قدمت قرية صبيح التابعة لمركز ههيا أحد أبنائها البررة شهيدا في مذبحة رابعة التي أشرف عليها السفاح عبد الفتاح السيسي يوم 14 أغسطس 2013، إذ نفذ طلق ناري في جسد الشهيد "محمد أحمد محمد عطية" رجل البر والخير بالقرية.
وولد الشهيد محمد عطية في قرية صبيح عام 1962، وحصل على دبلوم صنايع سنة 1981، وعمل مشرفا فنيا بشركة مطاحن الزقازيق.
وللشهيد ستة أبناء أكبرهم الدكتورة أسماء صيدلانية، وابتسام مدرسة في معهد ابتدائي إعدادي، وأحمد خريج أصول دين وهو معتقل في سجون الانقلاب حاليا، وإسراء طالبة بكلية الدراسات الإسلامية وآية في المرحلة الثانوية واستشهاد في المرحلة الابتدائية.
وكان يعمل بجانب وظيفته في الزراعة في وقت فراغه، فكان رحمة الله لا يعرف الكسل أو التراخي مع أنه كان صاحب مرض رحمه الله رحمة واسعة.
وعهده إخوانه متفانيا في عمل الدعوة وأعمال البر والخير في القرية فكان يعمل في قسم البر وكان عضوا بمجلس إدارة الجمعية الخيرية وكان له بصمة ملموسة وغيرة محمودة في عمل الخير وفى جمع التبرعات.
وعرف عن الشهيد محمد عطية غيرته على دينه ودعوته إلى درجة أنه كثيرا ما يغضب على البعض بسبب أنه سمع أحدهم يسب الدين أو يخالف أمرا شرعيا.
وكان مقوالا للحق مساندا له حتى لو سبب له ذلك مشكلة فهو يقول الحق ولو كان مرا ويتحمل في سبيل ذلك الكثير والكثير وكان يساهم في مجالس الصلح وحل مشاكل الناس وكان دائما يعتز بدينه ودعوته ولا يقدم ولا يتأخر عنها إلا لمرض شديد.
كان رحمه الله يتفانى في صلة الرحم مع كل أقاربه إلى أبعد الحدود وكان رحمة الله مثالا في ذلك، وعرف عنه التواضع يتعلم من الصغير والكبير خاصة في علوم الدين وعلوم القرآن والسنة وكان سباقا في حضور مجالس العلم.
وكان رحمه الله يضحى بنفسه ووقته وماله وبيته في سبيل دعوته ودينه فقلما يتأخر عن موعد للدعوة وبيته دائما مفتوح لدعوته بل كان يخرج سهم الدعوة مجرد ما يصرف راتبه وقبل أن يصل بيته.
واتصف الشهيد بالربانية تجده في اللقاءات الإيمانية إذا سمع آيات القرآن تتلى على مسامعه يبكى بكاء شديدا يتعجب منه من حوله فكان مرهف الحس طيب القلب سريع التأثر بكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، متمثلا الحكمة التي تقول (( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ))
وفى الفترة الأخيرة من حياته من أول أيام الثورة كان مرابطا في الميادين وكان بعد الانقلاب الغاشم يقدم من نفسه أروع الأمثلة في الرباط في الميدان فقد أنهى كل إجازاته المستحقة له من العمل فكان يخرج من الميدان إلى العمل ومن العمل إلى الميدان ولا يذهب إلى بيته إلا كل فترة لبعض اللحظات، فكان همه الأكبر الرباط فى الميدان.
كان يخرج فى كل المسيرات ويصر أن يصلى كل الفرائض فى الميدان عند مسجد رابعة العدوية فى شدة الحر والبرد، وكان يطلب الشهادة وكثيرا ما كان يقول اللهم ارزقنا الشهادة.
وفى يوم المذبحة بعد أن لبس ملابس الشغل وأراد أن ينزل إلى العمل في الزقازيق طلب منه إخوانه أن يظل معهم فخلع ملابسه وظل معهم ومن رآه يقول ظل يصول ويجول في الميدان حتى اختفى وضرب فى رأسه فلقي الله شهيدا رحمه الله.
أضف تعليقك