لقد غدت دولة الإمارات هي سبب المشاكل في المنطقة؛ فلديها تعاون وثيق مع دولة الكيان الصهيوني، لزعزعة استقرار المنطقة، ولم يعد خافياً على أحد الدور المشبوه لهذه الدويلة المنحرفة، ومساعيها لتجنيد العملاء والجواسيس وعلى رأسهم محمد دحلان، لضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس فى فلسطين!
فقد قال الرئيس التونسي السابق "المنصف المرزوقي": إن حكام الإمارات يغتصبون إرادة الشعوب العربية ويموّلون الانقلابات والمؤامرات في المنطقة!
ومن الجرائم التي اقترفتها هذه الدويلة؛ أنها سعت في عام 2015 أثناء مرض سلطان عُمان، لإيجاد من يخلفه في حكم السلطنة، وقد أنفقت مليارات الدولارات من أجل ذلك، ولما افتضح أمرها، قدمت مساعدات لدولة عُمان بملايين الدولارات للتغطية على الفضيحة!
كما أنها لعبت دورًا كبيرًا في إجهاض ثورات الربيع العربي لأنها رأت فيها خطرًا، يهدد الأمن القومي العربي، يجب مواجهته، لذلك دعمت الثورات المضادة عبر عملائها، لإفشال الثورات ولتحويل الربيع العربي إلى شتاء قارس، لإجهاض حلم الشعوب في الحرية والكرامة الإنسانية، لذلك جعلت محاربة جماعة الإخوان المسلمين على رأس سلم أولوياتها، لأنها رأت فيها تهديدًا لنظامها، فسعت لتطويق الجماعة وتضييق الخناق عليها وإفشالها، وقد اتخذ ذلك صورًا عدة مثل دعم العسكر في مصر للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بتمويل كل العمليات الإجرامية لإفشاله، وهو ما ثبت من خلال تسريب مدير مكتب قائد الانقلاب العسكري، الذي أظهر دور أولاد زيد فى الانقلاب العسكري، ودعمت ومولت حركة "تمرد" التي قادت حملة توقيعات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين، ودعمت شرطة الانقلاب بالأسلحة والذخيرة للتصدي للمظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الانقلابي، كما قامت بالضغط على بريطانيا لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الكيانات الإرهابية، وهددت بفسخ وإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة مع بريطانيا، والتي وصلت قيمتها إلى ثلاثة عشر مليار جنيه استرليني، كما أنها تقوم بدعم الكنيسة في مصر ماديا وسياسيا وأمنيا، واستقبلت تواضروس استقبال الفاتحين على أراضيها، بعد الانقلاب!
وفي ليبيا دعمت خليفة حفتر وقواته لإجهاض الثورة الليبية، من خلال تقديم الدعم السياسي والعسكري، وأرسلت عدة شحنات أسلحة عبر النظام الانقلابي في مصر، وأن محمد دحلان مستشار محمد بن زايد يمثل رأس الحربة للإمارات بالداخل الليبي، يساعده في ذلك محمد إسماعيل المستشار الأمني الأسبق لنجل معمر القذافي سيف الإسلام، ومما أكد دور دحلان في ليبيا تسريب لمكتب قائد الانقلاب في مصر، والذي ظهر في فبراير 2015 ويرجع إلى فبراير 2014، ويظهر دور النظام الانقلابي، للوقوف ضد المؤتمر الليبي العام والاستعانة بأحمد قذاف الدم، وأن محمد دحلان ومحمد إسماعيل قاما بزيارة إلى مصر، أكد من خلالها عباس كامل مدير مكتب قائد الانقلاب على ضرورة خروج ذلك الفوج من المطار سرًّا، وعلى ما يبدو أن الدور الإماراتي لم يقتصر على توريد الأسلحة فقط، فقد تم إلقاء القبض على جندي إماراتي في ليبيا يدعى “يوسف مبارك” واتهم بالتجسس، وكشفت التحقيقات معه والتي أظهرت معلومات على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به عن معلومات ووثائق تفيد أن مبارك كان يتجسس لصالح بلد أجنبي!
وفى سوريا قامت بدعم النظام النصيري، لإفشال الثورة السورية، على الرغم من أنها كانت دائما تصرح بأنها منحازة لخيارات الشعب السوري، حينما قامت بسحب سفيرها من سوريا، لكنها مولت صفقات الأسلحة التي باعها النظام الانقلابي في مصر للنظام النصيري، كما قامت بدعم الإعلام المناهض للثورة لتشويه الثورة والثوار، وأن أسرة بشار الأسد تتخذ من دولة الإمارات موطناً لها!
كما أن الإمارات مارست دورا مشبوها فى اليمن، ودعمت انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح هناك،عبر دفع مليار دولار، للزج بـحزب الإصلاح، ليتسنى لها اتهامه بالإرهاب، إلا أن حزب الإصلاح، نجح فى تفويت الفرصة عليها، وتسعى الآن بجدية لفصل جنوب اليمن عن شماله، مع ضمان سيطرة الحوثيين على بعض المناطق البترولية!
وقد كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة، ويخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب تصل إلى حد "شواء" السجين على النار.
وقد أقر عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بأن واشنطن شاركت في استجواب محتجزين في هذه المعتقلات السرية التي تشرف عليها قوات يمنية وإماراتية، وأوضح تحقيق أسوشيتد برس أن هذه السجون توجد داخل قواعد عسكرية ومطارات وموانئ يمنية عدة، بل حتى في مبان سكنية.
كما استقدمت مئتين وأربعين خطيبا من حضرموت لتّلقي دورات توعية بإشراف علي الجفري، الذي قام بتوزيع مقررات مؤتمر جروزني على الخطباء، الذي أخرج السعودية من دائرة أهل السنة!
وقد أوضح علي عبدالله صالح طبيعة العلاقة مع دولة الإمارات قائلا: ابني أحمد وعائلتي موجودون بالإمارات، وبالنسبة لعلاقتنا مع الحكومة الإماراتية؛ هم يعرفون ماذا نريد ونحن نعرف ماذا يريدون!
وترتبط الإمارات بعلاقة حميمية مع دولة الكيان الصهيوني، من خلال التبادل التجاري، والرحلات الجوية المنتظمة، وتساعد في عمليات تهويد القدس، عبر شراء البيوت والأراضي، فقد كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الضفة، قيام إماراتيين بشراء منازل في القدس بمبالغ ضخمة لصالح مؤسسات يهودية، وأن فادي السلامين أحد المقربين من محمد دحلان، هو أحد أبرز من يقوم بتلك العمليات!
وقد قدمت مقترحًا لتشاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكي السابق عام 2014، يتضمن مهاجمة القوات الصهيونية لغزة من جهتي الشمال والشرق وتتقدم القوات المصرية من الجنوب، لإحداث إرباك للمسلحين الفلسطينيين، واحتلال غزة، وترتيب حكومة يرأسها محمد دحلان، مع تعهد الإمارات برصد ثلاثة مليارات لهذه العملية!
أما ضاحي خلفان، رئيس شرطة دبي السابق، الذي لا يكف عن مهاجمة كتائب القسام؛ فقد صرح بأن الإمارات مستعدة للوقوف مع شعب غزة، لرفع معاناة أهل غزة في أقل من 24 ساعة برفع الحصار، وإرسال المعونات الغذائية والصحية، وضخ استثمارات بالمليارات وتعمير غزة فى سنة واحدة فقط، شريطة طرد حركة حماس وقيادتها من غزة، مقابل ضمان حياة كريمة آمنة، لأن الحروب لن تجلب السلام، والسلاح لن يحميهم من ترسانة إسرائيل المتطورة والمدعومة من الدول الكبرى! أخرجوا حماس.. واطردوا القسام الذين لا يجلبون إلا الخراب بصواريخ عبثية لا طائل من ورائها.
وأخيرًا كشفت قناة فرانس 24 الفرنسية عن تواجد سلاح الطيران الإماراتي ضمن الهجمة التي نفذها الصهاينة على قطاع غزة قبل أسابيع، وقصف مواقع للمقاومة الإسلامية "حماس" ، كما كشف الإعلام التركي تورط دولة الإمارات في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في الخامس عشر من يوليو 2016، وذلك عبر تعاون جرى بين الحكومة الإماراتية ومُدبري الانقلاب في تركيا، بوساطة "محمد دحلان"، الذي عمل كحلقة وصل بينهم وبين "فتح الله جولن" قبل أسابيع من المحاولة الانقلابية الفاشلة.
كما أظهرت وسائل الإعلام الإماراتية أو المتواجدة فى أبو ظبي كالعربية وسكاي نيوز سعادة بالغة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، وبثت أخباراً تفيد بنجاح الانقلاب، وقدرة الجيش على الإطاحة بأردوغان وحزبه، وتحدثت عن هروب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خارج البلاد وطلب اللجوء إلى ألمانيا!
كما أن تقارير المخابرات الأمريكية أفادت بأن الإمارات هي من قامت باختراق وكالة الأنباء القطرية، وبثت خطابًا مفبركًا للأمير تميم، نسبت إليه تصريحات، حول العلاقة مع ترامب، وتوتر في العلاقات مع مصر والإمارات والبحرين والموقف من الإخوان المسلمين وحماس وإيران!
وليس هذا فحسب؛ فإن دولة الإمارات مولت بسخاء زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا "مارين لوبان" المعروفة بعدائها للإسلام داخل فرنسا وخارجها، وأن الرئيس الفرنسي السابق أولاند أكد بأن الإمارات قدّمت لحملة فرنسا العسكرية ضد مسلمي مالي في 2013، دعما ماديا وعسكريا بلغ سبعة مليارات من الدولارات.
كما أن الإمارات اشترت ذمم عدد من الشخصيات الأوربية، للاستفادة من علاقاتها الخارجية، لتنفيذ مؤامراتها، فقد اشترت توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق للاستفادة من علاقاته الخارجية لتنفيذ أجنداتها الخارجية فى إفساد المنطقة.
كما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن اختراق دولة الإمارات العربية المتحدة لوسيط الأمم المتحدة، "برنارد ليون" ودفعه لاتخاذ مواقف وممارسات موالية لبرلمان طبرق الذي تدعمه الإمارات ومصر. وأن ليون كان ينسق المواقف مع سفير برلمان طبرق في أبوظبي، محمود جبريل المقيم فيها أيضًا، وأن الإمارات تستخدم ليبيا ساحة حرب بالوكالة ضد الإسلاميين، وعرضت على ليون راتبًا يوميا أكثر قليلا من ألف جنيه إسترليني، لتولى إدارة الأكاديمية الدبلوماسية في الإمارات!
وأخيراً: إن هذه الدولة التي تدنى المستوى الأخلاقي فيها إلى الدرجة التي عبر عنها رجل الأعمال “خلف الحبتور” الذي صرح أنه لا يرى شيء في انتشار الخمور و”الدعارة” ببلاده، معتبرا ذلك من “مظاهر التطور”! “يقولون الخمور في دبي طيب ايش نسبتها من الخمور بالعالم .. والعالم بيتطور ولازم نجاريه “اللي عايز خمور.. واللي عايز نساء.. ومفيش مشكلة في ـ جيرل فريند ـ مادام يساعد في انبساط المواطنين والمقيمين ” ” خليهم يستأنسون “!
فماذا يريد حكام الإمارات من إشعال النار في كل مكان وإحداث الفتن وزرع الفرقة، وقمع الشعوب المتطلعة للحرية والكرامة الإنسانية؟! لبئس ما يصنعون..
أضف تعليقك