• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بمناسبة ذكرى ثورة يوليو أقول أن حكامنا لم يستفيدوا من الأخطاء التي جرت، بل تراهم حريصون على تكرارها.. وكأننا محلك سر!
 
والفارق بين الإنسان والحيوان أن الأول يتعرف على أخطاءه ويحرص على تجنبها، بينما البهائم يمكنها أن تقع في ذات الخطأ مليون مرة! 
 
وإذا نظرت إلى السيسي تجده يقع في ذات اخطاء ناصر مع الفارق الكبير بينهما.. ويمكن تلخيص ما أعنيه في نقطتين تحديدا:
 
1- خروج الجيش عن مهمته الأساسية في تأمين الوطن ، ففي عهد عبدالناصر رأينا الضباط على رأس مؤسسات القطاع العام وسفراء في الخارجية بل ورؤساء للأندية الكروية، وكانت نتيجة هذه الفوضى هزيمة مروعة في عام 1967.
 
وإذا نظرنا إلى وضع الجيش في عهد السيسي تجده يقوم بأعمال شتى تبدأ بإقامة المشروعات وتنتهي بالتموين ونظافة الشوارع ، فهو موجود في كل مكان! ولم يعد متفرغا لمهمته الأساسية وهي محاربة الإرهاب خاصة في سيناء ، وكانت النتيجة إنه استفحل ورأيناه يشكل خطرا شديدا على البلاد و العباد لدرجة تهجير المسيحيين الموجودين في سيناء بسبب الأخطار التي تهدز حياتهم من التنظيمات التكفيرية والتي فشل الجيش في القضاء عليها بسبب انشغاله بأعمال أخرى على الطريقة الناصرية!.
 
وأعود من جديد لأكرر أنه لا وجه للمقارنة بين ناصر والسيسي رغم الجرائم التي ارتكبها كل منهم في حق الوطن! فالأول سعى من أجل العدالة الاجتماعية وانصاف الفقراء ، وكان زعيما للحياد الإيجابي والقومية العربية بينما الثاني عكسه تماما.. فهو قد سحق الطبقة الوسطى والفقراء بارتفاع الأسعار الذي لم تشهد له بلادي مثيل من قبل ونراه حريص على علاقات متميزة مع بني إسرائيل والولايات المتحدة فهي مع الدولة العظمى علاقات استراتيجية كما يردد في كل مرة فيها مع الأمريكان. 
 
وفي يقيني أنه لا وجه للمقارنة بين جرائم ناصر والسيسي، فالدماء التي سالت في عهد من يحكمنا حاليا لم تشهدها مصر في تاريخها والضرب في المليان هو الحل لكل من ينزل الشارع محتجا ، وعدد سجناء الرأي فاق أي عهد آخر. 
 
2- وكلامي الأخير ينقلني إلى النقطة الثانية وتتمثل في الاستبداد السياسي الذي أودى ببلادي إلى التهلكة، ناصر قام بالبطش بالتيار الإسلامي كله دون تفرقة بين إرهابي وغيره وكذلك فعل ''السيسي'' بل تفوق في ذلك على أستاذه ، مع حرص كل منهما على فرض سيطرته على الإعلام والصحافة، وتهميش قوى المعارضة والأحزاب السياسية حتى يكون هناك صوت واحد فقط وهو كلام الحاكم واوامره!! و''ناصر'' ألغى الأحزاب السياسية نهائيا ، و''السيسي'' قام بتهميشها فلا قيمة لها وبرغم كثرتها فلا تستطيع أن تقول أن هناك حزب واحد معارض له قيمة.

أضف تعليقك