• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

مهما استهبلت لن تفعل مثل القذافي ومهما صوروك للناس كمعتوه وعبيط فلن تكون مثل القذافي، فقد كان يقوم بنفس الحركات والسكنات والعته والتعليقات الغريبة المفاجئة التي لفتت أنظار العالم واعتبروها دليلا حيا وواضحا على تخلف العالم الثالث .

ومهما كان شعبك ومؤيدوك مستعدين لقلب الحقائق وخلع صفات العظمة عليك ووصف ما تفعله من تخلف بالحكمة والعبقرية فلن يكون مثلما فعل شعب القذافى .

الذي خلع عليه صفات الأخ القائد والمهيب الركن ومفجر ثورة الفاتح العظيمة وملك ملوك إفريقيا وكانت كل فواصل البرامج على القنوات التليفزيونية هي صور الزعيم وأناشيد وأغانٍ هو بطلها الوحيد، وهو رجل العام وكل عام وهو رجل المرحلة وكل مرحلة .

ومهما حكمت فلن تحكم 42 سنة كما حكم القذافي حيث ولدت أجيال وماتت ولا زال هو كما هو . حتى أنه ظن أنه ليبيا وليبيا هو ولم يكن هناك أي بادرة نحو تخليه عن الحكم أو الثورة عليه أو أي فرصة للخلاص منه . وهو الذي يحكم منذ كان عمره 26 سنة .

.

ومهما كنت واثقا فى نفسك وممن حولك فلن تكون مثل القذافي . فهو من فرط ثقته كان نادما أنه لم يقم بثورته وهو أصغر من ذلك .

أي أن الأمر بدا له سهلا لدرجة أنه ندم أنه لم يقم بانقلابه وهو في أولى حربية مثلا.

كان مريضا نفسيا مثلك يرى نفسه فيلسوفا وطبيبا نفسيا يتعلم منه الحكماء حتى أنه كان يعرف نفسه بأنه سياسي وقائد وضابط وفيلسوف .

بل إنه ألف الكتاب الأخضر وجعله دستورا وطبعه في كل بيت ومؤسسة . ثم أمر بأن يوضع فى أغلفة ويدفن فى تراب ليبيا لتستفيد منه الأجيال القادمة.

ولقد زين له من حوله أنه عظيم وسمى ليبيا في عهده الجماهيرية العظمى وأطلق على نفسه ملك ملوك إفريقيا وأنه مفكر وباحث وثائر حتى بلغ به السفه أن يذهب في زيارة لإيطاليا ويأمر بالإعلان في الصحف عن مؤتمر لفتيات فقط، حسنات المظهر وبشرط ألا تقل أطوالهن عن 175 سم لكي يدعوهن للإسلام ويوزع عليهن نظريته وكتابه الأخضر.

وكان يسخر من معارضيه كما تفعل أنت ويقتلهم ويسجنهم بكل سهولة كما تفعل أنت . وقال لهم من أنتم حين رآهم في الشوارع كما قلت أنت .

كان واثقا من نفسه لدرجة أنه لم يصدق من الأساس أن تقوم ثورة ضده ولم يستوعب خياله أبدا أن يخرج عليه أحد فرفض الخروج من البلد .

أصبر قليلا .

ولكن حين جد الجد هرب واختبأ .

وظهر القائد فى ماسورة مجارى .

وتخلى عنه شعبه ومجاذيبه .

وبعد أن أذاب الكثير من معارضيه سرا فى حمض الكبريتيك المركز .

كانت نهايته علنا على الشاشات مصورة بالفيديو ذلا ومهانة .

أنت أيضا اصبر لكي تموت ميتة مثله تليق بك .

 

أضف تعليقك