أكدت وكالة رويترز للأنباء، أن بعض من ساعدوا عبد الفتاح السيسي في الوصول إلي سدة الحكم عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، يدعون لاختيار شخص آخر لخلافته في المنصب خلال الانتخابات رئاسة الانقلاب المقررة العام المقبل.
وأوضحت رويترز، في تقرير لها، أنه رغم أن السيسي لم يعلن بعد ما إذا كان سيخوض الانتخابات المقررة في يونيو القادم، فقد أبدى شخصان فقط إمكانية منافسته، لكنهما قالا إن السيسي سيفوز على الأرجح.
ونقلت رويترز عن حازم عبد العظيم - شخصية بارزة في حملة السيسي الانتخابية عام 2014 - قوله:" لازم يمشي... مكنش صادق.. محترمش الدستور أو القانون وفرط في الأرض وغرق البلد في ديون".
واعتبر العديد من المصريين اتفاقية تعيين الحدود البحرية التي أبرمها السيسي مع السعودية العام الماضي وتضمنت نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للمملكة إهانة للسيادة الوطنية.
وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، يعاني المصريون من ارتفاع معدلات التضخم وهجمات المتشددين المستمرة التي تقول الحكومة إنها تبرر سجنها لمعارضين وناشطين سياسيين وإغلاقها لوسائل إعلام معارضة.
وخلال عهد السيسي، سُجن آلاف المعارضين وأغلقت وسائل إعلام مستقلة وفرضت الكثير من القيود على إجراء استطلاعات للرأي.
وقال عبد العظيم فقدت الثقة في السيسي تدريجيا بسبب وعوده الاقتصادية الفاشلة وسياساته القمعية التي تعتبر "أسوأ من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك".
وأضاف، نقل تبعية الجزيرتين إلى السعودية دفعه للتنديد بالسيسي على قناة الجزيرة.
وقال عبد العظيم، الذي كان يرأس لجنة الشباب في حملة السيسي "أنا (كنت) محروق جدا... احنا بنتكلم على أرض بتضيع".
وأضاف "أنا ليا تحفظات علي الجزيرة لكن الراجل مسبلناش خرم إبرة نتنفس منه. أنا عايز الناس تسمع.. أنا هتكلم فين؟".
وقالت نور الهدى زكي، الكاتبة الصحفية المعروفة وكانت يوما ما أحد أبرز الشخصيات في حملة السيسي:" فكرة تخلي مصر عن الجزيرتين كانت أشبه بصفعة على وجهها.. أنا حسيت أن في إهانة للقسم اللي الرئيس حلف عليه".
وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن الأمن يُستخدم ذريعة لحملة حكومية متصاعدة لإسكات المنتقدين، ومنذ 24 مايو قامت الحكومة بإغلاق 122 موقعًا إخباريًا على الأقل وفقا لمؤسسة حرية الفكر والتعبير.
وشهدت تكاليف المعيشة ارتفاعًا صاروخيًا بالنسبة لمعظم المصريين بعد سنوات من الاضطراب السياسي، فضلا عن انخفاض قيمة الجنيه وزيادة الضرائب وخفض الدعم تطبيقا لبنود اتفاق قرض من صندوق النقد الدولي.
وكانت نور الهدى واحدة من أبرز المتطوعين في حملة السيسي الرئاسية، وسافرت إلى معظم محافظات مصر للترويج لحملته وظهرت في برامج حوارية وشاركت في مسيرات وهي تلوح بعلم مصر وتهتف قائلة "الله أكبر.. السيسي جاي" .
لكنها الآن لا ترى اختلافا بين السيسي ومبارك ، وقالت "النظام اللي احنا ثرنا ضده في يناير رجع... أدوات القمع أسوأ من مبارك".
ويقول محمد أنور عصمت السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، إنه يفكر في الترشح للرئاسة لكنه يعلم أن الفوز لن يكون حليفه. وكان السادات من مؤيدي السيسي في السابق وأسقط البرلمان عضويته في وقت سابق هذا العام.
وقال السادات لرويترز: الترشح للرئاسة سيتيح فرصة التحدث عن المظالم، ليس أمامه حل آخر سوى الترشح كي يتمكن من الحديث وإبداء الاختلاف في الرأي.
وقال المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي (45 عاما)، أبرز المحامين الذين يختصمون الحكومة لمنع نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، إنه يفكر في الترشح ضد السيسي، لكنه ينتظر معرفة ما إذا كان سينتهي به الحال إلى السجن.
وبدأت محاكمة المحامي الشهير بخوض القضايا الحقوقية والعمالية الشهر الماضي بتهمة "القيام بفعل فاضح خادش للحياء العام"، ونسب لعلي توجيه إشارة بذيئة بيديه خلال احتفال بصدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا يوم 16 يناير ببطلان توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية، لكنه ينفي .
وتصل عقوبة هذا الاتهام إلى السجن لمدة سنتين، وإذا أدين في القضية سيحرم من الترشح حتى ولو تم تغريمه فقط.
ويقول بعض المحللين إن انقلاب بعض حلفاء السيسي السابقين عليه يشير إلى خيبة أمل واسعة، لكنهم يرون تأثيرًا محدودًا لذلك على استقرار مصر الذي يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والحلفاء الذين يكافحون لاحتواء الصراع في سوريا واليمن وليبيا.
وقال تيموثي كالداس، باحث في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط:" الافتقار إلى الشعبية سيؤثر دائمًا على الاستقرار... لكن مبارك لم يحظ بشعبية لأكثر من عقد من الزمان وبقي في السلطة ولم يواجه سوى تحدٍّ بسيط حتى عام 2011".
أضف تعليقك