من المضحكات المبكيات في فترة حكم العسكر لمصر وفى ستينات القرن الماضي وقبيل النكسة حيث كل شيء تحت السيطرة وكل الأفواه مكممة تم إنشاء مطار عسكري فى القاهرة استعدادا للمعركة وكانت كل المنشآت العسكرية مكتوب عليها لافتة ممنوع الاقتراب والتصوير .
فالأماكن سرية وما يدور بالداخل أسرار عسكرية .
أسرار عسكرية على الشعب فقط طبعا إنما ليست أسرارا أبدا بين أحضان الراقصات والعشيقات وزوجات القادة من الفنانات .
لكن العاملين بالقاعدة الجوية من شاويشية وعساكر كانوا يترددون على هذا المطار باستمرار بوسائل النقل العام .
ولأن منتسبي خير أجناد الأرض طوال عمرهم أذكياء كالعادة . فقد كانوا يسرون للسائقين والكمسارية أن ينزلوهم هنا فهنا مطار سرى يعملون فيه وشيئا فشيئا اعتاد السائقين على الوقوف في هذه المحطة ثم اعتادوا أن ينادوا الركاب ( حد نازل المطار السري ؟ ) .
ثم أصبحت محطة معروفة باسم المطار السري .
ولك أن تتصور كيف كان شعور إسرائيل وجواسيسها فى مصر حول هذه التسمية وهذا المطار وهذه العقليات التي تدير وكيف دربت جنودها على حفظ الأسرار .
وبالتأكيد طبعا كان المطار السري أول المطارات المستهدفة بالقصف في 67 مع قصف مطارات مصر من أقصاها إلى أقصاها .
البعض منا يريد لجماعة الإخوان المسلمين التي تواجه كل هذا التآمر وهذه التحديات وكل هذا الظلم وكل هذا الاستهداف لمعرفة أهدافها وخططها ومن يديرونها وما استجد فيها من تغيرات في القيادات . يريد البعض لها أن تكون بمثابة محطة المطار السري .
كل شيء سرى وممنوع الاقتراب والتصوير ولكن على الورق فقط .
مطلوب أن يكون كل شيء سريا حتى لا يعلمه المتربصون ونتهم بالسذاجة ويتم إحباط أي جديد . ولكن وفى نفس الوقت يريدون كل شيء معلنا بدعوى أن من حق الناس و المجتمع أن يعلم باعتبارها جماعة عامة .
أن تقوم كتائب المخابرات بتسريب شائعات حول ضياع الأموال أو حول وساطات سرية وتقديم تنازلات وتخلى عن الشرعية هنا أو هناك ثم يتبنى البعض الاتهام بأن الشائعات حقائق لأن متحدثا رسميا لم يخرج ليوضح الأمور التي تحوى أسرارا تعتبر كنوزا بالنسبة للأجهزة الأمنية .
أن يتم اعتقال الجميع من أول رؤساء الشعب والمناطق حتى المرشد ويتم اختيار وجوه جديدة تعتقل أيضا ويتم اختيار غيرها . وفى هذا الجو يخرج علينا من يطالب ويتساءل حول الانتخابات الداخلية وأين تمت وأين لم تتم وتغيير الوجوه وتوقيتها ومن الذي استجد ونسبة الشباب ونسبة العواجيز .
يعلم البعض أن محمود عزت القائم بأعمال المرشد على رأس الجماعة والمطلوب رقم واحد . وفى نفس الوقت يتم مطالبته بإسماعنا صوته لنعرف من أين يأتي وإلا اتهمناه أنه يعمل من داخل السرداب .
يربد البعض أن يكون للجماعة تحركات واتصالات بعيدا عن أعين الانقلاب حتى لا يتم إحباطها . وفى نفس الوقت يريد أن يتم إخبار الإخوة جهابذة الفيسبوك بهذه التحركات أولا بأول وإلا كان الكل مقصرا والقيادات ميتة وشائخة .
أن يخرج علينا من يتحدث عن ضغوط تمارس ومحاولات للتنازل وتحركات سرية وفى نفس الوقت يريد أن يعلم هذه التحركات السرية وإلا كانت هناك مؤامرة تحاك ما دام لم يتم إطلاع سيادته على ما يحدث أولا بأول لينشره على صفحته على الفيسبوك ويبدى رأيه .
بل إن البعض يريد لحركة حماس هي الأخرى أن تكون مطارا سريا وأن تقف لتسر له في أذنه وتجيب على أسئلته حول خططها المستقبلية ومكاسبها وخسائرها وكيف ستدير معركتها مع العدو وكيف يمكن أن تخدع إسرائيل أو تتجنب أن تخدعها إسرائيل . وإلا فإنه يفترض افتراضات في رأسه حول انخداع حماس وبيعها للقضية ويبنى علي افتراضاته مباني عالية من التفسيرات حتى أن بعضهم يتساءل لماذا لم تعلن كتائب القسام لسيادته موقفها من هذه المصالحة وهل هى موافقة عليها وكيف ستتعامل مع الموقف ويستدل بسكوتها وعدم حضورها على أن فى الأمر شيئا مريبا .
أيها الإخوة كفانا سذاجة فليست هكذا تدار الأمور ولم يكن ركن الثقة ركنا فى دعوتنا إلا لمثل هذه الحالات .
فالإعلان مطلوب للسياسات والخطط والمشروعات الاقتصادية .
ولكن السياسات الخارجية وأزمات وحروب الدول والجماعات وأمنها القومي لا يدار إلا بقليل من المكاشفة وكثير من الكتمان .
أضف تعليقك