مثله مثل كل مناحي الحياة، يشهد قطاع التعليم حالة غير مسبوقة من التردي والإهمال بمحافظة الشرقية، وذلك منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر د. محمد مرسي.
ويطلق أهالي المحافظة استغاثاتهم الدائمة، لإنقاذ منظومة التعليم، إلا أن سلطات الانقلاب مشغولة فقط بإحكام القبضة الأمنية، وزيادة القمع والظلم بتوسيع دائرة الاعتقالات ضد معارضي حكم العسكر.
مدارس بحالة متردية
على الرغم من قرب بدء العام الدراسي الجديد، فإن مدرسة السناجرة التجارية المشتركة بمركز أبو حماد، لم تمتد لها يد الإنقاذ، حيث مازال طلابها ومعلموها عالة على مدارس أخرى.
ويوجد بالمدرسة 1620 طالبا وطالبة موزعين على 36 فصلا، وبدأ العمل في ترميمها منذ مايو عام 2016، وكان من المفترض أن يقوم المقاول بتسليمها في ديسمبر 2016، لكنها لم تسلم حتى الآن، ليتم النقل طلاب المدرسة والمعلمين إلى مدرسة السناجرة الإعدادية والابتدائية مؤقتا.
وشكا المعلمون حاجتهم الماسة إلى ترميم المدرسة بعد أن توقف العمل بها نظرا لمعاناتهم الشديدة من استخدام أجهزة الحاسب الآلي لأنه لا يوجد ما يكفيهم في المدرسة التي نقلوا إليها.
وفي القرين اشتكى عدد من أهالي المدينة من انتشار أدخنة حرق المخلفات بمدرسة الثانوية بنات في سماء منطقة الريطة، والشيخه حمدة، مما أصابهم بمشاكل صحية وبيئية ضخمة.
وقال الأهالى إن الأدخنة ناتجة عن حرق نفايات «أشجار ، نخيل، قمامة» بشكل متكرر وبطريقة عشوائية ما تسبب في نشر الروائح الكريهة والأدخنة في سماء المناطق المجاورة للمدرسة، بشكل ضار بالصحة و البيئة ليزداد الشعور بها عند الأهالي المجاوريين للمدرسة، مما يعرض حياتهم للخطر.
وتقدم للأهالى بشكوى لمسئولي الانقلاب، لمعاقبة المخالفين وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك، ووقف أعمال الحرق المتكررة، ولكن دون جدوى.
معلمون وطلاب معتقلون
وعلى صعيد آخر لا تتوقف سلطات الانقلاب عن اعتقال الطلاب الذين لم يقترفوا أي ذنب أو جريمة، من أجل القضاء على أحلامهم المستقبلية، حيث اعتقلت قوات أمن الانقلاب، صباح الأربعاء الماضي، الطالب "محمود عبدالمعبود الأشقم" الطالب بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق، دون مراعاة لأي حقوق للطلاب أو الشباب.
وتم اختطاف " الأشقم" قبل ساعات قليلة من منطقة الشيخة حمدة بالقرين أثناء عمله الخاص، دون معرفة مكانه حتي الآن.
من جهتها ناشدت أسرة الطالب منظمات حقوق الإنسان بالعمل على معرفة مكانه قبل تعرضه للاغتيال كما فعل بالشباب قبل ذلك.
كما حملت المسئولية الكاملة عن حياتهما لمدير أمن الشرقية ووزير داخلية الانقلاب داعية منظمات حقوق الإنسان لتوثيق هذه الجريمة.
ويوم الأحد الماضي، قامت قوات أمن الانقلاب، باعتقال مدرس من حجرة الدرس الخاصة به، بالإضافة لنجله بمركز الزقازيق.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الانقلاب اقتحمت حجرة الدرس الخاصة بمحمد علي مدرس الفلسفة وعلم النفس بقرية الطيبة أم رماد التابعة لمركز الزقازيق، أثناء وقوفه داخل الدرس بالإضافة لاعتقال نجله معاذ محمد علي الطالب بالفرقة الثانية في كلية العلوم جامعة أسيوط.
واستنكرت رابطة أسر معتقلي الزقازيق، استمرار قوات الانقلاب في ارتكاب جرائم الاعتقال التعسفي بحق المواطنين الأبرياء.
كما قامت قوات الانقلاب، باعتقال عصام محمد محمود الديب، من داخل مقر عمله بمدرسة السطايحة والمقيم بكفر أبو الديب التابع لمركز الإبراهيمية، بدون سند قانوني.
ويعمل عصام محمد يعمل مدرس لغة عربية بمدرسة السطايحة ويبلغ من العمر 48 عاما، ويعاني من آلام حادة فى فقرات الظهر، وهو ما يستدعي الراحة التامة والعلاج، فضلا عن إعالته لأربعة من الابناء.
وحملت أسرته قوات الأمن المسؤولية الصحية للمعلم، كما تناشد منظمات حقوق الإنسان بالإفراج عنه، لكونه معتقل بدون أي تهمه أو سند قانوني.
منظومة فاشلة
ويوميًا تؤكد سلطات الانقلاب أن طلاب مصر ومتطلباتهم واحتياجاتهم ليست ضمن اهتمامات هذا الانقلاب الدموي كغيرهم من فئات الشعب المختلفة؛ لأن أجندة هذا الانقلاب الدموي لا تتسع فقط إلا لتمكينه وترسيخ أركانه، ومن ثم يصب كل جهوده ويسخر كل أدوات الدولة لهذا الغرض حتى ولو كان ذلك على حساب الشعب.
وتعاني المدارس المصرية من كثافة الفصول وقلة أعداد المعلمين، فضلًا عن انخفاض ميزانية التعليم بشكل عام مقارنة بقطاعات أخرى كالشرطة، وغياب الرؤية الإصلاحية لدى القيادات التعليمية.
ويرجع خبراء تراجع تصنيف مصر التعليمي إلى سوء إدارة منظومة التعليم في ظل الانقلاب، معتبرين إياه إشارة مؤلمة إلى حالة التهالك التي بلغتها المدارس.
ومنذ أشهر خرجت مصر من قائمة التصنيف الدولي لجودة التعليم بعد أن كانت فى المرتبة قبل الأخيرة فى آخر تصنيف، حيث كانت فى المرتبة الـ139 من 140 العام الماضي، والخروج من التصنيف هذا العام دليل على أننا نتحدث كثيرًا عن تطوير التعليم ولا ننفذ شيئًا ومازال التعليم لدينا فى حاجة إلى إعادة نظر سواء فى مناهجه العقيمة التى لا تواكب العصر،أو فى إعداد معلمه، أو فى المنظومة ذاتها.
وتشهد مصر في ظل الانقلاب ارتفاع نسبة الأمية والكثافة الطلابية وانتشار الدروس الخصوصية، وهو مايعتبر انعكاس لتدني مستوي التعليم بشكل يعوق تقدم الفرد والمجتمع.
أضف تعليقك