” القرآن معجزة لغوية ” بهذه الجملة المركزة الكثيفة لخص الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه الماتع : النبأ العظيم وهو لم يكتف بإيرادها في ثنايا الكتاب ،و إنما جعلها عنوانا مستقلا هو عمود الصورة في النظر إلى النص العزيز .(1)
و القول بالإعجاز اللغوي للكتاب العزيز هو المدخل المنطقي و الطبيعي لفحص مقولات الإعجاز جميعا باعتبار النظر إلى حال من نزل فيهم ، و باعتبار المخاطبين أول الأمر ، و باعتبار من تحداهم ابتداءً ، كل أولئك الاعتبارات تشهد بمعقولية القول بالإعجاز اللغوي للنص الحكيم ، باعتبار قرينة المقام التي تشهد لأهل العربية زمان التنزيل بعلو الكعب في مضمار البيان اللغوي .
ومن هنا فإن تأخير فحص القول بالإعجاز اللغوي ، أو تقديم مداخل إعجازية أخرى عليه هو سير في الطريق الاستثنائي الذي ينبغي أن يظل استثنائيا ومؤقتا ، وداعما لمدخل الإعجاز اللغوي و لا يصح بحال أن ينفرد مستغنيا أو مهمشا هذا المدخل الأصيل .
إن واحدا من أركان المشهد الفاحص لمقولات الإعجاز القرآني ينبغي أن تتذرع بالبعد عن مواطن التناقض و لو ظاهريا ، و أول صمام حام من الوقوع في فخ التناقض هو الدوران مركزيا حول المداخل اللغوية لحقيقة الإعجاز القرآني وهى تتناغم في مسارات يجمعها رحم واحد من علوم اللسان وهى مسارات البلاغة القديمة و الجديدة معا و مسارات الدراسة الصوتية و الصرفية و التركيبية و المعجمية و الدلالية مضموما إليها في مقام أخير وحديث منجزات الحجاج الذي يسعى لهدم المنطلقات المخاصمة لمبادئه و أصوله .
المدخل اللغوي للإعجاز : حقيقة راسخة في الأدبيات المعاصرة
و إدراك معقولية المدخل اللغوي أو النظمي المفسر لحقيقة الإعجاز كان أمرا ظاهرا جدا عند أكابر العلماء المعاصرين الذين رصدوا في تتبع و تأريخ دقيق لمسألة الإعجاز يقول الأستاذ محمود محمد شاكر رحمه الله في كتابه ( مداخل إعجاز القرآن ) في بيان المدخل الأساسي في فحص حقيقة الإعجاز القرآني : إنه ثبت في تلاوة قليل القرآن وكثيره الدليل الذي يطالب العربي بأن يقطع بأن هذا الكلام مفارق لجنس كلام البشر ، و ذلك من وجه واحد هو وجه البيان و النظم الذي هو عمدة ما سميناه بالمدخل اللغوي للإعجاز .
ثم هو يخطو خطوة أخرى أوسع مدى ليجعل من وجوه الإعجاز المختلفة الأخرى توابع لهذا المدخل اللغوي غير متقدمة عليه بحال بل يقرر أنها من لوازمه ونتائج القول به ، يقول رحمه الله :
” و إذا صح أن قليل القرآن وكثيره سواء من هذا الوجه ثبت أن ما في القرآن جملة من حقائق الإخبار عن الأمم السالفة ، ومن إنباء الغيب ، و من دقائق التشريع ، ومن عجائب الدلالات على ما لم يعرفه البشر من أسرار الكون إلا بعد القرون المتطاولة من / تنزيله كل ذلك بمعزل عن الذي طولب به العرب ، وهو أن يستبينوا في نظمه و بيانه انفكاكه من نظم البشر و بيانهم من وجه يحسم القضاء بأنه كلام رب العالمين وها هنا معنى زائد فإنهم إذا أقروا أنه كلام رب العالمين بهذا الدليل كانوا مطالبين بأن يؤمنوا بأن ما جاء من أخبار الأمم و إنباء الغيب و دقائق التشريع و عجائب الدلالات على أسرار الكون هو كله حق لا ريب فيه … و إذن فإقراراهم من وجه النظم و البيان أن هذا القرآن كلام رب العالمين دليل يطالبهم بالإقرار بصحة ما جاء فيه من كل ذلك ” .(2)
و بهذا الذي أطلنا في نقله عن المرحوم الأستاذ محمود شاكر يتضح لنا وجه أخشى أن يكون مطمورا في تزاحم الطلب على وجوه الإعجاز الأخرى مما سمى بالإعجاز التشريعي و الإعجاز بالإنباء بالغيب و الإعجاز العلمي و هلم سحبا و جرًّا- وهو أن الأصل الذي ينبغي أن يظل متصدرا هو وجه الإعجاز البياني و النظمي الذي هو عين المدخل اللغوي ابتداءً.
و يصح أن نقرر في ضوئه أن استفراغ الوسع في فحص هذا المدخل الذي عنيناه هنا كاف في تقصير الطريق و الجهود معا على من ينشد مطالب إعجازية في أروقة التشريع و التاريخ و الجغرافيا و الآثار و الطب و سائر فنون المعارف الإنسانية ، لأنها ستكون تبعا لأساس أصيل مدعوم بطبيعة من أنزل عليهم الكتاب الكريم ، و بطبيعة ما كانوا مهرة جبابرة فيه .
و قراءة الأدبيات المعاصرة صالحة في أن هذا المدخل اللغوي لم يغب أبدا باعتباره أساسا و ركيزة لدارسي قضية الإعجاز و يوشك أن يكون غيابه اليوم أو زحزحته عن مكان الصدارة التي لطالما شغلها أمرا مغلوطا أو ذا أغراض تستهدف تقديم ما هو تابع و تغييب ما هو أصل لا يصح أن يغيب .
و ربما كان كافيا في هذا السياق أن نقف أمام عدد من الإشارات التي وردتنا من لدن أشهر الأدبيات المعاصرة التي تعرضت للقضية استقلالا أو انضواء في سياقات قريبة .
و قد تقدم بين هذا المقال عبارة محمد عبد الله دراز رحمه الله في النبأ العظيم من يدعم وجهة نظرنا هذه ، ثم جاءت عبارة محمود شاكر مؤكدة الحقيقة ذاتها .
و فيما يلي مدونة نصوصية شديدة الإيجاز هدفها دعم هذه الحقيقة وهى مجموعة نصوص قصيرة من مراحل زمنية مختلفة و لمؤلفين ذوى اهتمامات مختلفة ومن مؤلفات ذات غايات مختلفة .
(1) يرى الدكتور تمام حسان رحمه الله في كتابيه ( البيان في روائع القرآن 1993م ) و ما بعده ( خواطر من تأمل لغة القرآن 2006م ) أن كل تحليل لساني لغوى و أسلوبي للنص العزيز قاضية وإن لم نقصد إلى الكشف عن بعض وجوه الإعجاز القرآني عندما يقرر محترزا في مقدمة البيان قائلا : ص 3 ” ليست هذه الدراسة محاولة لتفسير القرآن الكريم تفسيرا لغويا أو أدبيا و ليست محاولة أخرى للكشف عن إعجاز القرآن إعجازا لغويا ، فإذا صادف القارئ في هذه الدراسة … ظاهرة تنم عم الإعجاز اللغوي لأساليب القرآن الكريم فإن المؤلف لم يقصد إلى الكشف عن ذلك قصدا ” و هذا الاحتراز فوق ما فيه من الباعث الأخلاقي الكريم من الدكتور تمام حسان دال على أن أي دراسة لإعجازية النص لا يصح إلا أن تتذرع بالمداخل اللسانية لغوية و أسلوبية ، وهو المعنى المسكوت عنه في سياق كلام الكريم الدكتور تمام حسان ، وهو ذات المعنى الذي عاد إليه بعدما يقرب من عقدين ليقرره مرة أخرى في مفتتح كتابه خواطر من تأمل لغة القرآن الكريم .
(2) و يرى الدكتور عبد الصبور شاهين في كتابه تاريخ القرآن الحقيقة نفسها عندما يقرر في المبحثين اللذين عقدهما لمناقشة قضية إعجاز القرآن فيه ( ص 45 ما بعدها ) حيث يقرر بعد إلماح لمستويات مختلفة من الإعجاز القرآني من خلال تعقيبه على الأستاذ نعيم الحمصى قائلا ( ص 47):
” غير أن لنا رأيا كنا ذهبنا إليه و نحن ننظر في المشكلة من زاوية لغوية محضة ، وكنا لاحظنا أن القرآن يضع اللغة العربية أو اللسان العربي في موقف لم تعرفه لغة من لغات البشر على كثرتها ” و قد أجمل الدكتور عبد الصبور شاهين ملامح هذا الموقف ليجعل نواته و عصبه في اللغة التي نزل بها وها هو ذا يقول ” إننا إذا أردنا إن نفهم الإعجاز القرآني حقا فيجب أن ننظر في النواة التي تتكون منها اللغة المعبرة ؛ أي : يجب أن ننظر في الكلمة القرآنية ، و ما تتميز به من خصائص ليست لغيرها ” .
(3) و ينطلق الإمام محمد أبو زهرة المنطلق نفسه في كتابه الفذ المعجزة الكبرى ( ص 69) عندما يقرر أن أول ما ينبغي أن يتصدر قائمة التصنيفات و التقسيمات المتعلقة بإعجاز الذكر الحكيم هو ما يتعلق بالمنهاج البياني .
و إذا كان شاكر و تمام حسان و عبد الصبور شاهين ينتمون للمجال اللساني بالمفهوم الدقيق فإن دراز و أبا زهرة لا يمكن إدراجهما في علماء اللسانيات بحال ، وهو الأمر الذي ينبغي أن يفهم من أهمية تلاقى العلماء جميعا على اختلاف انتماءاتهم المعرفية حول حقيقة المدخل اللغوي بإعجاز الكتاب الكريم
نماذج تطبيقية
و إذا حاول الدارس أن يلتقط أمثلة تطبيقية تبرهن على جدوى فحص القرآن المعجز من زاوية التحليل اللساني أو اللغوي أو الأسلوبي فإن أعمارا متطاولة وجهودا متضافرة لا يسعها أن تتابع مثل هذا العمل في يسر و سهولة ذلك أن التراث العربي الاسلامى على تنوع اختصاصاته ما هو في النهاية إلا حاشية موسعة على حقيقة الإعجاز القرآني من المداخل اللغوية ، بحيث تصير المصنفات و المؤلفات التفسيرية ابتداء بجوار غيرها من مصنفات و مؤلفات الفنون المختلفة الدائرة في فلك الكتاب العزيز – محتوية قصدا أو بغير قصد على أمثلة داعمة لمقولات إعجازه ، و تحديه للإنسانية .
و لكننا سنحاول أن نقف أمام نموذج واحد نحاصره بعدد من الأسئلة يمكن أن تضيف جديدا في باب التعامل المعاصر مع قضية الإعجاز أو بيان مدى كون الكتاب العزيز مبهرا من زاوية التوظيف اللغوي في مستويات مختلفة.
يقول تعالى : ﴿و العصر إن الإنسان لفي خسر ﴾ و فحص مفردات من مثل العصر ثم الإنسان ثم خسر ، ثم فحص التكوين الصوتي المعتمد على بنيات الأصوات الصفيرية ذات القوة الإسماعية المتميزة ، ثم فحص البناء التركيبي الأسمي للعبارة ، وتوزيع المؤكدات على ركنيها – ربما يقود إلى الشعور بشئ من تفرد البناء القرآني من باب لغوى .
إن مفردة العصر داخلة في علاقة ترادف مع مفردات من مثل ( الزمن / و الوقت / والحين ) ومن مثل ( الدهر ) و في هذا السبيل تصبح مقولات استبعاد إحدى هذه المفردات أمرا لازما في نطاق الإيمان بتفرد كل استعمال قرآني للمفردات الواردة فيه ، و يكون استبعاد استعمال مفردات المجموعة الأولى ( الزمن / و الوقت / و الحين ) راجعا إلى إضرارها بنسق بناء الفاصلة القرآنية ( السجع ) وهو أمر له أبعاد نفسية ووجدانية في المتلقي ، هذا جانب ، ومن جانب آخر فإن أيا من مفردات هذه المجموعة ضار من جهة أخرى هي التناسق الداخلي مع مفردات الفواصل الأخرى بمعنى أن الزمن و إن احتوت على صوت ذى قمة إسماعية مرتفعة وهى ( الزاء ) فإن غير ساكن العين وهو ما يكسر التناسق الداخلي مع ( خسر ) و ( صبر ) ساكنتي العين ؛ فضلا عن أن مفردة ( الوقت ) و ( الحين )لا تحتويان على أصوات صفيرية ، وهى أمور لازمة لمقام التحذير و الإنذار الذي تنطق به افتتاحية السورة الكريمة ، و مقام التحذير و النذارة تقتضى صوتا عاليا مرتفعا على مألوف عادة الناس في التحذير و الإنذار هذا جانب .
صحيح أن مفردة ( الدهر ) تستجيب لاختبارات مواءمة الفواصل باعتبار أن لامها (راء) ومتوائمة مع تناسق بنيات الفواصل باعتبار سكون عينها ( الهاء ) ، و متوائمة مع مقام التحذير و الإنذار باعتبار صوت الدال المجهور الذي يملك قمة إسماعية مرتفعة ؛ لكنها غير صالحة بتحكيم سياق النص كله من جانب و باعتبار تحكيم دلالات التركيب حيث ستقع إن حلت محل العصر في تركيب قسمي ، ومن دلالات القسم هنا التعظيم ، وهو إن كان ربما أوقع في تناقض ظاهري على مستوى بنية النص الموسع ؛ إذ إن ( الدهر ) مفردة سيئة السمعة مذمومة في سياق آية الجاثية ﴿نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر ﴾ على لسان الكافرين و يصح احتمالا أن يكون استبعادها دفعا لتوهم التناقض الظاهري بحيث تكون في سياق يوحى بالذم ( في الجاثية ) و في سياق إن جاء صريح في المدح الذي هو عين المفهوم من وقوعها في تركيب من ( جار ومجرور) و الجار فيه حرف يفيد القسم . هذه واحدة .
و تأمل مفردة الإنسان وهى معرفة بال و مستعملة في صورة إفرادية مع أن الإنذار موجه لمجموع البشرية مما كان يقتضى في التصور العاجل أن ترد المفردة في صورة جمع لتناسب هذا المقام ، و إذا بفحص المفردة في صورتها الإفرادية يمكن أن يكون قائدا إلى دفع توهم يتعلق بمخاطر تصور الحساب الجماعي إن جاءت الكلمة في الاستعمال في صورة جمع ، و لما كان القرآن متناسقا مع مستوى بنية النص الموسع و الكتاب حريص على تأكيد فكرة الجزاء الفردي و المسئولية الفردية استعمل القرآن الكلمة في صورة المفرد ثم حقق المعنى الاستغراقى الموجه لمجموع الجنس الإنساني عن طريق استعمال ( إل ) التي للجنس استغراقا فعوض بها ما سقط من معنى الجمعية عند استعمال المفردة في صورة إفرادية و تبقى فضيلة استعمال الإنسان من دون غيرها من المترادفات التامة و شبه التامة من مثل البشر و بني آدم لتضمنه دلالات إيمانية تتعلق بالأنس و النسيان و هما الأصلان اللذان يزعم الدارسون أن الإنسان مشتق منهما ، و يصبح التحذير الإلهي للإنسان من النسيان أو الأنس المطغيين اللذين يوردان صاحبهما إلى الهلكة و الخسران أو لم يكن الطرد الإلهي لآدم بسبب من نسيانه و ضعف عزيمته ، ثم ألم يتكرر التحذير الإلهي في غير موضع من كتابه من اللهو و الأنس الاجتماعي الفاتن لأصحابه المسقط في العصيان ّ هذا جانب فضلا عن تكونها من بعض حروف صفيرية صالحة في هذا السياق كما مر بنا ثم تأتى كلمة ( في ) بدلالتها الظرفية الاستغراقية لتدل على المصير المؤلم الذي ينتظر الإنسانية ؛ لأن صانعه هو الله سبحانه وهل يتصور أن تكون القبضة الإلهية المنذرة غير محكمة ؟ سبحانه! ّ و استعمال ( خسر ) وهى مصدر دال على الحدث المجرد الذي هو أشبه شيء بمادة خام للخسران ، و قد كان بالإمكان في غير النص الكريم استعمال المشتق ؛ لكنه إن كان مضرا بالنص ؛ إذ دلالة المشتق تحمل معاني مؤقتة منقطعة على تفاوت ما بين المشتقات في تقدير هذا الانقطاع و التوقيت ، فضلا عما تتمتع بها من توسط الحرف الصفيري المفيد في سياق التحذير و الإنسان .
وتأمل بناء الجملة الاسمية بتوزع عنصري التوكيد ( إن ) في المبتدأ و ( اللام ) في الخبر قائد إلى تقدير جزئي الجملة و أنه لا يصح إلا حملهما معا على محمل الحقيقة المخوفة التي لا مدخل للمجاز فيها ، ثم تأتى الجملة و قد فرغت من الزمن لتوحي بأنه إنذار لا يقطعه مدى زمني ، وهو ما يرمى بدرجة ما تحمله من حقائق مرعبة و خطيرة على الإنسانية أن تتدبرها ، و تحسن التعامل مع الاستثناء الواقع بعدها الذي علامته ( إلا ) الواقعة في مفتتح الآية الخاتمة في السورة الكريمة .
صحيح أن هذه الوقفات ما هي إلا مدخل تستثيره السؤالات ذوات المنزع اللغوي في المستويات الصوتية و الصرفية و التركيبة و المعجمية ؛ لكنها من دون ادعاء أو تعالم قادرة على تحقيق مستوى من الإبهار لدى المتلقين المعاصرين للنص القرآني من دون الدخول في حومة الجدل الذي لم يستقر حول وجوه الإعجاز الأخرى غير اللغوية ، و هو الإبهار المفقود الذي يوشك من دون مبالغة ، أن يفقد كثيرا من متلقي القرآن الكريم التأثير المنشود ، و يفوت عليهم خيرا كثيرا و ربما بسبب من غيابه يزج بهم في قائمة الهاجرين للقرآن الكريم في مستوى من مستويات هجرانه ، نعيذكم بالله تعالى من كل أشكال هجر الكتاب الكريم .
المراجع
النبأ العظيم : نظرات جديدة في القرآن ، للدكتور محمد عبدا الله دراز ، دار القلم الكويت 1397هـ=1977م ص 80 وما بعدها .
مداخل إعجاز القرآن ، لمحمود محمد شاكر ، طبعة المدني بالقاهرة و دار المدني بجدة سنة 1423هت=2002م ص 158-159.
أضف تعليقك