أثار رفع علم «قوس قزح»، المُعبر عن المِثليّة الجنسية، خلال حفل الفريق اللبناني «مشروع ليلى» في مصر، مساء الجمعة الماضية، اشمئزاز وحفيظة المصريين، فهم لم يعتادوا على دخول مثل هذه الأفكار الشاذة إلى مصر من قبل.
وبات من الواضح أن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم وصف "المثليون جنسيًا"، قد وجدوا أرضًا خصبة لنشر أفكارهم الشاذة بسبب ما وصلت إليه مصر من تردي واضح في كل المجالات منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد الرئيس الشرعي د. محمد مرسي.
فمنذ الانقلاب على الرئيس مرسي الذي نادى بإحياء كل ماله علاقة بشريعتنا الإسلامية الفاضلة، يحاول العسكر القضاء على كل ما يمت للشريعة الإسلامية بصلة، وإضفاء الصبغة العلمانية المعادية للدين على المجتمع المصري.
مساندي الشواذ
لم تكن صدمة رفع الشواذ لعلمهم في ظل حكم العسكر هي الأولى للمصريين، بل تبارى من يطلقون عليهم لقب "فنانين" بالإعلان جهارًا عن مساندتهم لحقوق المثليين في مصر، وذلك رغم خوف الكثيرين منهم قبل الانقلاب من الحديث عن هذه الأمور.
وممن أعلنوا مساندتهم للمثليين الممثل "آسر ياسين" حيث أعلن عن تأييده للقانون الصادر من الولايات المتحدة الأمريكية، بتشريع زواج المثليين جنسيًا، عن طريق نشر صورة لشعار المثلية الجنسية على موقع "إنستجرام"، إلا أنه حذف الصورة بعد الانتقادات الواسعة التي تعرض لها.
كما دافع الإعلامي الموالي للانقلاب شريف مدكور، عن المثليين جنسيًا وعن حقوقهم، منتقدًا نظرة المجتمع لهم، وذلك في إحدى حلقات برنامجه "ساعة مع شريف" على قناة "المحور"، والتي استضاف فيها الدكتورة رضوى سعيد، أستاذ الطب النفسي بقصر العيني.
وسار على نفس النهج الممثل خالد أبو النجا، وذلك عندما آثار ضجة واسعة عقب تأييده قانون زواج المثليين الذي تم إقراره في الولايات المتحدة.
ووضع "أبو النجا" "قوس قزح" الذي يمثل شعار حركة تحرر المثليين والمتحولين جنسيًا، على صورته الشخصية في "فيس بوك".
إعلام العسكر يلهي المصريين
استخدم إعلام الانقلاب الحدث كوسيلة لإلهاء المصريين عن التردي الذي تشهده مصر يوميًا في كل المجالات، فبالغ بعضهم في الحديث عن الأمر لوقت طويل، واستغل بعضهم الآخر الحادثة للتطاول على ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك.
فانتقد مقدم البرامج سيد علي ، مساء أول أمس السبت، إقامة حفل فرقة «مشروع ليلى»، بعد رفع علم المثليين من قِبل بعض الحاضرين.
وقال علي، خلال تقديمه برنامج «حضرة المواطن»، عبر فضائية «الحدث اليوم» الموالية للانقلاب : «الناس اللي بيقولوا إن دي حرية شخصية شوية مُخنثين، ده كلام سخيف ورخيص ولا يصح، الكلام ده مفيش فيه حرية».
أضاف : «قوم لوط ربنا خسف بهم الأرض بسبب المثلية، يجوا يعملوا حفلة زي دي في مصر إزاي؟ ملعون أبو الحرية الشخصية اللي بتضرلنا شبابنا، دول شوية شواذ وبندلع الكلمة ونقول مثليين».
تابع : «ما حدث سفالة وقلة أدب وانحطاط، أولياء أمور معرفوش يربوا أولادهم، المجتمع بدء يخاف وينافق السفلة والشواذ من أيام 25 يناير بداعي حرية التعبير».
واستغل علي الحادث في مهاجمة ثورة يناير قائلا: « منذ ثورة يناير المجتمع قعد يطبطب على مجموعة من الشواذ السياسيين وقعد الكل يقولك هذه حرية تعبير ولما قلنا مصر بتنهار الدنيا اتفتحت علينا من هؤلاء الشواذ».
كما اندلعت مشادة بين وائل الإبراشي – مقدم برنامج «العاشرة مساءً» – وشاب من المثليين المشاركين في حفل «مشروع ليلى» يُدعى فريد رمضان.
وقال «الشاذ» لـ«الإبراشي» : «انتوا ممكن تكونوا شايفينا ناس فاسدة وعبدة شيطان بس دة مش حقيقي .. احنا مش بنطلع لساننا لحد ولا بنستفز حد .. احنا بنحاول نوصل وجودنا .. احنا مثليين جنسيًا موجودين في مصر، والميل الجنسي معترف بيه من منظمة الصحة العالمية إنه مش مرض وإنه معترف بيه زيه زي الميول الغيرية .. زيي زي حضرتك زي أي حد .. مش ميول انحرافية .. احنا حاولنا نحارب نفسنا واكتشفنا إننا مش بنعمل حاجة غير إننا نقتل نفسنا».
ورد الإبراشي قائلًا: «المشكلة هنا بدأت بالإعلان عن نفسكم بهذا الشكل .. وترفعلي علم المثليين .. يا أخي ارفع علم مصر ارفع علمًا نتباهى ونفخر بيه .. كلامك قضية مجتمعية محتاجة نقاش بس انتوا ضد المجتمع .. قولي ايه فلسفة رفع العلم ده».
أضف تعليقك