• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

إنه الطبيب والأخ والمربي والمعلم والصديق.. إنه باختصار الإنسان عندما يتجسد رجلاً.

د. عبد المنعم مصطفى، الملقب بـ"طبيب الغلابة" أحد شهداء محرقة سيارة الترحيلات على يد زبانية الانقلاب، والتي تمر ذكراها الرابعة اليوم.

كان أحد ضمن معتصمي ميدان رابعة الذين رفضوا الانسحاب أمام جحافل قوات الانقلاب العسكري حتى تم اعتقاله.

كان الشهيد خادمًا لفكرته طيّعًا لدعوته.. دعوة الإسلام على طريق الإخوان د. عبدالمنعم كان مسئول جماعة الإخوان في مدينة أبوكبير بمحافظة الشرقية، واستشهد عن عمر 51 عامًا، وهو استشاري جراحة عامة بمستشفى كفر شكر المركزي.

قام وأشرف على العديد من القوافل الطبية في المناطق الأكثر احتياجًا في القرى التابعة لمركزه؛ حيث عكف على خدمة أبناء المدينة التي تربى فيها منذ نشأته.

 

 

 

والدكتور عبد المنعم مصطفى كان يراعي الحالة الاجتماعية للمواطنين، فكان كشفه 20 جنيهًا، فضلاً عن الكشف المجاني للفقراء مع منحهم أدوية بدون مقابل، حتى وصف بـ"طيبب الغلابة".

ومن اعتصامه في ميدان رابعة وجَّه د. عبد المنعم مصطفى رسالة إلى الشعب المصري قبل مقتله في محرقة "سيارة الترحيلات" أن الإخوان أصحاب حق ويعملون من منطلق الإسلام، وهم معتصمون للدفاع عن الشرعية وهم أصحابها، فالدكتور محمد مرسي هو أول رئيس لمصر منتخب، والرئيس مرسي والمعتصمون هم أصحاب الشرعية في جميع الميادين، لافتًا إلى أن الإخوان فصيل من الشعب المصري للدفاع عن الشرعية، ولا نملك حلولاً وسطًا ومستمرون في الاعتصام السلمي.

طالب الشهيد مصطفى المعتصمين بالصبر والثبات في مواقعهم حتى تحقق المطالب وحتى ولو استمر الأمر لشهور أو سنوات، مؤكدًا أن صاحب القضية لا بد أن يكون ثابتًا ومحتسبًا وصابرًا، قائلاً: "إما أن نحيا كراما أو نموت شهداء".

وخلال رسالته كان قد دعا جموع الشعب المصري إلى الخروج إلى ميدان رابعة وكل الميادين للدفاع عن الشرعية.

تقول زوجته إنه حافظ للقرآن الكريم، وكان علاقته قوية جدًا بالمواطنين، ويحب الخير للناس ويحافظ على صلة الأرحام ويسعى لتوفير احتياجات الآخرين، ويتميز بالحياء وكان ملجأ لأي سائل.

وعن اعتصامه في رابعة، تحكي زوجته أنه كان يتمنى الشهادة بقوله: "ادعيلي بالشهادة فهي كانت أمنياته وتحققت".

ووجهت رسالة إلى القتلة قائلةً: "ماذا ستقولون أمام الله بعد مماتكم، فزوجي شهيد وأنتم القتلة وحسبي الله ونعم الوكيل".

وقالت ابنته: "كنت أسال أبي متى ستعود إلى البيت فيرد عليّ بقوله: "لن أعودة إما منصورًا أو شهيدًا".

أما عن خبر استشهاده فروت "أن سلطات الانقلاب كانت ترغب في أن تسجله "منتحر" لكن التقارير الطبية كشفت أنه قتل بسبب الاختناق، وباركت له في الشهادة عندما رأيته، ورأيت ناس كثيرة تعزيه بالزغاريد والتهنئة فلم تكن جنازة بل كانت زفة شهيد، ففي الوقت الذي نحزن فيه على فراق أبي كنا فخورين به".

وكشف صديقه أنه كان يشارك في كل القوافل ويتكفل بشراء المواد الطبية على نفقته الخاصة.

نقل عنه أحد الإخوة الناجين من محرقة "سيارة الترحيلات" آخر كلمة لفظها والتي أجراها الله على لسانه بعد أن امتلأ بها قلبه: "هي ميتة واحدة فلتكن في سبيل الله".

تقبله الله في الشهداء والصالحين وجزاه عن دعوته خيرًا.

لقاء مع أسرة الشهيد د.عبدالمنعم مصطفي 

جثمان الشهيد الدكتور عبدالمنعم مصطفى

 جنازة الشهيد د.عبدالمنعم مصطفى

أضف تعليقك