هذا هو اسم الأغنية التي نالت شهرة كبيرة أواخر هذا الصيف ، وهي باللغة الإسبانية ، وللأسف الشديد قد حظيت بنسبة مشاهدة عالية ، علي الرغم من وقاحتها ، ومن دعوتها الصريحة إلي كل القبائح التي يمكن أن يستمتع بها السائح من وجهة نظرهم إذا ما حالفه الحظ وقام بزيارة بورتوريكو.
فيمكنه الاستمتاع بكل المُحرمات مهما كانت طالما باستطاعته أن يدفع أمواله لهم ، فهي أغنية ترويجية للسياحة القذرة ، التي تهدف إلي جني المال نعم المال و فقط وتحصيله مهما كانت الوسيلة مهينة للإنسانية كلها ، ومهما كانت هذه الوسيلة تُخالف الشرائع والأديان ، فلا حدود ولا حواجز أمام من يملك المال و من بإمكانه أن يدفع ، فأمام المال تستحيل كل السدود والحواجز إلي طرقٍ معبدةٍ فسيحةٍ تتسع للأغنياء فقط ولا تتسع لأحد غيرهم ، وتستحيل كل الحرمات إلي كلأ مباح لكل صاحب مال علي مرأى ومسمع من الجميع.
وللأسف نالت هذه الأغنية شهرة كبيرة ولاقت موسيقاها استحسانًا ، ودخلت كل البيوت من خلال الشبكة العنكبوتية ، علي الرغم من عدم فهم غير من يتحدث الإسبانية لكلماتها.
ولكنه التقليد الأعمى وفقط.. واشتهرت ديسباسيتو بسبب جهالة المجتمعات التي تناقلتها كما تنتقل النيران المستعرة بين أعواد الحطب اليابسة، وأصبح سماعها عنوانًا علي المدنية والتحضر والتقدم .
ويبدو أن ديسباسيتو هذه ثقافة قد انتشرت في مجتمعاتنا ، فأصبحت كل حياتنا في ظل هذه الأزمات المتلاحقة ، وفي ظل التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي ديسباسيتو.
والغربة التي أصابت مجتمعاتنا ، والتغريب المتعمد لها ، وهذا التدني الواضح في مناحي الحياة قد جعلت هذه الثقافة الغريبة علينا متوطنة فينا ، وعلي الرغم من أن الفساد هنا أكثر شهرة وأكثر مشاهدة من ديسباسيتو إلا أننا أيضًا نري أن كل الحواجز وكل السدود التي كانت تحول بيننا وبين هذا الفساد وهذا التدني ، قد تحولت إلي حدائق غنَّاء يرتع فيها الفساد بخُيلاء لا يستطيع أحد مقاومته ولا حتى مجرد لومه ولا حتى إنكاره بالقلب..
فالفساد الذي استوحش وتوحشت معه وسائلة أصبح طاغيًا إلي حد أنه أصبح مفروض القبول علي الجميع وليس من حق أحد أي أحد أن ينطق ببنت شفة تعيب هذا العيب الذي أصبح سلوكًا متفشيًا في أغلب البيوت وأصبح استحسانه علامة من علامات الرقي والمدنية ومؤشر علي أن من يفعل ذلك أصبح من عِلية القوم ، وكأن القوم لا يجب أن يعلوهم إلا الخبث... ولا يتسيد فيهم ويتصدر إلا كل من كان ديسباسيتو.
وكأن أصحاب الفضائل والقيم يجب عليهم أن يختبئوا ويتركوا المجال الجوي والبري والبحري لكل ما هو.. ديسباسيتو ، فلا مجال للقيم ولا للمبادئ ولا للأخلاق في المجتمعات التي يحكمها قانون المنفعة المادية وفقط ، ويوما بعد يوم تتلاشي القيم والفضائل والدين من المجتمعات لتصبح المجتمعات المعني الحقيقي والصارخ لـ ديسباسيتو.
فالرجل الذي يرضي الدنية في بيته ويترك العنان لأبنائه لفعل كل ما هو ديسباسيتو لا يلومن إلا نفسه ولا يرجو صلاحا ولا أملًا منهم ، حتى وإن تفوقوا في دراستهم ، وشبوا بلا قيم ولا أخلاق ولا فضائل ولا دين ، فو الله ما نجحوا وما فلحوا.. إنما هم ديسباسيتو.
عودوا إلي قيمكم الإسلامية ، وعودوا إلي دينكم ، ابحثوا عن كل ما هو ديسباسيتو في المجتمع وأعيدوه إلي العفاف وإلي ما يضمن السلامة والاستقرار لمجتمعاتنا...
أفيقوا يرحمكم الله ، فإن نواقيس الخطر تدق في كل أُذن ، فما لنا نري كل الآذان قد أصابها الصمم...
أضف تعليقك