نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها ريك غلادستون، يقول فيه إن عدد ضحايا القنابل العنقودية المحرمة دوليا، التي تقتل عشوائيا، زاد إلى أكثر من الضعفين عام 2016، مقارنة مع العام الماضي، بحسب تقرير صدر يوم الخميس عن مجموعة تقوم برصد استخدام هذا النوع من القنابل.
ويشير التقرير، إلى أن المجموعة التي تطلق على نفسها تحالف الذخائر العنقودية، قالت إن ما يقارب من ألف شخص قتلوا أو جرحوا من تلك القنابل، التي تحرمها معاهدة دولية، لافتا إلى أن معظم الزيادة عزيت للحرب في سوريا، حيث قالت المجموعة إن قوات الحكومة السورية بدأت باستخدام هذا النوع من القنابل في تموز/ يوليو عام 2016 بدعم روسي.
ويلفت غلادستون إلى أن العشرات من حالات الإصابة أو القتل التي وقعت العام الماضي عزيت للغارات الجوية السعودية في اليمن، بالإضافة إلى البقايا المدفونة في لاوس بسبب القصف الأمريكي المكثف لذلك البلد خلال الحرب الفيتنامية، بحسب ما قالت مجموعة الرصد.
وتذكر الصحيفة أن هذه النتائج نشرت في التقرير السنوي الذي تصدره المجموعة بعنوان "مرصد الذخيرة العنقودية"، ويحتوي على مدى التزام الدول باتفاقية حظر استخدام الذخائر العنقودية، التي دخلت حيز التنفيذ في 1 أغسطس 2010، ووقع عليها أو وافق على محتواها 119 بلدا.
ويفيد التقرير بأن عددا من البلدان المنتجة لهذه الذخيرة لم توقع على الاتفاقية ولم توافق عليها، بما في ذلك أمريكا وروسيا والصين وأوكرانيا، مشيرا إلى أن الدول في الشرق الأوسط كلها تقريبا لم توافق على الاتفاقية أو توقعها.
ويورد الكاتب أن تقرير تحالف الذخيرة العنقودية قال إن ما مجموعه 971 شخصا قتلوا أو شوهوا بهذه القنابل عام 2016، منهم 860 في سوريا، و51 في لاوس، و38 في اليمن، وقالت المجموعة إن نسبة المدنيين من الضحايا وصلت إلى 98%، لافتا إلى أن البلدان الأخرى التي أبلغ عن وقوع ضحايا فيها تضمنت البوسنة والهرسك والعراق ولبنان وليبيا وصربيا وجنوب السودان وفيتنام.
وتقول الصحيفة إنه "سواء أطلقت هذه القنابل من الأرض أو أسقطت من الطائرات، فإن القنابل العنقودية عبارة عن قنابل كبيرة تحتوي بداخلها على قنابل كثيرة صغيرة تنتشر في المكان، وتنفجر لتقتل دون تمييز بين الأهداف العسكرية أو المدنية، وقد لا تنفجر بعض القنابل الصغيرة كما صمم لها فتبقى وكأنها ألغام أرضية، وتبقى قابلة للانفجار لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب، وكثير من ضحاياها هم من الأطفال الأبرياء".
وينبه التقرير إلى ما قالته المجموعة في مقدمة تقريرها لعام 2017: "تشكل الذخائر العنقودية خطرا كبيرا على المدنيين لسببين رئيسيين: أثرها ووقت استخدامها وما تخلفه من خطر مستقبلي قاتل".
وينوه غلادستون إلى أنه بسبب السمعة السيئة المرتبطة بالقنابل العنقودية، فإن أمريكا قيدت تصديرها، وحاولت تحسين التكنولوجيا للتقليل من الخسائر الجانبية، مشيرا إلى أنه بحسب قانون صدر عام 2009، فإنه يمنع تصدير القنابل العنقودية إلا تلك التي لا تزيد نسبة فشل الانفجار فيها على أكثر من 1%، بالإضافة إلى أن القانون حدد أنه بمنع استخدامها إلا ضد "أهداف عسكرية واضحة"، وليس "في أماكن تعرف بوجود مدنيين فيها".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه من آثار الاتفاقية والضغط الذي تسببت به، فإن آخر شركة تصنيع لهذه الذخائر في أمريكا "تكسترون سيستمز"، أعلنت في شهر أغسطس الماضي، أنها سوف تتوقف عن تصنيع هذا النوع من السلاح.
أضف تعليقك