حقق حمد بن عبد العزيز الكواري، المرشح القطري لموقع المدير العام لمنظمة "اليونسكو"، مفاجأة كبيرة في جولة التصويت الأولى التي جرت مساء أمس الإثنين في مقر المنظمة في باريس، وحلّ في المرتبة الأولى بحصوله على 19 صوتًا من أصل 58 صوتًا من أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وتجاوز القطري المرشحتين، أودري أزولاي، وزيرة الثقافة الفرنسية، التي حصلت على 13 صوتًا، و مشيرة خطاب وزيرة شئون الأسرة في عهد المخلوع حسني مبارك، التي حازت 11 صوتًا.
وأزيح المرشح الصيني كيان تانج، الذي حاز خمسة أصوات فقط، وكانت أوساط المنظمة الدولية رشحته في الأشهر الأخيرة ليتقدم إلى القمة، نظرا إلى ثقل بلاده على الساحة الدولية وموقعه داخل اليونسكو، حيث يحتل منصب نائب المديرة الحالية، إيرينا بوكوفا، لشئون التربية، وتقدم ببرنامج حاز تقديرًا واسعًا، وقام على مبدأ أن "التعليم حق أساسي" ووصفه الإعلام الفرنسي بأنه "مدير قوي لديه رؤية تحتاج إليها اليونسكو".
وفي ذات الوقت، لا يمكن التقليل من شأن المرشحة الفرنسية التي تستضيف بلادها المنظمة ولها تأثير كبير عليها، وكان ترشيحها في اللحظة الأخيرة إشارة إلى أن فرنسا راغبة في المنصب الذي لم تحصل عليه منذ زمن بعيد، وأنها حين رمت ورقة أزولاي كانت تبدو شبه واثقة من فوزها، وهذا ما انعكس بصورة أساسية في وسائل الإعلام الفرنسية التي روجت كثيرًا للمرشحة أزولاي، بالإضافة إلى أوساط المديرة الحالية التي كانت تعمل على إيصال المرشحة الفرنسية من أجل أهداف شخصية، تتعلق بمستقبلها وعلاقتها اللاحقة باليونسكو التي لا تريد أن تنقطع عنها، وأن وتبقى قائمة بصيغة ما.
ويعد صعود الكواري مساء أمس مثالا على عدم الخضوع للحملة المضادة التي تعرض لها خلال الأشهر الماضية، وخصوصًا من قبل دول الحصار على قطر (السعودية، الإمارات، البحرين).
وحتى وقت قريب، كانت دول الحصار شبه مقتنعة بأن المرشح القطري فقد حظوظه، وأنه سوف يستسلم ويرمي الراية قبل الانتخابات، وستكون الساحة فارغة للمرشحة المصرية التي كانت الجماعات المحيطة بقائد الانقلاب السيسي، قبل التصويت بـ24 ساعة، شبه واثقة من تصدرها لائحة الجولة الأولى من التصويت، ولذا شكّل مجيئها في الموقع الثالث ضربة للجهود الكبيرة التي بذلتها دول الحصار من أجل إيصال مرشح يقطع الطريق على المرشح القطري، الذي تقول النتائج إنه لم يخضع للضغوط، ووظّف جهده من أجل الحصول على أكبر نسبة من الأصوات والتأييد لبرنامجه الذي اعتبرته أوساط اليونيسكو برنامجًا يحمل نفسًا جديدًا، وعزيمة على النهوض بالمنظمة التي تعاني من الترهل بعد 8 سنوات من ولايتين عجفاوين للمديرة الحالية البلغارية.
وإذ تعقد الجولة الثانية من التصويت، مساء اليوم الثلاثاء، تترقب الأوساط نتائجها باهتمام شديد، لأنها تشكل مؤشرًا هامًّا، بعد جولة الأمس، إلى من سوف يبقى في الصدارة.
وقال مصدر إعلامي عربي عمل في اليونيسكو سنوات طويلة، وهو على معرفة بآليات العمل في المنظمة الدولية، إن احتمال فوز الكواري بجولة اليوم وارد جدًّا.
وأوضح المصدر أن الاتجاه العام للمواجهة، على ما يبدو، سوف تكون بين الكواري والمرشحة الفرنسية، افتا إلى أن المنطق يفترض انسحاب المندوبتين العربيتين لمصلحة الكواري، المصرية واللبنانية فيرا خوري، التي حازت على 6 أصوات، لأنه في الطليعة، وليس من المنطقي أن ينسحب هو لصالح أي منهما.
أضف تعليقك