حالة من الخوف تسيطر على طلاب تركستان المسلمين الموجدين في مصر، بعد الحملة التي شنتها قوات أمن الانقلاب وضبط عدد منهم تمهيدا لتسليمهم الي دولة الصين الشيوعية لمحاكمتهم أو قتلهم.
وحذَّر أحد الطلبة المسلمين الإيغور من تركستان الشرقية، من مصير المقبوض عليهم تمهيداً لترحيلهم إلى الصين، بعد إلقاء القبض على مجموعة جديدة.
"الوداع يا صديقي.. قد تكون تلك آخر مرة أقابلك بها أو أكون على قيد الحياة".. كلمات ودَّع بها أحد الطلاب من أصول تركستانية صديقه فخر الدين رازي، الطالب بالفرقة الرابعة بجامعة الأزهر، عند مقابلته داخل مجمع التحرير.
وأوضح رازي ، أنه تلقَّى مكالمة من أحد زملائه المقبوض عليهم، أخبره بها أنه في طريقه إلى مجمع التحرير المتواجد في وسط القاهرة، وذلك بصحبة قوة أمنية لإنهاء أوراق ترحيله من إدارة الجوازات.
وذكر أنه وجد صديقه مكبل اليدين، وبجواره عدد من أفراد الشرطة، وخلال اللقاء الذي لم يستغرق أكثر من 5 دقائق قام بإعطائه الملابس التي طلبها، ومبلغاً مالياً لشراء أطعمة داخل قسم الشرطة، وما تبقى من وقت كان لتبادل كلمات الوداع بعد أن تساقطت دموعه، بعد شعوره بالخوف من إعدامه فور وصوله إلى الصين.
الهدف غطاء لترحيل المطلوبين
عزت غنيم، مدير التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان التي أرسلت فريقاً من المحامين مع الطلاب الذين عرضوا على النيابة، أمس الإثنين، 10 يوليو، قال إنه سيتم إخلاء سبيلهم بعد إثبات صحة أوراق إقامتهم في مصر، مؤكداً أنهم لا يزالون محتجزين في انتظار تقارير الأمن الوطني لهم.
ولقد جاء عرض الطلاب على النيابة، بحسب غنيم، من السلطات المصرية نتيجة لضغوط الرأي العام، ومحاولتها إظهار أن ملاحقة أبناء تركستان لوجود مخالفات قانونية لإقامتهم، وليس بهدف ترحيلهم لدولة الصين بشكل أساسي.
وأضاف ، أن "أي طالب يتم القبض عليه يتم تصويره وإرسال بياناته إلى موظفي سفارة الصين بالقاهرة، للكشف عن الموقف الأمني له لدى السلطات ببكين".
جامعة الأزهر "النوم في العسل"
وأرسلت مجموعة من طلاب إقليم تركستان نداء إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، طالبوه فيها بالسؤال عن المعتقلين من التركستانيين من طلاب الأزهر، والعمل على الإفراج عنهم وإعادتهم إلى دراستهم، وإذا لم يمكنكم ذلك فعلى الأقل العمل على السماح لهم بالسفر إلى خارج مصر إلى حيث يشاؤون.
وذكر الطلاب في بيانهم في حديث موجَّه إلى الإمام الطيب "يا فضيلة الإمام لا نريد أن تكون هذه الواقعة وصمة عار في تاريخ الأزهر وتاريخكم كشيخ للأزهر، والأهم من ذلك نريدكم بيض اليدين يوم يقوم الديان بالحساب، ويأتي إليه كل إنسان فرداً".
"نثق يا فضيلة الإمام أن شخصاً في مثل مكانتكم لن ترضخوا لأي ضغوط، ولن تسكتوا على محاولات تسليمنا لحكومة كافرة تريد أن تحكم علينا بالسجن أو الإعدام، ليس لذنب إلا تعلم ودراسة الدين، وذلك لتجفيف منابع الدين والتدين، حتى يصبح شعب تركستان الشرقية كفرة مثلهم بعد الإسلام".
وأنهى الطلاب خطابهم قائلين "لقد أتينا إلى الأزهر الشريف من أجل تعلم ديننا الحنيف السمح، الذي رفض كل أشكال الظلم والحيف، لأننا نحن مسلمي الإيغور عرفنا الأزهر الشريف منبعاً صافياً لتعلم الدين الحنيف، وعرفنا مصر التي بُني فيها الأزهر آمناً لمن دخل إليها من الطلاب المتعطشين للعلم".
أضف تعليقك