• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

مع حلول الذكرى الرابعة لمذبحة رابعة العدوية، يتذكر مركز ديرب نجم وقرية القطايع ابنهم الشهيد مسلم حامد عبد المقصود، 52 عامًا، وله 3 أبناء، وعمل محفظًا للقرآن بالمعهد الديني، والذي أصابه طلق ناري من ميليشيات الخائن السيسي يوم المذبحة.

زوج حسن الخلق

تقول عنه زوجته: كان الشهيد أبو مسلم رحمه الله حسن الخلق، ويشهد له الناس بذلك، وعندما تقدم لي بالزواج تحرّى الأهل عنه، ومن حسن أخلاقه لم يجد الناس كلامًا يوفيه حقه، فرزقني الله بالشيخ مسلم وزواجنا تم بسرعة.

وأضافت الزوجة: "كان رحمه الله يتقى الله فيَّ وفي أولاده وإخوته، فعندما نسأله: "لماذا تفعل هكذا؟!"، فيقول: أفعل ما وصّانا به الرسول صلى الله عليه وسلم"، موضحة: "كنت أعتبره أبًا لي قبل أن يكون زوجي، فأنا كنت يتيمة، كان يسعى دائمًا إلى أن يحفظني القرآن الكريم، وكان لا يفرِّق بين أولاده، ويحبهم كثيرًا، وكان دائمًا يسعى لخدمة أهله".

باب الجنة مفتوح

وأردفت: "أول أحداث الحرس الجمهوري، قلت له: نريد أن نذهب للاعتصام، فقال لي: "هذا ما كنت أتمنى أن أسمعه منك يا أم مريم" متابعة: "أنا لا أعرف شيئًا في هذه الدنيا، لا أذهب وحدي إلى أي مكان، حياتي من غيره لا شيء".

واستطردت أم مريم قائلةً: "قلت له في يوم من أيام الاعتصام برابعة: "ارجع يا أبا مريم، كي تربي أولادك"، فقال لي: "أولادي هؤلاء ليسوا أولادي، هم أولاد الله، استودعتهم عنده"، فقلت له: "تعال فولدك عبد الله الصغير يحتاج لتربيتك"، فقال لي: "لا وباب الجنة مفتوح"، فقلت له: "ربنا معك يا أبا مريم".

واختتمت حديثها بقولها: "كان محفظًا للقرآن الكريم، ففي أيام الاعتصام، أخبرني أنه يريد أن يغلق الكتَّاب، فقلت له: "لا، أنا لا أرتاح غير لما أرى الأولاد" "كنت أتوقع خبر استشهاده في أي لحظة، وعندما جاء لي خبر استشهاده احتسبته عند الله".

سعيدة باستشهاد أبي حزينة على فراقه

ومن جانبها قالت مريم ابنة الشهيد مسلم: "أبي كان يعاملني معاملة حسنة، لا يفرق بيننا أبدًا، لا يظلم أحدًا فينا، كان يعلمنا كيف نحب بعضنا البعض"، مضيفةً: "كان يقول لأمي دائمًا: "علميهم جيدًا، علميهم بالكلام مش بالضرب، أنا أعرف أن أولادي يتعلمون جيدًا".

وتابعت: "آخر مرة ذهب فيها إلى رابعة، قالت له أمي: "أضع لك ملابس"، فقال لها: "لا، هذه المرة لا أريد ملابس"، فبكيت أنا وأختي الصغيرة، فقال لي: "لا تبكي أنا راجع"، وسلم علينا، ثم بعد ذلك نمت، وعندما استيقظت من نومي أخبرت بخبر استشهاده.. "أنا سعيدة جدا أن أبي شهيد، ولكن حزني على فراقه".

بابا بطل

ووجهت مريم رسالة للسيسي قائلة: "أنت لم تراعِ شعور طفل بريء، لا يعرف أن يقول بابا، وعندما يكبر، يقول أين بابا؟".

كما وجهت أخرى لأبيها قائلة: "وحشتني جدًا، وأساتذتي ينادونني يا بنت الشهيد، بابا بطل، مات شهيدًا، أريد أن أقول له: يا بختك سبقتني كنت أتمناها من قبلك".

طلب الشهادة بإخلاص

ويضيف أحد تلامذته: "كنت أحفظ القرآن على يد الشيخ أبو مسلم، كان يعاملنا معاملة حسنة، ويعاملني مثل أولاده، كان عطوفًا يساعدنا في كل شيء".

فيما قال صديقه: "الشيخ أبو مسلم أخي وصديقي وبيننا قرابة، نحن مواليد سنة واحدة، كان من المخلصين، كان طائعًا لله، ختم القرآن الكريم في أقل من سنة، كان يطلب الشهادة بإخلاص، كان دائما يحب أن نرابط في الميدان، لم يترك مسيرة في رابعة إلا وشارك فيها، أحب أن أقول له: "لا تنسنا، وربنا يعوضنا خير ويصبرنا على فراقك".

أضف تعليقك