حذر المحلل والخبير الاقتصادي الصحفي مصطفى عبدالسلام، المواطنين من استمرار تخديرهم، عن طريق الفخر بالقروض واعتبارها إنجازا كبيرا للحكومة، كما حدث مع خدعة المليون وحدة سكنية وغيرها.
وحذر من ممارسة "الحكومة" دعاية كاذبة وهمية، تدعي أن الاحتياطي الأجنبي وصل إلى 36 مليار دولار، ما يعني أن الاحتياطي الحقيقي هو بخصم رصيد القروض والديون من الرقم الدعائي لتصبح قيمة الاحتياطي بالمركزي المصري (-10) دولار.
وأضاف أن "الاحتياطي الحالي عبارة عن قروض حصلت عليها الحكومة طوال السنوات القليلة الماضية"، موضحا أن "البلاد تقترض من الخارج لتكوين احتياطي نقدي، وبدلا من أن نخفي فعلتنا نتفاخر بهذا القرض".
حساب حقيقي
وكشف مصطفى عبدالسلام عن أن تركيبة الاحتياطي يمكن إجمالها في عدة أرقام: 22 مليار دولار قيمة قروض مستحقة للسعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان وتركيا وليبيا، و4 مليارات دولار قيمة الشريحتين الأولى والثانية من قرض صندوق النقد الدولي، و2 مليار دولار قيمة قروض من البنك الدولي، و2.6 مليار دولار قيمة قروض من الصين، ومليار دولار من البنك الإفريقي للتنمية، و700 مليون دولار من دول الاتحاد الأوروبي، و12 مليار دولار قيمة قروض دولية تم الحصول عليها من خلال طرح سندات في شهور نوفمبر 2016 ويناير 2017 ومايو 2017، وهناك سندات أخرى، وحوالي 2.2 مليار دولار مستحقة لشركات النفط والغاز العالمية.
احتياطي مصطنع
وقال "عبدالسلام": إن "احتياطي ما قبل الثورة كان حقيقيا وليس مصطنعا أو وهميا كما هو الحال الآن، حيث كانت الـ36 مليار دولار مملوكة للدولة المصرية في عام 2010 وما قبلها، وأمواله ناتجة عن موارد ذاتية وإيرادات حقيقية من السياحة والصادرات والتحويلات وقناة السويس والاستثمارات المباشرة وغيرها".
دعاية الستينيات
واعتبر مصطفى عبدالسلام أن النظام يمارس الدعاية الفجة والسمجة والمبالغ فيها، دفعته للتخلي عن تحفظه بعدم الخوض في تلك المسألة.
وقال: "الدعاية تتعلق بالاحتياطي الأجنبي الذي ارتفع لأكثر من 36 مليار دولار"، ومن ذلك القول بأنه زاد عن الاحتياطي الذي كانت تملكه مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، وأن هذا الارتفاع التاريخي وغير المسبوق تحقق بسبب برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي، وجذب استثمارات أجنبية من الخارج وتحسن السياحة، وزيادة في إيرادات مصر من النقد الأجنبي، وأن قفزات الاحتياطي في الشهور الأخيرة تنم على أننا نسير في الطريق الصحيح، وأن المواطن سيأكل الشهد مع وصول الاحتياطي لهذا الرقم".
فائدة الاحتياطي
وقال "عبدالسلام": إن الاحتياطي الحقيقي يعني قوة للبلد واقتصادها، ويؤدي لتراجع سعر الدولار وخفض الأسعار، كما تكمن أهميته لأي دولة في 3 أشياء؛ لأن من خلاله يتم سداد الديون الخارجية وأقساطها، وسداد قيمة الواردات الخارجية، وإحداث استقرار في سوق الصرف، وإحباط أي مضاربات على العملة المحلية.
وحذر عبدالسلام من خداع الناس واستمرار تخديرهم، عن طريق الفخر بالقروض واعتبارها إنجازا كبيرا للحكومة، كما حدث مع خدعة المليون وحدة سكنية وغيرها.
أضف تعليقك