملاقة في بريطانيا.
وفي ألمانيا يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا وحدها أكثر من 25 مليار يورو، وتشمل 17 بالمائة من شركة "فولكسفاغن" لصناعة السيارات، و10 بالمائة من بنك "دويتشه بانك" و3 بالمائة من شركة "سيمنس" وأكثر من 14 بالمائة من شركة "هاباغ لويد" للنقل.
أضف تعليقك