كشفت دراسة علمية حديثة أجريت بجامعة "جيفاسكيلا" في فنلندا، أنه كلما زادت مدة الجلوس اليومية زاد تعرض القلب للأمراض.
كما أثبتت النتائج أن ذلك الأمر يساعد في الحفاظ على عضلات الساقين التي يمكن أن تتقلص مع الدخول في نوبات خمول لفترات طويلة.
وخلصت الدراسة الفنلندية إلى أن تقليل ساعات الجلوس يوميًا بعشرين دقيقة فقط، بإمكانه خفض معدلات السكر في الدم والكوليسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ونقلت بهذا الخصوص صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن دكتور أرتو بيسولا، الباحث الرئيس بالدراسة من جامعة يافاسكويلا في فنلندا، قوله "أظهرت تلك الدراسة البحثية أن بمقدور الأشخاص تقليل فترة السكون والخمول في أي مرحلة مزدحمة من مراحل الحياة".
وأضاف بيسولا: "قد يتصور الأبوان للوهلة الأولى أن قضاء بعض الوقت مع أطفالهما أمر بعيد عن تمارينهما الجسدية، ومع هذا يمكنهما بتلك الطريقة أن يقللا فترة الجلوس وأن يضربا لأطفالهما مثلاً جيدًا بشأن نمط الحياة النشط من الناحية البدنية".
تم إجراء الدراسة على 133 شخصًا من ذوي وظائف مكتبية ولديهم أطفال، طلب منهم الباحثون تقليل وقت الجلوس واستبداله الحركة والنشاط خلال ساعات العمل ووقت الراحة أيضًا.
وتمت مراقبة معدلات السكر والكوليسترول في الفترتين لمدة أسبوع، لتخلص الدراسة إلى أن تقليل ساعات الجلوس من دون حركة يسهم في الوقاية من أمراض القلب.
الجلوس يقتل مئات الآلاف
فيما أكدت دراسة علمية سابقة صدرت في سبتمبر الماضي، أن الجلوس يقتل مئات الآلاف من الأشخاص، يمثلون 3.8 % مما يحصده الموت من بني البشر كل عام، طبقًا لما اتضح من مسح طبي لبيانات الوفيات وأسبابها بين 2002 و2012 في 54 دولة.
وبحسب نتائج الدراسة، التي قام بها علماء من جامعتين بإسبانيا والبرازيل، فإن الجلوس 3 ساعات يوميًا يفتك بأكثر من 433 ألف إنسان سنويًا، وبنسبة 11.6% من وفيات البلد التي احتلت المرتبة الأولى في الوفيات وهي لبنان.
وأوضح القائمون على الدراسة، أن ممارسة الرياضة تقلل من الخطر إلى حد كبير، إلا أن 31% من سكان العالم "لا يمارسون أي نشاط بدني" وفقًا لما أكدته دراسات نشرتها في 2012 مجلة The Lancet البريطانية.
وأثبتت الدراسة أن 60% من سكان العالم يجلسون أكثر من 3 ساعات متتالية يوميًا، ومن دون انقطاع للقيام بنشاط آخر، ومعدل جلوس كل فرد هو 4 ساعات و42 دقيقة كل يوم، وهو ما يتسبب بأمراض نسبتها 3.8% من مجموع الوفيات العالمي، أي 433 ألفًا، معظمهم في الدول الأوروبية، يليهم سكان دول شرق البحر الأبيض المتوسط، أي لبنان وفلسطين وسوريا ومصر تقريبًا، وبعدهم يأتي سكان القارة الأمريكية ثم سكان دول جنوب شرق آسيا.
واحتل لبنان قائمة كل الدول التي تم مسح بياناتها؛ حيث اتضح أن الأمراض التي يسببها الجلوس تحتل 11.6% من مجموع وفياته كل عام، تليه هولندا بنسبة 7.6 % من الوفيات فيها، ثم الدنمارك (6.9%) فيما النسبة الأقل هي بالمكسيك (0.6%) وميانمار (1.3%) ومملكة بوتان (1.6%).
ونصحت الدراسة بتقليل مدة الجلوس لتصبح ساعتين مثلاً، أي تقليلها 50% تقريبًا، والذي بدوره سيقلص خطر الموت المبكّر 2.3% أي 3 أضعاف.
أضف تعليقك